كشف اللواء منصور التركي، المتحدث الأمني بوزارة الداخلية السعودية أن "خطر القاعدة لا يزال قائما"، مستشهدا بكمية الأسلحة التي تم العثور عليها في مخزن قرب العاصمة السعودية. وشدد اللواء التركي على جاهزية قوات الأمن في استباق مخططات تنظيم القاعدة، وإجهاضها. وقال إن "الجهات الأمنية تؤكد في كل مرة مهنيتها في ملاحقة هذه الفئة الضالة واستباق مخططاتهم". وكانت وزارة الداخلية السعودية، ضبطت أمس الاحد مئات الرشاشات من نوع "كلاشنيكوف" وآلاف الذخائر والطلقات النارية، في منطقة ريفية تبعد عن العاصمة الرياض قرابة ال100 كيلو متر، على صلة بشبكة لتنظيم القاعدة، كان قد ألقي القبض عليها صيف العام الماضي. ودلت اعترافات شبكة منظري القاعدة، والمؤلفة من 44 قياديا، التي ثبت وقوفهم خلف الجزء الأكبر من العمليات الإرهابية، التي ضربت البلاد، بحسب مسؤولين أمنيين، على المكان الذي استعان به التنظيم لإخفاء الأسلحة، التي استخدمت في عملية تخزينها طريقة متطورة لحفظها من التلف، في إشارة لتجهيزها للاستخدامات بعيدة المدى. وطبقا لبيان وزارة الداخلية، فإن الأسلحة التي تم ضبطها، هي عبارة عن 281 رشاشا من نوع كلاشنيكوف، و250 مخزنا، و55 صندوق ذخيرة، تحتوي على 41.250 طلقة. وأشارت الداخلية إلى أن اعترافات شبكة ال44 أثبتت حيازتهم كمية أسلحة وذخيرة وصفتها ب"الكبيرة". واستخدمت شبكة "القاعدة" إحدى الاستراحات التابعة لأحد أعضائها، والواقعة في منطقة الصفرات، في عملية إخفاء الأسلحة والذخائر. ولجأت شبكة تنظيم القاعدة إلى دفن الأسلحة والذخائر، في منطقة ريفية، تمتاز بالاستراحات والمزارع، وقلة أعداد المنازل والسكان فيها، وهو ما يفسر تفضيل التنظيم لهذا النوع من المواقع، الذي يعتقدون ببعده عن العين الأمنية. وجاء بيان وزارة الداخلية أمس، على خلفية البيان الصادر بشأن القبض على شبكة من منظري ومعتنقي الفكر الضال، والداعمين لأنشطته الإجرامية، وضبط أسلحة وذخيرة ودوائر إلكترونية عملوا على تطويرها لاستخدامها للتفجير عن بعد، بما في ذلك خمسون رشاشا مع ذخائرها قاموا بإخفائها خلف جدار من الخرسانة داخل أحد المنازل بمدينة الرياض، بحسب ما ورد في البيان. وقال المتحدث الأمني بوزارة الداخلية، إن التحقيقات القائمة مع عناصر شبكة ال44 توصلت إلى معلومات كشفت عن حيازتهم لكمية كبيرة من الأسلحة والذخيرة، قاموا بإخفائها في استراحة تعود لأحدهم وتقع في إحدى محافظات منطقة الرياض، وذلك داخل مخبأ أنشئ من الخرسانة المسلحة، بارتفاع نصف متر عن الأرض وهيئ على أنه مكان للجلوس بغرض التمويه، وبعد استخراجها وضبطها اتضح أنها أسلحة وذخائر وطلقات نارية. وأكدت الداخلية السعودية، على أن التحقيقات لا تزال مستمرة لاستظهار كافة الحقائق المحيطة بنشاطات تلك الشبكة. وكانت السعودية، قد أعلنت في أغسطس الماضي، عن إطاحتها بشبكة مؤلفة من 44 قياديا في تنظيم القاعدة، 43 سعوديا، ومقيم، بعضهم يحمل شهادات عليا منها الدكتوراه والماجستير، وآخرون متخصصون بالهندسة. وبحسب التصريحات الأمنية، فإنه يمكن النظر إلى أعضاء شبكة القاعدة تلك "بأنهم كانوا يقفون خلف الجزء الأكبر من العمل الإرهابي الذي شهدته السعودية خلال السنوات الماضية". وشهدت السعودية، منذ 12 مايو 2003، نحو 6 عمليات إرهابية، تصنف بكونها هجمات استهدفت مصالح أمنية للدولة، وأخرى حيوية، وثالثة سكنية.