كشفت دراسة جديدة أن نحو 48% من المستهلكين البريطانيين والأميركيين مستعدون لدفع رسم شهري مقابل مطالعة الأخبار التي تنشر على الإنترنت، خاصة بعد خطط إمبراطور الإعلام الأميركي روبرت مردوخ لفرض رسوم على متصفحي مواقع الصحف الإلكترونية التابعة له. فقد كشفت الدراسة -التي أجرتها "مجموعة بوسطن الاستشارية"- مستوى استعداد أعلى من المتوقع لدفع رسوم مقابل الصحافة المقدمة على الإنترنت. وقد أتت بريطانيا وأميركا في أدنى مرتبة بين تسع دول مستطلعة، فيما قال 66% من الفنلنديين و63% من الألمان و62% من الإيطاليين إنهم مستعدون لدفع رسوم للولوج إلى المواقع الإخبارية. وفي الوقت الحالي هناك 12% فقط من القراء البريطانيين يدفعون مقابل مطالعة الأخبار على الإنترنت، وهي أقل نسبة لأي دولة في الدراسة. وفي المتوسط يقول أولئك الراغبون في دفع رسم في بريطانيا إنهم مستعدون لدفع أربعة دولارات في الشهر، وهو أكبر بقليل من الدولارات الثلاثة المتوقعة من القراء الأميركيين والأستراليين، لكنها أقل من السبعة دولارات التي يرغب الإيطاليون في دفعها، والستة دولارات المدفوعة من الإسبان، والخمسة دولارات المقدمة من المستخدمين الألمان والفرنسيين. ويذكر أن مردوخ -مدفوعا بهاجس تضاؤل عائد الإعلانات- قال في وقت سابق إنه ينوي فرض رسوم على تصفح كل مواقعه الإخبارية التابعة له. وأشار الأسبوع الماضي إلى احتمال منع عرض محتوى صحفه على محركات البحث مثل غوغل. وقال مردوخ "ليست هناك إعلانات كافية في العالم لجعل كل المواقع مربحة، ومن الأفضل أن يكون لدينا أناس أقل يدخلون إلى مواقعنا في مقابل دفعهم رسوما لذلك". وهناك منافسون مثل نيويورك تايمز يقلدون خطة مردوخ، فيما قال آخرون مثل غارديان باحتمال بقاء مواقعهم مجانية. كما بينت دراسة مجموعة بوسطن الاستشارية أن المستهلكين أكثر انفتاحا لدفع رسوم مقابل الأخبار المحلية أو المجتمعية التي تعقبها قصص مؤرشفة وأخبار عاجلة ونشرات استقصائية. وقال أحد محللي الصحف إن رغبة مستخدمي الإنترنت في دفع رسوم مقابل محتوى الإنترنت كانت عالية على نحو غير متوقع، "وهذا أمر مشجع ويوحي بأن دفع الرسوم سيساعد الصحف، على فرض أن هناك تحركا واسعا في اتجاه فرض رسم ما".