الصراع وصل لمرحلة شديدة الخطورة بين الرياض وأبو ظبى بسبب اليمن حيث أفاد أحد المواقع الخليجية المقربة من دائرة الحكم فى ديوان محمد بن زايد أن المملكة العربية السعودية حملت الإمارات رسميا مسؤولية سقوط العاصمة اليمنية بيد الحوثيين، وأشار إلى نشوب مواجهة كلامية عنيفة عبر الهاتف وقعت مؤخرا بين وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان وبن زايد نفسه. وأضاف أن المملكة سارعت للتعبير عن رفضها الدور الإماراتي في صنعاء، وأكدت للإماراتيين حصولها على أدلة موثقة تؤكد تمويل أبو ظبي للحوثيين، وإنشاء خلية أمنية من داخل الإمارات لدعمهم برئاسة نجل المخلوع علي عبد الله صالح، الذي يشغل منصب السفير اليمني لدى العاصمة الإماراتية. وفي السياق ذاته، قالت مصادر سعودية رفيعة لموقع الجمهور إن المملكة أدركت في وقت متأخر (بعد وفاة الملك عبد الله بن عبد العزيز) خطأ ترتيباتها الخاصة باليمن، مما جعلها تعدّل من سياساتها وتعلن حربا مفتوحة على الحوثيين وداعميهم. وأكدت المصادر ذاتها أن الرياض حملت أبوظبي مسؤولية فشل الحوار الوطني، ولجنة الدستور الاتحادي، بعد ان طلبت الأخيرة وقف مسودة دستور جمهورية اليمن الاتحادية، وهو الطلب الذي أيده بشدة علي عبد الله صالح وجماعة الحوثي، حيث عبرا عن رفضهم لمشروع الأقاليم دون سبب مقنع، وفقا للمصادر. وكانت مصادر إماراتية رفيعة قد كشفت لموقع الجمهور في وقت سابق أن وفدا قياديا من حزب التجمع اليمني للإصلاح (الإخوان المسلمون) قام مؤخرا بزيارة المملكة العربية السعودية، بناء على دعوة رسمية وجهت من الملك سلمان، وهو ما اعتبر مؤشرا حاسما على تغير استراتيجية الرياض في التعاطي مع إخوان اليمن، لا سيما مع تنامي نفوذ الحوثيين الذين استولوا على العاصمة صنعاء في سبتمبر أيلول. وأكدت المصادر أن الوفد الرفيع الذي ترأسه أمين عام الحزب عبد الوهاب الإنسي، التقى مسؤولين سعوديين كبار، لتبادل وجهات النظر حول تطور الأوضاع في اليمن، عقب سيطرة الحوثي على مؤسسات الدولة في العاصمة وفرض إجراءات أحادية الجانب. وقالت مصادر الجمهور في ديوان ولي عهد أبو ظبي إن هذا الأخير عبر عن صدمته وامتعاضه، بعد أن قررت الرياض إعادة الاتصال بالإخوان اليمنيين. وأفادت بأن بن زايد بات يخشى أن يقود الإجراء السعودي الجديد، إلى انفتاح مماثل من قبل حكام السعودية الجدد على جماعات الإخوان المسلمين في المنطقة والوصول معها إلى تفاهمات. ونقل مراسل الجمهور عن مسؤول إماراتي كبير قوله إن الرياض قررت الانقلاب على سياسية أبو ظبي في اليمن، والتي قامت منذ اللحظة الأولى على دعم الحوثيين في مقابل القضاء على جماعة الإخوان وحلفائها القبليين. وعلم موقع الجمهور ايضا أن المسؤولين السعوديين التقوا خلال الأيام الماضية شخصيات سياسية وقبلية فاعلة في اليمن، وتحديدا في المناطق التي تشهد استنفارا واضحا ضد مسلحي الحوثي، وأبرزها مدن البيضاء ومأرب وإب وشبوة. وعلم أيضا أن الرياض سلمت قبائل جنوبية خلال اليومين الماضيين دفعات ضخمة من الدعم السعودي المتنوع أبرزه العتاد الحربي. وقال مصدر ديبلوماسي للجمهور إن السعودية ستدعم القبائل اليمنية في معركتها المقبلة ضد مسلحي الحوثي، لا سيما بعد سيطرة هؤلاء على معسكرات ومخازن الأسلحة التابعة للجيش اليمني.