قال أحد حجاج بعثات القرعة المصرية أن حجاج البعثات المصرية تسولوا الدواء من دول أخرى، وأكد أن البعثات الطبية المصرية التابعة لوزارة الصحة كان شعارها "عفوًا الدواء نفد، وسيتم إعادة الصرف فور وصوله مرةً أخرى"؛ مما جعل بعض الحجاج المصريين يتسولون الدواء من دول أخرى، وبعض آخر لجأ إلى المستشفيات الخاصة السعودية عند الشعور بأعراض تعب. وكشف عددٌ من الحجاج المصريين العائدين من بعثات حج القرعة أن المعاناة في رحلة الحج بدأت منذ اللحظات الأولى قبل مغادرة أرض مصر، بدايةً من حالة الزحام الشديدة، والمعاناة التي عانوها في تلقي التطعيم الإجباري وضعف وقلة أماكن التطعيم؛ مما أدَّى إلى تكدس وإصابة بعضهم بأمراض نتيجة الاختناق والزحام قبل الرحيل من مصر، ثم تأتي المعاناة الثانية في تأخُّر رحلة الطيران إلى السعودية أكثر من ساعة ونصف. وقال صلاح مدني مدير إدارة بشركة العامرية للبترول: إن الحجاج المصريين كانوا يلقون أشد أنواع المعاناة؛ نتيجةَ غياب بعثة الإشراف المصرية التابعة لوزارة الداخلية، والتي كانت تختفي وقت الأزمات، ولا يستطيع أحد الوصول إليهم، بالإضافة إلى سوء التنظيم الواضح والذي لا يحتاج إلى قرائن. وأضاف أنه على سبيل المثال تمَّ ترك بعثة القرعة المصرية؛ للسير على الأقدام مسافة تتجاوز 7 كيلو مترات من المزدلفة إلى منى بعد الوقوف بعرفة، وكان من نتيجة ذلك إصابتهم بالإعياء الشديد، بل والأصعب من ذلك وصول بعض الحجاج إلى منى بعد الموعد المقرر لهم، فالأصل أن يصلوا إلى منى مع شروق الشمس فوصل بعضهم بعد الشروق بل وبعد الظهر والعصر في بعض الحالات، على الرغم من أن أتوبيسات البعثة المصرية كانت ستسلك نفس الطريق من المزدلفة إلى منى، وهناك بعثات لعددٍ من الدول وبعض البعثات السياحية المصرية كانت تنتقل عن طريق الأتوبيسات. وانتقد "مدني" غياب دور التوعية لأئمة الأزهر بشكلٍ واضحٍ؛ للرد على أسئلة الحجاج واستفساراتهم، في الوقت الذي برزت فيه دولة قطر التي طاف علماؤها على خيام بعثات رسمية لعددٍ من الدول العربية والإسلامية للرد على استفسارات الحجاج، مضيفًا أن بعثة الحج الرسمية لم توفر خرائط إرشادية؛ للتعريف بأسهل الطرق للوصول إلى المناسك وأماكنها.