مع استمرارعمليات "عاصفة الحزم" فإن السعودية تؤكد على استمراريتها حتى تحقيق كل أهدافها حيث تتجه المملكة إلى عقد تحالف قبلي داخل اليمن لقتال الحوثيين وسط أنباء متضاربة بشأن التدخل العسكري البري. وقد توكل المملكة السعودية مهمة التحرك على الأرض لتحالف قبلي موالٍ لها بينما تكتفي هي بتوفير الغطاء الجوي اللازم وتوجيه ضربات مدروسة لمواقع الخصم الإستراتيجية خاصة وأنها دفعت بأكثر من 150 ألف جندي من قواتها نحو الحدود مع اليمن وهو ما يفتح الباب واسعا أمام احتمالات التدخل بريا. ويقول خبراء في الشؤون العسكرية أن حجم قوات المملكة السعودية المشاركة في الهجوم يدل على تحرك عسكري واسع وطويل الأمد إذ أنها لا يمكن أن تقبل تمدد إيران على حدودها الجنوبية كما يحدث على حدودها الشمالية في العراق. وتوقعوا أن يكون هذا التحالف قد جرى الإعداد له منذ فترة طويلة لذلك فإن هذه الغارات مجرد البداية والأمر سيستمر وقد تشمل تدخلا بريا وسط تحذيرات من وصول النزاع إلى السعودية نفسها ما يعني اتساع الحرب إلى كل الشرق الأوسط. والجدير بالذكر أن الحرب في اليمن تحمل في طياتها مخاطر اقتصادية جمة نظرا إلى الأهمية الإستراتيجية لمضيق باب المندب الذي تمر عبره شحنات النفط الخليجي إلى أوروبا وحوض المتوسط لذلك فإن المواجهة بين إيران والسعودية تزيد من حجم المخاطر الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط فإذا تعرضت منشآت النفط السعودية للهجوم سيكون الأثر هائلا عليها وعلى المنطقة كلها. وتتزايد احتمالية حدوث هجوم بري داخل اليمن بشدة في الوقت الذي أعلنت فيه مصر عن استعدادها لإرسال قوات هناك إذا لزم الأمر في أعقاب الغارات الجوية التي شنتها قوات التحالف بقيادة السعودية. وكانت مصر قد أعلنت دعمها السياسي والعسكري فضلا عن مشاركتها في التحالف عن طريق قواتها البحرية والجوية والبرية إذا لزم الأمر في ضوء مسؤولية مصر التاريخية تجاه أمن الخليج والعرب. وثمة من يرى أن مصر والسعودية ستتصدران عملية برية في اليمن بعد الغارات العسكرية بهدف إضعاف المتمردين، وأن تلك القوات ستدخل برا عن طريق السعودية وبحرا من البحر الأحمر وبحر العرب، دون تحديد موعدها، أو حتى عدد قواتها.