تناولت مجلة "بروسبيكت ماجازين" البريطانية، في مقال ل"تشارلي أسكيو"على طريقة المغرد السعودى الشهير "مجتهد" قائله: إن التهديد الأكبر للأسرة الحاكمة في السعودية يأتي من داخلها، مشيرًا إلى أن الخلافة اتجهت للجيل الثالث من أسرة آل سعود، مما يفتح الباب أمام الإصلاح وعدم الاستقرار كذلك. وأبرز المقال تجاوز عدد الإعدامات خلال الأشهر الستة الأولى من العام الجاري 100 حالة، في وقت تستخدم فيها الإعدامات كعقوبة ورسالة سياسية كذلك. وأشار إلى السعودية أرسلت رسالة بتلك الإعدامات، أنها سترد بقوة على أي قضية تمثل تهديدًا للمملكة، سواء الأزمة في اليمن أو التفجيرات الانتحارية الأخيرة في المنطقة الشرقية. وأضاف أن الإعدامات تشير إلى أن المملكة في وسط واحدة من أصعب الفترات التي تواجهها داخليًا وخارجيًا، منذ حرب الخليج الأولى، أو تفجيرات الخبر عام 2004م، التي خرجت منها الأسرة الحاكمة دون أن تتعرض لأذى، رغم تعرضها لضغط شديد، إلا أن غريزة البقاء وبراجماتية القادة المتعاقبين أنقذتها، ومع ذلك فإن التهديد الأكبر حاليًا بالنسبة للأسرة الحاكمة يأتي من داخلها، كنتيجة للقرارات الإدارية الصادرة عن العاهل السعودي الملك سلمان. وتناول المقال تحرك العاهل السعودي في أبريل الماضي، لنقل السلطة من بعده إلى الجيل الثالث داخل الأسرة الحاكمة، عبر تنحية ولي عهده الأمير مقرن بن عبد العزيز، وتعيين الأمير محمد بن نايف بدلًا منه، وتعيين نجله الأمير محمد بن سلمان وليًا لولي العهد. وتحدث عن أن نقل السلطة إلى الجيل الثالث من الأمراء يأتي في وقت تسعى فيه الفصائل المختلفة داخل الأسرة الحاكمة لمستقبل في السلطة، مما قد يؤدي إلى حدوث اضطرابات داخل الأسرة الحاكمة بطريقة لا تستطيع الأزمات على حدود المملكة أن تؤدي إلى مثل تلك الاضطرابات. وأشار إلى أنه خلال فترة حكم أبناء الملك عبد العزيز، نحى أبناء الملك الخلافات فيما بينهم خوفًا من انهيار الأسرة الحاكمة، وفضلوا بقاء حكم "آل سعود" على مصالحهم الشخصية. وأضاف أن الوضع يختلف مع جيل الأحفاد بعددهم الكبير داخل فصائل الأسرة الحاكمة تحت حكم أسرة "آل سعود"، فالكل منهم له طموحاته مثلهم مثل آبائهم من قبل، والتوتر الذي كان بين أبناء الملك عبد العزيز انتقل الآن، إلى عدد كبير من الأحفاد والأقارب يصل عددهم إلى نحو 20 ألفًا يطمعون في الوصول إلى منصب الملك. وتحدث عن أن مستقبل الحكم في السعودية أصبح بين فرعين في الأسرة الحاكمة، هما فرع الملك سلمان بقيادة ابنه الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد، وأسرة الأمير الراحل نايف بقيادة ابنه ولي العهد وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، مما يحرم أجزاء كبيرة من الأسرة الحاكمة من طموحاتها السياسية، خاصة أبناء الملوك السابقين مثل عبد الله وفهد. وذكر أن بعض أبناء هؤلاء الملوك السابقين يتمتعون بوضع سياسي قوي، كالأمير متعب وزير الحرس الوطني، مضيفًا أنه من المؤكد وجود معارضة لقرارات العاهل السعودي الأخيرة، كتعيين "بن نايف" و"بن سلمان" من بعده في الحكم، ومثل هذه المعارضة قد تنمو في ظل سعي الأمير متعب بن عبد الله، ومحمد بن فهد، وخالد الفيصل، وأبناء آخرين للملوك السابقين من أجل الاحتفاظ بالسلطة والنفوذ. واعتبر أن الاختبار الأكبر لتماسك الأسرة الحاكمة في السعودية سيأتي بعد وفاة الملك سلمان، وصعود الأمير محمد بن نايف ليصبح ملكًا، وكيفية تعامله بعد ذلك مع الأمير محمد بن سلمان وما إذا كان سيختار فصيلًا آخر داخل الأسرة الحاكمة. وتساءل عما سيفعله "بن نايف" إذا شعر بتهديد كبير من قبل "بن سلمان" له كملك أو كولي للعهد، وكيف سيتعامل مع أبناء الفصائل الأخرى في أسرة آل سعود من أنباء الملوك السابقين، كعبد الله وفهد وفيصل؟ وأكد على أن تلك الأسئلة مهمة لمستقبل آل سعود، لكن الاستقرار الموعود من خلال تسليم السلطة بين أبناء الملك عبد العزيز انتهى، وسيصبح من الصعب للغاية لأي ملك تسليم الحكم لفرع آخر في الأسرة الحاكمة، لأن الملك الجديد ربما لا يكون على استعداد لتسليم السلطة إلى فرع آخر في الأسرة الحاكمة من بعده. وأضاف أنه سواء أقال "بن نايف" محمد بن سلمان أو أبقى عليه، فإن عليه أن يختار وليًا جديدا لولي العهد من بين فروع الأسرة الحاكمة، وبالتالي فإن المنافسة داخل الأسرة الحاكمة ستزيد وستضعف الوحدة داخل "آل سعود"، ومعها تماسك الدولة السعودية وصناعة القرار السياسي. وحذر من وجود تهديد لمستقبل السعودية إذا حدثت انقسامات داخل الأسرة الحاكمة، على الرغم من أن "بن نايف" أثبت حتى الآن مهارته، ويمكن وصفه بالقائد الحقيقي، لكن كيفية عمله عندما يصبح ملكًا لا يمكن التنبؤ بها، كما هو الحال مع رد فعل الأسرة الحاكمة عندما سيبدأ في رسم خط الخلافة من بعده. وأضاف أنه، وعلى الرغم من أن ملوك المستقبل سيكونون في حاجة لدعم الأسرة الحاكمة، إلا أن التحرك الأحدث ربما يظهر نهاية آل سعود كجسد موحد، وظهور الشقوق داخل الأسرة، في وقت يقود فيه "بن نايف" حكم المملكة.