انتهت العملية العسكرية الواسعة التي شنتها قوات الاحتلال في طولكرم مساء يوم الخميس (16/11)، باعتقال محمد زيتاوي، القيادي في كتائب شهداء الأقصى، والذي حاصرته قوات الاحتلال ست ساعات متواصلة في منزله بالحي الشمالي لمدينة طولكرم، قرب مقر جامعة القدس المفتوحة. وجاء أنّ اعتقال الزيتاوي تم بعد تدخل والدته مجبرة على اقناعة بتسليم نفسه، حيث دخلت المنزل المحاصر وأقنعته بتسليم نفسه، وفور اعتقاله داهم الجنود المنزل أو ما تبقى منه، وفتشوه بدقه ثم بدأت قوات الاحتلال بالانسحاب من المكان. وفي تفاصيل العملية الصهيونية في طولكرم؛ فقد داهمت عشرات الآليات العسكرية المصفحة الحي الشمالي لطولكرم بعد ظهر يوم الخميس 16/11، وحاصرت منزل محمد زيتاوي قرب جامعة القدس المفتوحة، وبدأت تطلق النار بكثافة، كما أطلقت قنابل الغاز تجاه جامعة القدس المفتوحة لإجبار الطلاب على إخلائها. وقد اعتلى جنود الاحتلال البنايات المجاورة لمنزل الزيتاوي، وأخلوا سكان عدة عمارات محيطة بالمنزل وأجبروهم على مغادرة المكان. وأخذ الجنود الصهاينة ينادون بمكبرات الصوت طالبين من الزيتاوي تسليم نفسه والخروج رافعاً يديه، ولما رفض تسليم نفسه أخذ الجنود يطلقون النار من الرشاشات الثقيلة والقذائف الصاروخية، ما أدى إلى إحراق أربع غرف من المنزل المكوّن من ثلاثة طوابق. وبعد مرور ساعتين لم يسلم الزيتاوي خلالهما نفسه؛ استدعت قوات الاحتلال جرافتين كبيرتين وبدأت إحداهما بهدم أجزاء من المنزل، واستخدم الجنود أقارب المقاوم كدروع بشرية، فأجبر الجنود أمه وأعمامه على دخول المنزل، ولكن دون فائدة، وتواصلت الاشتباكات المتبادلة وإطلاق النار تجاه المنزل لمدة ست ساعات، مع فرض منع التجوال على المدينة. ولم تفلح خلال ذلك جهود الصليب الأحمر الدولي بالتدخل، ولم ينته حصار الزيتاوي إلاّ بتدخل أمه مجبرة من جنود الاحتلال، فدخلت المنزل وأقنعته بتسليم نفسه في السابعة والنصف من مساء الخميس. وبعد اعتقاله؛ بدأت قوات الاحتلال بالانسحاب، وظهر حجم الدمار الذي خلّفته بمنزل الزيتاوي الذي يضم ست شقق له ولإخوته، حيث دمرت أربع شقق منها تدميراً شبه كامل، وألحقت بالأخريين خراباً كبيراً، حيث تجمهر مئات المواطنين قرب المنزل للوقوف على آثار الدمار ولمواساة أهل المقاوم المعتقل. وقد قام جنود الاحتلال خلال العملية بتوقيف كل من يمر أو يتواجد في المنطقة، وإجباره على خلع ملابسه واحتجازه. كما داهم الجنود الصهاينة عمارة سكنية قريبة وأخلوا كل سكانها، واستدعوا مالك العمارة المواطن أشرف أبو قصيده لفتح الشقق المغلقة وتفقدها. وداهم الجنود عمارة أحمد البلعاوي، التي تضم مكاتب لوزارتي الإعلام والشباب والرياضة، كما داهمت قوات الاحتلال منزل المحامي سامي عاشور واعتدت على سكان المنزل من نساء وشيوخ بالضرب، فيما تعرّضت العديد من منازل الحي للمداهمة واعتلى الجنود أسطحها. كما تعرض الصحفيون ومصورو محطات التلفزة المحلية للضرب ومصادرة الكاميرات وأشرطة الفيديو، ومُنعت سيارات الإسعاف من التنقل، واحتُجزت ثلاث منها، كما مُنعت من نقل سيدة في حالة ولادة إلى المستشفى. وقد شهدت مدينة طولكرم خلال ساعات العملية العدوانية الصهيونية؛ مواجهات بالحجارة مع جنود الاحتلال، دون أن يبلغ عن إصابات. وكان الزيتاوي قد نجا من محاولة لاعتقاله ليلة الأربعاء/ الخميس، عندما داهم جنود الاحتلال مزرعة محمد الدلعب للأبقار، جنوبي المدينة، واحتجزوا حارسيها حتى مجيء مالكها، حيث أبلغه الجنود أنّ الزيتاوي كان في المزرعة منذ نصف ساعة، وحذروه من إيواء مطاردين في مزرعته. ويبدو أنّ قوات الاحتلال أفلحت في رصد زيتاوي ظهر الخميس (16/11)، حيث حاصرته بعد دخول منزله بوقت قصير. يذكر أن محمد الزيتاوي الملقب ب"الشيخ"، هو من قادة كتائب الأقصى في طولكرم، ومتزوج وأب لطفلة، ومطلوب منذ عدة سنوات لسلطات الاحتلال، إلا أنه لم تجر محاولات لاعتقاله في الفترة الأخيرة.