إسرائيل تبدأ تسكين جنودها بأكبر مجمع استخبارات في الشرق الأوسط قرب حدود مصر

شيدت إسرائيل مشروعات إستراتيجية وذلك ببناء أكبر مجمع استخبارات فى الشرق الأوسط ونقل قواعد عسكرية بالكامل إلى صحراء النقب قرب الحدود المصرية، وكشفت الإذاعة العامة الإسرائيلية أن تل أبيب بدأت منذ صباح أمس ، تسكين الجنود والضباط فى مدينة القواعد التدريبية العسكرية الجديدة التى أقيمت هناك. وتحمل اسم رئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق "آرئيل شارون".
المدينة العسكرية الجديدة بالنقب
وأوضحت الإذاعة العبرية خلال تقريرها أن عملية إسكان المدينة الجديدة التى تحمل اسم رئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق "آرئيل شارون" ستستكمل فى خلال 9 أشهر من الآن، وستبلغ مساحة المدينة 235 ألف متر مربع، وستضم أكثر من 100 مبنى تؤوى ما بين 7 آلاف و10 آلاف جندى فى كل وقت. وأشارت الإذاعة الإسرائيلية إلى أن إسكان مدينة القواعد التدريبية العسكرية هو المرحلة الأولى من مشروع نقل العديد من قواعد جيش الاحتلال إلى النقب بهدف تطوير هذه المنطقة لتحويلها لمنطقة سكنية وعسكرية ضخمة ليتسنى بناء شقق سكنية فيها.
استعمار صحراء النقب
وقد نشر منذ عدة أيام تقرير تحت عنوان "إسرائيل على أعتاب تحقيق حلم "بن جوريون" وتقترب من استعمار صحراء النقب"، نقلا عن وسائل الإعلام العبرية يؤكد اقتراب إسرائيل كثيرا من تحقيق حلم رئيس وزرائها الأول "ديفيد بن جوريون" باستعمار صحراء النقب القريبة من مصر وتحويلها من صحراء شاسعة إلى مدن ومناطق حيوية وعسكرية واستخبارية متطورة. وقد انتهت دولة الاحتلال الإسرائيلى من المرحلة الأولى لمشروعها الذى بدأ العمل فيه منذ حوالى 8 سنوات بنقل قواعد الجيش هناك وبناء أكبر مركز تجسس لها فى الشرق الأوسط للتنصت على مصر والدول العربية بالنقب على بعد بضعة كيلو مترات من الحدود المصرية – الإسرائيلية.
مشاريع إسرائيل الاستراتيجية بالنقب
ويأتى "مركز التجسس والتنصت" ضمن 9 مشاريع استراتيجية إسرائيلية ضخمة لتحويل "صحراء النقب" لمنطقة عسكرية وحيوية جاذبة للسكان فى نفس الوقت، وجعلها واحة للاستخبارات والاتصالات العسكرية والتجسس على جميع الدول المحيطة بها وبالمنطقة بل وعلى العالم بالكامل.
المدينة العسكرية الجديدة تضم أكبر مجمع استخبارات بالشرق الأوسط
وتخطط تل أبيب لإنشاء مدينة عسكرية مترامية الأطراف تضم معسكرات تدريب ومراكز للاستخبارات والرصد والتنصت والسيطرة والتحكم تضم عدة قواعد عسكرية لتدريب جنود وضباط الجيش الإسرائيلى بجانب مجمع الاستخبارات قرب جامعة "بن جوريون" فى بئر السبع، بالإضافة لإنشاء مركز فضائى استخباراتى يشمل وحدة التنصت المركزية "8200"، المزودة بأحدث وسائل التكنولوجيا العالمية. وتنوى دولة الاحتلال أيضا تحويل تلك المنطقة الشاسعة من الأرض التى تبلغ مساحتها 14000 كيلو متر مربع وتقطنها الكثير من العشائر والقبائل العربية وترتبط ارتباطا اجتماعيا وثيقا بقبائل شبه الجزيرة العربية والأردن وشبه الجزيرة سيناء، لحائط الصد الأول لهجمات "الهاكرز" التى تتعرض لها إسرائيل من حين لآخر، بالإضافة لجعلها مركزا لإدارة "حروب السايبر" الإسرائيلية، حيث سيتم بناء قواعد تكنولوجية وعسكرية واستخبارية متطورة ومديريات للنقل والإمداد تربط جميع أنحاء إسرائيل.
التخطيط للمشروع منذ عهد آرئيل شارون
ووضعت إسرائيل الخطط لإخلاء مخيمات البدو هناك منذ عهد رئيس الوزراء الأسبق آرئيل شارون، وبدأت التحرك فعلا فى نهاية العقد الماضى لوضع حجر الأساس للمشروع الضخم، مضيفة أن وحدات الاستخبارات وشعبة الاتصالات العسكرية المسئولة عن الاتصالات وحرب "السايبر" سيتم بناؤها فى النقب وتدشين قواعد تكنولوجية ضخمة. وأوضحت الصحيفة العبرية أنه بعد الانتهاء تماما من بناء جميع القواعد العسكرية والاستخبارية التابعة لشعبة الاتصالات العسكرية بالجيش الإسرائيلى جنبا إلى جنب مع القواعد اللوجستية الرئيسية، فى بئر السبع، سيتم تمويل بقية المشروعات الاستراتيجية من خلال بناء مركز تسوق واستصلاح المزيد من الأراضى الثمينة بجوار قواعد الاستخبارات فى "رمات هشارون" و"رمات جان".
تنفيذ حلم بن جوريون
فيما قال وزير الدفاع الإسرائيلى موشيه يعالون: "إن تحرك الجيش الإسرائيلى إلى النقب هو تحقيق للرؤية التى حددها رئيس الوزراء الأول ديفيد بن جوريون، وخلال السنوات الأخيرة ونحن نسعى لتحقيق ذلك الحلم، وقد كنت شخصيا أحد من وضعوا حجر الأساس لبناء المجمع قبل ثمانية أعوام، واليوم نرى المبانى والجدران تنمو فى الصحراء، وجميع قرارات الحكومة الحالية والحكومات السابقة تعلم تماما أهمية هذا المشروع العسكرية والتاريخية، وبالتالى يمنحون الجيش الإسرائيلى كل الاحتياجات المطلوبة للانتهاء من المشروع للانتقال إلى النقب".