باتت وعود عبدالفتاح السيسى بإعادة الاستقرار وتحقيق الأمن بالبلاد كالسراب، بعد عامين من انقلابه على أول رئيس مدنى منتخب، واستخدام العنف فى مواجهة المعارضين والرافضين لانقلاب العسكر، وهو ما رصدته الصحف الأمريكية. وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن الاستقرار بات مهددا بأكبر بلد عربى من حيث تعداد السكان، وأوضحت أنه بعد مرور يومين فقط على تفجير موكب النائب العام المصري هشام بركات، بأحد شوارع القاهرة، اضطر الجيش المصري لإخراج مقاتلات "إف 16" ومروحيات "الأباتشي"، للرد على الهجمات المنسقة التي شنّتها بمنطقة سيناء مجموعة "ولاية سيناء" الجهادية، التي ترتبط بتنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام".
وأشارت الصحيفة- فى مقال لها اليوم الخميس- إلى أن الهجمات أدت لمقتل الجنود المصريين، فيما علق ضباط الأمن وسط مقراتهم الأمنية، وسيارات الإسعاف لم تستطع التحرك بسبب الألغام المنشورة على الطرقات، فيما تلقّى السكان التحذيرات بالبقاء داخل منازلهم من قبل الجهاديين الذين كانوا يتجولون على دراجات نارية.
واعتبرت الصحيفة في مقالها أن الأحداث التي وقعت بمصر في الأيام الأخيرة، والفشل في القضاء على العنف واستعادة الاستقرار، حدّت من قدرة السيسي، قائد الانقلاب، على تحسين الأداء الاقتصادي، الركن الأساسي الثاني ضمن الوعود الكبيرة التي قدمها. ورأت "نيويورك تايمز" أن قطاع السياحة الحيوي بالبلاد يواجه تهديدات جديدة، بعدما بدأت حكومة الانقلاب تتوقع عودة الانتعاشة للقطاع، ولفتت إلى أن الاقتصاد المصري يعتمد بشكل كبير على مئات الملايين من الدولارات، من المساعدات السنوية التي تقدمها دول الخليج لمصر.
وذكر المقال أن الحياة السياسية بمصر أضحت في حالة من الجمود، وأنه لم يتم تحديد موعد إجراء الانتخابات البرلمانية، التي تم تقديم الوعود بإجرائها قبل عامين. وقالت ال"نيويورك تايمز"، إن المسؤولين دفعوا لتمرير قوانين جديدة أشد قمعا، مثل قانون مكافحة الإرهاب، وأدخلوا تعديلات جديدة ستسرع وتيرة إصدار الأحكام الجنائية، بما فيها الإعدامات.
وأشارت إلى تصعيد سلطات الانقلاب العسكرى من حربها ضد الإخوان المسلمين ورافضى حكم العسكر، بعد اغتيال سلطات الانقلاب ل13 من قيادات الإخوان المسلمين في "لجنة رعاية أسر الشهداء" ب6 أكتوبر.