حرض على قتل 400 مصري بدم بارد دون أن يوجه له أحد تهمة التحريض على القتل - الصحفيون نظموا مظاهرة للتنديد باحتجاز الأمن له.. فخرج وسبهم - قال للأمن: إن كنت قد نلتني بمسيئة.. فقد سررت أني خطرت ببالك - تعرض للصحفيين للإساءة من لجنة تتبعه في مجلس النقابة فقال تستاهلوا !! - أكثر من 1000 صحفي جمعوا توقيعات لفصله من عضوية مجلس النقابة فحّرم خوض انتخابات أخرى منذ أيام أخذ أحمد موسى يصرخ في التليفزيون: أنا عارف إني مستهدف من أكثر من 20 سنة.. أنا فداء مصر.. أنا ما مابخافش. ولأننا نعرف المذكور منذ هذا الزمن الذي يصطنع عنه البطولة، كدنا وغيرنا ممن يعرفون حقيقته أن "نفطس" من الضحك.. ولذا لزم الإيضاح لمن لا يعرفه ليشاركنا الضحك، والذي أحيانًا يكون كالبكاء لما وصل إليه حال الإعلام في مصر المحروسة. فنموذج أحمد موسى حالة تفرض نفسها على أي متابع للإعلام، إلى درجة التوقع أن تتم دراستها في الكليات والمعاهد عن النماذج الحية للكاريكاتير، وعن ظاهرة الإعلام الذي يتحول فيه الصحفي من مندوب لصحيفته إلى مندوب للجهة التي يتولى تغطية أخبارها، حتى صار مشهورًا عنه لقب مندوب وزارة الداخلية في الأهرام. لعل أول ما لفت انتباه الصحفيين إلى أحمد موسى كان في عهد زكي بدر، إذ يبدو أن أحمد رشدي – رحمه الله – لم يكن في عهده وجود لمثل هذه النماذج وإلا كان قام بالقبض عليه.. أما ما قبل أحمد رشدي من وزراء داخلية، فلم يكن المذكور تخرج بعد.. وإن كان تاريخ حياته يؤكد أنه كان مبهورًا بهم ويعيش معهم أحلام اليقظة ومنهم النبوي إسماعيل وحسن أبو باشا. مواقف مخزية ومن المواقف الطريفة التي يذكر بها أحمد موسى في الثمانينات، أن قام الأمن باحتجازه؛ بسبب نشره خبرًا صادرًا عن أمن الدولة لم يكن صرحوا له بنشره - إذ أن تواجده الدائم معهم لا يعني الخروج عن الدور المحدد له فلا مكان للسبق الصحفي أو حتى النشر لبعض الأخبار إلا بالموافقة الصريحة لمثله - ومع تسرب خبر احتجاز الأمن له والتحقيق معه، أخذت شهامة الصعايدة زميلنا صلاح بديوي في عمل وقفة احتجاجية على سلالم نقابة الصحفيين تضامنا مع أحمد موسى وتنديدا باحتجازه ، فهو على الأقل زميل مهنة وأيضا بلدياته من سوهاج، وبديوي نقيا ويتعامل بطيبة وعلى الفطرة، وبعد حوالي ساعة من الوقفة حدثت مفاجأة من العيار المدوي، إذ جاءنا أحمد موسى وهو يلهث ويزمجر صارخًا: مين اللي قال لكم تتضامنوا معًا.. أنا مش عايز حد يتضامن.. أنتم هتضيعوني.. وظلت الواقعة أشبه بالنكتة أو مشهد من مسرحية كوميدية، إذ أن ما حدث من وجهة نظر الأمن له كان بمثابة "شدة ودن" إذ ليس معنى أن يسروا له أو يجلس معهم ليل نهار أن ينشر ما يشاء، وقد تعلم الدرس واستفاد، وهو في غاية السعادة، و لا يضيره ما حدث معه، أي كما يقول المثل " ضرب الحبيب زي أكل الزبيب، أو كما يقول الشاعر: إن كنت قد نلتني بمسيئة... فقد سررت أني خطرتُ ببالك. أنا ومن بعدي الفساد نكته اخرى كان بطلها أحمد موسى وما أكثر النكت والمهازل التي كان