هي عادة تعود عليها المشاهير من الرؤساء والزعماء في العالم.. كثيرا ما تعرضوا للقذف بالأحذية كرد فعل على ممارستهم ومواقفهم السلبية التي رفضتها شعوبهم.. وهذه الظاهرة نالها الكثير من الزعماء في العالم الراقي أو النامي فالكل سواء. من يشتري حذاء منتظر؟ الحادثة أعادت للذاكرة حادثة أشهر وقعت في العاصمة العراقيةبغداد، حين أجاد العراقي منتظر الزيدي تصويب رميته بالحذاء تجاه الرئيس الأمريكي الأسبق، جورج بوش، أثناء مغادرته مؤتمرًا صحفيًّا في بغداد في 14 ديسمبر، أثناء زيارة وداع للعراق عام 2008، فأصابت إحدى الفردتين علم الولاياتالمتحدةالأمريكية خلف بوش، بعد أن تفادى الحذاء بسرعة فائقة، إلا أن التاريخ والعالم سطرا قصة منتظر، وحظى حذاؤه بشهرة عالمية من يومها. حسب الخليج أون لاين في حين أقدم شاب عراقي يوم الأربعاء 6 فبراير 2013، على رمي الحاكم المدني الأمريكي السابق للعراق، بول بريمر، بحذائه، ولم يكن مسرح الأحداث هذه المرة في العراق، وإنما في لندن؛ حيث ظهر مقطع مصور يتحدث فيه بريمر، في لقاء نظمته جمعية "هنري جاكسون" داخل إحدى قاعات مجلس النواب البريطاني، وحضره صحفيون وسياسيون وعدد من أبناء الجالية العراقية، وكان بينهم الشاب ياسر السامرائي، وحينها طلب إذنا ليطرح سؤالاً على بريمر، ثم عاجله بفردة حذاء، تفاداها بريمر لضعف الضربة. وقال السامرائي حينئذ له: "اللعنة عليك وعلى ديمقراطيتكم المزيفة.. دمرتم بلدي ولن تفلتوا"، فرد عليه بريمر وهو يضحك: "عليك بتحسين تصويبك إذا أردت القيام بخطوة من هذا النوع". ". - الأصل التاريخي الحذاء.. أصبح تعبيرًا شعبيًّا عن حالة غضب تنتاب صاحبها تجاه قضايا مختلفة، استخدمه الساسة قديمًا، وسيتخدمه الأشخاص في التعبير عن مواقفهم تجاه سياسيين سواء بشكل مباشر عند حضورهم لقاءات جماهيرية أو أثناء مرور مواكبهم، وفي أحيان كثيرة غير مباشرة من خلال رشق صورهم. - القصة بدأت عند "خورشوف" في 12 أكتوبر 1960، وأثناء جلسة تحضيرية للجمعية العمومية للأمم المتحدة، ظهر السكرتير الأول للحزب الشيوعي في الاتحاد السوفيتي السابق، نيكيتا خورشوف، وهو يضرب بحذائه على منصة الأممالمتحدة، اعتراضاً على الخطاب الذي ألقاه رئيس الوفد الفليبيني، لورنزوسومولونج، الذي أكد فيه تأييد بلاده استقلال دول أوروبا الشرقية عن موسكو. - أحمدي نجاد الإيراني..ونفحة حذاء سورية لم تسلم إيران ورئيسها السابق، أحمدي نجاد، من الرشق بالحذاء خلال زيارته التاريخية لمصر، وذلك على يد شاب حاول الهجوم عليه أثناء خروجه من مسجد الحسين في القاهرة، إلا أن الأمن المصري حال دون ذلك، وسرعان ما ألقى القبض عليه. - هيلاري كلينتون لم تسلم من حذاء أمريكي ويوم الخميس 10 أبريل 2014، رشقت امرأة وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، هيلاري كلينتون، بحذاء أثناء إلقائها كلمة في فندق بمدينة لاس فيغاس بولاية نيفادا الأمريكية، إلا أن كلينتون انحنت وتفادت الحذاء. - لماذا يرشق الناس الرؤساء والمسؤولين بالحذاء؟ يقول عبد الرحيم محمد، استشاري التخطيط الاستراتيجي وقياس الأداء المؤسسي، إن تغيراً في المفاهيم والقيم ووسائل التعبير طرأ حتى بات الناس يستخدمون الحذاء للتعبير عن رفضهم، وهذا له عدة أسباب؛ أهمها الرغبة في التحرر وكسر الروتين، والتعبير عن مكنون الشخصية وما بها من انفعالات وأحاسيس داخلية، كما أنها أصبحت أسهل وأسرع وأقوى وسيلة للتعبير عن حالة الغضب والرفض. وأضاف محمد أن من بين الوسائل، أيضاً، إصابة الأجهزة والمؤسسات بالصمم وعدم قدرتها على سماع مطالب الناس، بالإضافة إلى الاعتقاد بأن هذه الوسيلة سوف تكسر الحواجز والقيود في ظل غياب قنوات التواصل مع المسؤولين ووجود البطانة السيئة، كما أن في الحذاء القديم المتهالك رسالة إلى المسؤول للدلالة على حالة البؤس والقحط. - الحذاء..إشارات ودلالات في الثقافات التاريخية عند البحث عن دلالات الحذاء في الثقافات التاريخية، فإن هناك بعض الإشارات تدل على قوة هذا الرمز، حيث تقول فايقة شيرازي، أستاذة دراسات الشرق الأوسط في جامعة تكساس: "قد يكون السبب هو الترتيب الجسدي من الرأس وحتى القدمين، فالرأس في الأعلى يشير إلى علو المرتبة، في حين أن القدمين في الأسفل تلامسان الأرض، وتعبران عن الدونية"، لافتةً إلى أنه عادة ما كان الناس حفاة في الماضي، وهو ما قد يشير إلى انخفاض المرتبة.