"مصر، في ظل نظام عبدالفتاح السيسي والسياسة الأمريكية المتبعة مع مصر، يمكن أن تنحدر نحو الفوضى مثل جارتها ليبيا أو سوريا واليمن”.. بتلك الكلمات استهلت صحيفة (بيتسبيرج بوست جازيت) الأمريكية افتتاحياتها التي جاءت تحت عنوان (مصر في حالة من الفوضى: النظام العسكري يواجه معارضة متزايدة). كان المصريون لدى وصول الربيع العربي إلى مصر عام 2011 في الصفوف الأمامية للديمقراطية، فقد أطاحوا بديكتاتور استمر حكمه طيلة 30 عاما وهو حسني مبارك، ثم أجروا انتخابات ديمقراطية واختاروا رئيسا منتميا لجماعة الإخوان المسلمين. الولاياتالمتحدة، في سعيها لدفع ثمن المبيعات العسكرية لشركاتها إلى مصر والاستقرار على حدود إسرائيل، تغاضت عن وصف ما حدث في مصر بأنه "انقلاب"، الأمر الذي يستلزم بموجب القانون الأمريكي قطع مساعدات بقيمة 1.5 مليار دولار عن مصر، حسب مصر العربية. حكومة السيسي استجابت لذلك بمزيد من الاعتقالات للمعارضين وقمع وسائل الإعلام، وفي الوقت نفسه تضررت صناعة السياحة بشكل بالغ في مصر. الجيش المصري، وحتى مع امتلاكه أسلحة أمريكية، لم ينجح أبدا في إيقاف المتمردين في سيناء، ما يجلب المتاعب التي تعانيها مصر بشكل أقرب إلى إسرائيل، أما المأزق السياسي المؤسف للغاية هو أن الولاياتالمتحدة تدعم حكومة مهددة وتعتمد عليها في وجودها في مواجهة المعارضة الشعبية والعمل العسكري للإسلاميين في سيناء.