قال أيمن نور مؤسس حزب الغد محذراً قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي من إعدام الرئيس محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب، مؤكدًا أنها "ستكون الخطوة الأخطر في حياة السيسي السياسية". وأضاف نور في مقابلة خاصة مع وكالة الأناضول، "بالطبع كل الدم المصري حرام، والسيسي يحاول أن يشحن الرأي العام لتنفيذ الإعدامات، ومهما كانت قدرته على ذلك، فلن توازي خطورة إعدام مرسي". وتابع "إقدام السيسي على هذه الخطوة، وقراره بتنفيذ حكم الإعدام، سيكون الأخطر في حياته السياسية". وبحسب نور، فإن النظام الحالي في مصر "لا يمتلك أي رؤية للحلول في البلاد، ولا يملك للبقاء في منصبه، إلا دفع الطرف الآخر لتصعيد العنف، وهو ما سيسفر عن إشعال النار بملابسه، وبالمصريين، وبالوطن". وأوضح أنه "لا أحد في مصر، ودول الإقليم، والعالم العربي، والعالم، يقبل بما يفكر فيه السيسي، الذي يرغب بالانتقام من دم مرسي". ويمثل مرسي أمام المحاكم المصرية في خمس قضايا ملفقة، حكم عليه بالسجن 20 عاماً في إحداها، وحكم أولي بالإعدام في قضية "اقتحام السجون"، وبالمؤبد (25 عامًا) في قضية "التخابر الكبرى"، بينما تنظر المحكمة في قضيتي إهانة القضاء، والتخابر مع قطر. وأقر نور، بفشله في توقع أي شيء يمكن أن يفعله السيسي مستقبلًا، وقال "لا يمكن توقع أي خطوة سيفعلها السيسي، هو شخص "هاوٍ في السياسة، قليل الخبرة، والحكمة، والرؤية، يرتكب أخطاء بالجملة، بلا مستشارين، وكل من حوله هم عناصر مخابرات سابقين" . وأضاف نور "السيسي لم يحقق أي إنجاز وعد به حتى الآن، ليس لديه مبرر سوى مواجهة الإرهاب، الذي كان "محتملًا"، لحظة توليه الحكم، وبعد عام بات غير محتمل". واعتبر نور، أن "تنفيذ حكم الإعدام بحق 6 أشخاص، لم يكونوا موجودين أصلًا في قضية (عرب شركس)، يعني أن السيسي يريد أكبر دفعة باتجاه العنف والدم". وفي 17 مايو الماضي نفذت وزارة الداخلية المصرية حكم الإعدام في المتهمين بقضية "عرب شركس"، بعد إدانتهم بالاعتداء على حافلة للقوات المسلحة بمنطقة المطرية شرقي القاهرة، وقتل مساعد في 13 مارس 2014، واغتيال 6 جنود فى اقتحام نقطة الشرطة العسكرية بمسطرد في 15 مارس 2014، وتفجير مديرية أمن القاهرة، وحادث اغتيال اللواء محمد السعيد، مدير المكتب الفنى لوزير الداخلية السابق، خلال العام نفسه. وأكد نور، أن السيسي خسر كل حلفائه الذين ساندوه، فمحليًا خسر محمد البرادعي، وقوى اليسار، والليبراليين الذين ضربهم بعنف، وإقليميًا لم يعد له إلا حليف واحد هو إسرائيل، أما حلفاؤه في الخليج خاصة السعودية والإمارات، اللذين دعماه بقوة في البداية وبلا حدود، لم يعد دعمهما له حاليًا بنفس القوة، حتى أقرب المقربين من الشخصيات في العالم العربي "اكتشفوا الحقيقة بأن الرجل يقود مصر والإقليم إلى الهلاك". وأضاف نور "وعلى الصعيد الدولي، وضع السيسي سيء، لتراجع ملفه الحقوقي، فكل الدماء و"المجازر" التي ارتكبها جعلته يتراجع دوليًا، وهذه بداية النهاية، لأنه بات جزءًا من الأزمة، وليس الحل". وحذر نور من وصفهم ب "الشركاء"، من تسليح الثورة وممارسة العنف، قائلًا، "السيسي يريد ذلك، لاستغلاله كمبرر في الحديث عن محاربته للإرهاب، على كافة الأصعدة المحلية والدولية". وتعجب نور من معرفة السيسي بمن قام باغتيال النائب العام هشام بركات بعد ساعات من مقتله قائلًا، "كيف يقول رئيس الدولة في جنازة النائب العام، إن قرار قتل بركات، صدر من القفص (في إشارة لمرسي)، فماذا سيقول إذًا عندما يعلم أن أطرافًا أخرى هي من تورطت بالاغتيال". وقبل 10 أيام لقي النائب العام، هشام بركات مصرعه، متأثرًا بجراحه، على خلفية استهداف موكبه بسيارة مفخخة تم تفجيرها عن بعد، بمنطقة مصر الجديدة، شرقي القاهرة، بحسب بيان النيابة العامة. وأشار نور إلى الأجواء المشحونة في البلاد، مستدلًا بمقال للكاتب الصحفي عاصم حنفي نشر منذ نحو شهرين بصحيفة المصري اليوم المستقلة، دعا فيه الدولة إلى اغتيال قيادات في الإخوان، وهو ما عقب عليه نور بالقول، "مصر في زمن