إتضح ان الأخطاء اللغوية الفادحة لم تقتصر على قائد الانقلاب وحده بل على حكومته أيضاً ففى أقل من سبعة عشر دقيقة كان مجموع الأخطاء اللغوية التى وقع فيها سامح شكرى، وزير الخارجية بحكومة الانقلاب، قدر بنحو 25 خطأ لغويا ،أثناء خطابه أمس أمام مجلس الأمن، ومحاولة الهروب من ضعف الضبط اللغوي لدى "شكرى " باستخدام قاعدة "سكِّن تسلم"، وهي حيلة قديمة شهيرة في الخطابات وقراءات اللغة العربية، ويُمكن تبريرها بالخوف من ظهور الضعف اللغوي في قلة القدرة على الضبط اللغوي وأن يتحاشى ملاحظة الآخرين لأخطائه اللغوية. وكان شكري قد أكد في خطابه على " دعم مصر للحل السياسي في ليبيا مع ضمان وصول السلاح للجيش الليبي وحظره على الجماعات الإرهابية –على حد قوله - ، مطالبا برفع القيود على الحكومة الشرعية والجيش الليبي لسد احتياجاتهم من السلاح لمواجهة الإرهاب وكذلك دعم مجلس النواب الليبي والحكومة كأولى خطوات تدارك اخطاء الماضي ومواجهة الإرهاب." ولم يكن "شكرى " هو أول المخطئين فى إلقاء حديثه فقد سبقه عدد لابأس به من قضاة مصر الذين وقعوا فى أخطاء لغوية جسيمة، وأيضا طالت الاخطاء اللغوية قائد الانقلاب العسكرى عبدالفتاح السيسى، خلال حفل تنصيبه. حيث وقع السيسي في 116 خطأ لغويًا، خلال حفل تنصيبه رئيسا لمصر بعد الانقلاب العسكرى الذى قاده فى الثالث من يوليو عام 2013 ، وهو الذي اعتاد أن يلقي خطاباته وبياناته السابقة باللغة العامية، ولكن جاءت هذه المرة الأولى التى اضطر فيها للتحدث بالفصحى، كما هو معتاد في مثل هذه المناسبات الرسمية فإن لغة الخطابات والكلمات الرسمية يجب أن تلتزم باللغة العربية الفصحى السليمة،إلا أن خطاب السيسي ظهر به كثير من الأخطاء اللغوية التي تخطت المائة خطأ. 70 خطأ لغوى خلال عشرين دقيقة ، أيضا وقع فيه المستشار نبيل صليب، رئيس اللجنة العليا للانتخابات المعينة من سلطة الانقلاب للاشراف على استفتاء الدستور خلال إعلانه، فى 18 يناير 2014، نتيجة الاستفتاء على مشروع دستور الانقلاب العسكري . وفي محاكمة القرن للرئيس المخلوع حسني مبارك وقع المستشار أحمد رفعت رئيس المحكمة في العديد من الأخطاء اللغوية" بالكلمة التي ألقاها ووصفها البعض بالهائلة وظهرت اخطاءه في آيات قرآنية كما وقع ممثل النيابة بالقضية نفسها في أخطاء لغوية كثيرة. كما أخطأ القاضي المسؤل عن القضية المعروفة اعلاميا بقضية "أحداث مكتب الارشاد،" في قراءة الآية القرآنية، وقال: ولكم في الحياة قصاص يا أولي الألباب، وصحيحها: "ولكم في القصاص حياةٌ يا أولي الألباب"، التى تمت فيها إحالة أوراق 4 معتقلين للمفتي وتحديد جلسة 28 فبراير 2014 للحكم. و فى 10 يناير الماضى وأثناء احتفالية "عيد القضاء" في مقر دار القضاء العالي القاهرة، وفي كلمة الترحيب ارتكب رئيس مجلس القضاء الأعلى، المستشار محمد حسام عبد الرحيم، وهو أعلى سلطة قضائية في البلاد، أخطاءا جسيمة في الكلمة المكتوبة التي قرأها على الحضور. وتحولت الأخطاء التي ارتكبها "عبد الرحيم" في الآيات القرآنية التي ختم بها الكلمة إلى مثار سخرية مصرية، لكنها في المقابل تكشف مدى التردي الذي وصلت إليه اللغة العربية داخل المؤسسة القضائية المصرية ورجالها الكبار. وبينما تكرر على لسان رئيس مجلس القضاء الأعلى الكثير من الأخطاء النحوية والإملائية في كلمته، إلا أن أخطاءه في آية "وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون" كانت كارثية، حيث قال: "وسيعلم (الذي) ظلموا أي منقلب ينقلبون"، بدلا من "الذين"، ثم قال: "ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا" بفتح التاء في "تُزغ" بدلا من ضمها كما في الآية، وقال "وهب لنا من لدنك رحمة" بتشديد النون في "لدنك" بدلا من تسكينها، واختتم الآيات قائلا: "صدق رسول صلى الله العظيم" بدلاً من "صدق الله العظيم". وفى تعليق سابق له قال المستشار وليد شرابى عبر صفحته على موقع "فيس بوك ": "ظاهرة جهل القضاة في مصر بقراءة القرآن الكريم ظاهرة غريبة، ولا يوجد لدي تفسير لها، ولكن يبدو أن من ينطق بالظلم يصعب عليه أن ينطق بالحق". ويرى مستخدمو المواقع الاجتماعية أن ركاكة اللغة العربية لدى المسؤين البارزين هى ظاهرة انتشرت فى مصر خلال الأربع سنوات الأخيرة ويتوقعوا زيادتها خلال السنوات القادمة بسبب الإهمال فى التعليم وعدم وعى هؤلاء المسؤلين لخطورة مواقعهم التى تفرض عليهم تقديم صورة مصر أمام العالم