أسئلة كثيرة دارت دون اجابة بعد أن أطلق تنظيم الدولة الإسلامية تسجيلاً مصورًا احترافيًا تحت عنوان "رسالة موقعة بالدماء " يعرض فيه عملية نحر العمال المصريين . دارت هذة الأسئلة حول التصوير الاحترافي وما الإمكانات والمعدات التي يمتلكها تنظيم الدولة الإسلامية لإخراج مثل هذا التصوير وما الكوادر الفنية الاحترافية التي قامت بمثل هذا العمل من إخراج وتصوير وتحرير للفيديو. أهم تلك الأسئلة كان حول عدم مقاومة الضحايا أثناء الذبح ولماذا كانوا يتحركون بمثل هذا الترتيب والإيقاع المنتظم في السير والوقوف وكيف يوافق شخص ما على القيام بمثل تلك التحركات المنتظمة إذا كان يعلم أنه سيتم قتله في النهاية. من خلال تحليل الفيديو كانت الإجابة هي أن مشهد الذبح لم يتم في نفس المكان الذي أجبر الضحايا على الانبطاح أرضًا فيه كما أن هذه المشاهد أعيد تصويرها أكثر من مرة حتى تخرج في النهاية بهذا الإيقاع المنتظم في الحركة والسير والوقوف الجماعي وأغلب الظن أنه تم إيهامهم أن هذا التصوير سيستخدم لحث السلطات للتفاوض بشأنهم بالإضافة إلى أن حديث قائد المجموعة كان باللغة الإنجليزية وهو ما لم يفهمه الضحايا. بالاضافه إلى بعض اللقطات البسيطة التي تدل على أن هذا الفيديو أعيد تمثيله عدة مرات كما ذكرت "مصر العربية" ليكون التفسير الأقرب للواقع هو أن أعضاءتنظين الدولة الإسلامية نبهوا على الضحايا بتنفيذ حركات معينة أو إظهار مشاعر معينة منها الحركة بانتظام جماعي وعدم النظر إلى الكاميرا بالإضافة إلى عدم إظهار أي مشاعر على وجوههم إلا في أوقات معينة عندما تكون الكاميرا قريبة منهم أو مسلطة على وجوههم. في الدقيقة 2:59 إلى الدقيقة 3:03 كان جميع الضحايا ينظرون للأمام ونظر أحد الضحايا بجانبه خلسة فيما يبدو أنه مخالف للتعليمات ثم حاول النظر أمامه مرة أخرى ولكن يبدو أن أحدًا ما قد هدده فنظر بجانبه مرة أخرى وهز رأسه بعلامة النفي ونظر للأسفل. في الدقيقة 3:24 إلى الدقيقة 3:28 يجبر أعضاء داعش الضحايا على الانبطاح أرضًا استعدادا للذبح ولم يبد أي من الضحايا مقاومة ولو حتى صوتية حيث ظهروا جميعا صامتين وهم ينفذون الأوامر ولكن كانوا جميعا على رمال مستوية وظهورهم للبحر.
في الدقيقة 3:29 إلى الدقيقة 3:31 يظهر اثنان من أعضاء تنظيم الدولة الإسلامية وهم يذبحون اثنان من الضحايا ولكن هذه المرة على الصخور القريبة من الماء والتفسير الأقرب للصواب لذلك المشهد هو أن عملية الذبح لم تتم بشكل جماعي على الرمال وإنما تمت بشكل مجموعات صغيرة على الصخور قرب الماء ولذلك لم تتحرك الكاميرا لتظهر كافة الضحايا مثل اللقطات الأخرى وذلك حتى يتم السيطرة على الضحايا واستغلال الدماء واختلاطها بمياه البحر في المشاهد الأخرى في الفيديو وذلك أيضًا يفسر عدم وجود دماء كثيرة على الرمال في المشاهد الأخرى. في الدقيقة 3:35 يظهر أعضاء داعش وهم يستكملون ذبح الضحايا لكن في هذا المشهد كانوا على الرمال المستوية وظهورهم للبحر ما يعني أنهم نقلوا جثث الضحايا بعد الذبح من جوار المياه إلى نفس مكان تصوير مشهد الانبطاح وهو ما يفسر عدم وجود دماء كثيرة أسفل جثث الضحايا وفى هذا المشهد تحركت الكاميرا لتظهر كافة الضحايا بعكس المشهد السابق بالإضافة إلى ظهور أيدي أعضاء داعش وهم يرتدون قفازات سوداء لم تكن موجودة في اللقطات الأخرى أثناء الفيديو.