اللا منطق، تعيش فترة من الجنون السياسي والإعلامي، ف (السيسي) ليس لديه رؤية، ويتحرك بالإعلام، ويتحرك الإعلام به". وعن وجود تنسيق بينه وبين الإخوان المسلمين حول المستقبل، قال نور، "الإخوان جزء من الحياة السياسية لمصر، لديهم كفاءات، وكان لهم تفاعلات إيجابية، وسلبية أحيانًا، ويجمعهم احترام، وتنسيق، واتفاق على عودة الديمقراطية، وإعادة الحياة السياسية التي قتلها السيسي من خلال المشتركات". وأضاف، "الإخوان، ربما لم يقوموا بعملهم بالشكل المطلوب أيام حكم مرسي، ولكن بالنهاية هم أكبر تيار سياسي في مصر، ولا حل بغيرهم، ولا حل في البلاد تتصدره جماعة الإخوان". وأوضح نور أن الأزمة في مصر ليست بين الليبراليين والإسلام السياسي، "بدليل أن هناك إسلاميين سياسيين مع السيسي مثل حزب النور، وهناك تيارات ليبرالية ضد السيسي أقرب مع الإسلاميين، فالتقسيم هو تقسيم ديمقراطيين ولا ديمقراطيين، مع الثورة أو ضدها، أو مع الثورة المضادة أو ضدها". وتابع القول "نحن في خندق واحد، ولا بد من مدنية الدولة، فلا احتكار، ولا بد من مرحلة تشاركية لصناعة ما يمكن بالشراكة الوطنية الواحدة، وهو ما فشل فيه نظام مرسي عام 2013"، مشددًا على "احترام خصوصيات كل طرف، ويجب الاتفاق على السلمية". وبرّأ نور الإخوان من تهمة إراقة الدماء، التي تلصقها بهم السلطات الحاكمة في مصر، منذ الإطاحة بالرئيس مرسي في 3 يوليو 2013، قائلًا، "لا أعتقد أن الإخوان تورطوا بالدم، رغم الكلام السخيف والاتهامات بوسائل الإعلام". وفي إطار حديثه عن المرحلة المقبلة، أوضح نور، أنه "يعمل بجهد منذ فترة لإقامة تحالف بين مختلف القوى، ودعا لوثيقة وطنية ربما تصدر قريبًا، وفق 10 محددات، أهمها قيم، واستحقاقات، ومبادئ ثورة 25 يناير 2011، وإن اتفق عليها لا بد أن تترجم في إطار جامع". وكشف أن "التجمع يضم القوى الليبرالية، والإسلامية، واليسارية، والقومية، وفي قلبها الإخوان، وهو جزء يفكر الكل به والاتفاق واقع فرضه السيسي قبل الظروف، وعليهم العمل في هذا الاتجاه، متوقعًا صدور الوثيقة خلال الشهور القليلة القادمة". وأبدى نور تفاؤله من هذه المرحلة، والتواصل مع كافة القوى السياسية المصرية بمختلف توجهها في الخارج، كاشفًا عن بدء تدشين المجلس العربي للدفاع عن الثورات والديمقراطية، الذي يترأسه الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي، ويشغل نيابته هو، وعضوية الناشطة اليمنية توكل كرمان، وآخرين، بما يدعم التواصل والتوافق على قيم مشتركة من اليمن، وسوريا، ومصر، وتونس. وتطرق نور في حواره إلى الأوضاع في سيناء، مشددًا أن "سيناء في غاية الخطورة، ورغم أن العنف والعمليات كانت موجودة سابقًا في زمن مبارك، ومرسي، والمجلس العسكري، إلا أنها انفجرت في زمن السيسي، لأنه يوفر بتركيبته الفكرية ومواقفه البيئة الحاضنة للعنف، ويحقن المجتمعات بها". وتابع، "هناك تنظيمات عنيفة استوطنت في سيناء منذ زمن، ولكن ما حدث أن السيسي أقدم على كل ما يمكن ليحدث تفاعل بين الناس وبين هذه التنظيمات، وإذا كان عددها قبل ذلك بالعشرات، الآن تحول عددها إلى مئات وآلاف، في ظل توفير مبررات لهذا العنف من إبادة وقتل بالطائرات لأطفال، ونساء، وهدم مساكن، وتهجير قسري". ولفت نور إلى أن "القوى القبلية في سيناء طلبت تفعيل دورها في حماية المنطقة وتأمينها، والرئيس مرسي وافق على ذلك وقتها، وأحال الطلب للسيسي (كان وزيرًا للدفاع)، الذي رد بأن الأمر بيد أجهزة الأمن، والمخابرات، وهذه هي النتيجة، فالسيسي وأجهزته يتعاملون مع سيناء كسجن كبير مع أنها جزء من الوطن". وسقط الأربعاء 1 يوليو الجاري، عشرات القتلى والجرحى، من عناصر الجيش والشرطة، في هجوم نفذه مسلحون على نقاط للتفتيش بسيناء، وتبنت الهجوم جماعة متشددة بمصر، بايعت تنظيم "داعش"، مؤخرًا، تدعى "ولاية سيناء". وأعلن أيمن نور عن مغادرته بيروت، الثلاثاء الماضي، متوجهًا إلى تركيا، تمهيدًا لسفره إلى أوروبا، "رفعًا للحرج"، عن اللبنانيين بعد تلقيه معلومات عن وجود "مخطط يستهدف حياته"، أو "محاولة اغتياله" في لبنان.