خرج الأزهر الشريف عن صمته أخيراً وأدان العدوان الصهيوني على المسجد الأقصى ومحاصرته ومنع دخول المصلين إليه أو الخروج منه واعتقال المصلين من داخله، ووصف هذا العدوان بأنه جريمةٌ لا تُغتفر وتخالف كل المواثيق والأعراف الدولية، وتقوض أي جهودٍ لتحقيق الأمن والسلام في المنطقة. وطالب الأزهر في بيانٍ له اليوم الأشقَّاء الفلسطينيين الذين يسكنون حول المسجد الأقصى أو بالقدس أن يقابلوا هذا العدوان بالدفاع المستميت عن المسجد الأقصى، وأن يقفوا صفًّا واحدًا بعيدًا عن أي خلافاتٍ للتصدي للاعتداءات الصهيونية على المسجد وعلى الحقوق الفلسطينية كاملةً. وناشد الأزهر العالمَ أجمع والدول الإسلامية والعربية خاصة بالوقوف بقوةٍ بجانب الأشقاء الفلسطينيين الذين يدافعون عن المسجد الأقصى ثالث الحرمين وأولى القبلتين، وأن يقدموا كل أشكال العون والمساعدة لتعزيز صمودهم في مواجهة العدوان الصهيوني المستمر. وفي ذات السياق طالب الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بهبَّة جماهيرية ورسمية للدفاع عن المسجد الأقصى، ضد تدنيس اليهود له، ومحاولتهم ترويض العرب والمسلمين ليتعودوا على المناوشات الصهيونية التي تتكرر يومًا بعد الآخر. وقال الدكتور القرضاوي في مداخلة هاتفية عبر فضائية (الجزيرة)، ظهر اليوم: إن مسئولية حماية المسجد الأقصى جماعية، تقع على عاتق ثلث مليار عربي، ومليار ونصف المليار مسلم لإنقاذ أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين. وأضاف: "لا يجوز السكوت على جرائم اليهود التي تتكرر يومًا بعد الآخر"، مطالبًا الأمانة العامة لمنظمة المؤتمر الإسلامي، والجامعة العربية؛ بضرورة القيام بواجباتها، والتحرك لنصرة المسجد من تدنيس اليهود له. وناشد الدكتور القرضاوي ملكَ المغرب بصفته رئيس لجنة القدس بمنظمة المؤتمر الإسلامي بالقيام بدوره، وعمل اجتماع عاجل، واتخاذ كافة الخطوات لنصرة هذا المسجد الذي شرفه الله، ووضعه في مكانه؛ خاصة مع المسجد الحرام والمسجد النبوي. ووجه خطابه لرؤساء العرب قائلاً: "لا يجوز أن نترك المسجد لليهود؛ ليتعودوا تدنيسه بالاعتداءات المتكررة"، مشيرًا إلى أن المسجد ليس البناء فحسب، بل هو 144 ألف متر مربع خلف السور تمثل المسجد وباحته. وأضاف: "الأمة التي انتفضت عندما احترق المسجد الأقصى قبل 40 عامًا، لا بد أن تقوم مرة أخرى ولا تقعد لحماية المسجد العتيق من دنس اليهود"، مطالبًا بتنظيم مظاهرات أمام مقرات اليونسكو بالبلدان العربية والإسلامية؛ للتنديد بالانتهاكات، وتخاذل المنظمة مع هذا الإرث العالمي الذي لا يقل أهمية عما تهتم به المنظمة من آثار.