بطلها، فمع تولى حسن الألفي وزيرًا للداخلية خلفًا لعبد الحليم موسى شنت جريدة "الشعب" حملة شديدة عليه خاصة مع ما تكشف عن استيلاء ابنه على ستة أبراج من المسجون نبيل مشرقي، وأن المسجون يقضي يومه في الشوارع بالجلوس في الكافتيريات وغيرها، وهو ما قامت الجريدة بتصويره وتوثيقه ونشره.. بينما انبرى أحمد موسى مدافعًا عن الفساد والمفسدين.. ويبدو أن أجهزة الحكم الفاسد وجدت أن الحملة لن تنتهي، إذ تبين علاقة المسجون برئيس الوزراء ومنح أولاده شقق بتراب الفلوس مما يعني رشوة مقنعة، وتبع هذه العلاقة للمسجون علاقات أخرى بعدد من الوزراء وكبار المسؤولين، فأصدر النائب العام قرارًا بحظر النشر حرض ضباط الداخلية على "الشعب". وتصادف وقت الحظر أن أخبر الأمن أحمد موسى بأنهم قاموا بتسريب خطاب منسوب للداخلية ضد أحد الضباط الذين هاجمتهم الجريدة لتقع "الشعب" في الفخ وتقوم بنشره، وتقوم الداخلية بتكذيب صدور الخطاب، وبالتالي يتم التشكيك في الحملة الصحفية كلها وحبس الصحفي، والذي فجر استيلاء ابن الألفي على الأبراج السكنية من السجين مشرقي، وأيضا صاحب الحملة على الضابط المذكور – محل خطاب الداخلية - وهو كاتب هذه السطور (على القماش) ولم يتمالك أحمد موسى نفسه من الفرحة اعتقادًا بالانتصار الحاسم للداخلية، فقام على الفور بالنشر دون الالتفات لقرار الحظر، محرضًا الضابط على رفع قضية سب وقذف بنشر الجريدة أكاذيب ضده، واضطر رئيس التحرير مجدي حسين أن يرد بقوة على الكاتب العميل وحقيقة فساد الوزير، واعتبر النائب العام أن ما نشره مجدي حسين وأحمد موسى خرقًا لحظر النشر، وتمت إحالتهما إلى نيابة أمن الدولة، وانتهت التحقيقات إلى قرار الإفراج بكفالة ثلاثة آلاف جنيه لمجدي حسين وألف جنيه لأحمد موسى، وعلى الفور سدد أحمد موسى الكفالة وتم الإفراج عنه، إلا أن مجدي حسين رفض سداد الكفالة.. وهنا جرت اتصالات داخل الأجهزة انتهت إلى الإفراج عن مجدي حسين دون الكفالة.. وعلى الفور توجه أحمد موسى إلى النقابة وهو يصرخ كالثور الهائج: اشمعنى أنا أدفع كفالة ومجدي لاءه وخرج.. ده أنا بتاعهم.. وأصبح موقفه نكتة يتداولها الكتاب والصحفيون. أخوه يتوسل!! أما عن القضية التي حرض فيها أحمد موسى الضابط لرفعها، فلم يخطر ببال موسى والأمن وجود عشرات المستندات الدامغة ضد الضابط المفسد، وتم تقديمها للمحكمة والتي قضت برئاسة المستشار عماد النجار ببراءة على القماش والجريدة ورغم هذا استمر أحمد موسى في التحريض ضد الجريدة واضطر مجدي حسين أن يرد عليه بقسوة.. حتى جاء شقيق أحمد موسى إلى مقر الجريدة يتوسل مجدي حسين أن يوقف الهجوم على شقيقه. وإن كان للأسى والأسف صدر أغرب حكم لصالح الوزير المفسد بحبس مجدي حسين وصلاح بديوي ومحمد هلال، وحتى رسم الكاريكاتير الذي تصادف بالصفحة وكان يتعلق بوقائع فساد وزير آخر، حكم على زميلنا الفنان عصام حنفي بالسجن ضمن الأحكام التي كانت تصدر ضد "الشعب" ولم يكن أبطالها يخافون ويتراجعون عن حملاتهم ضد الفساد. صحفي بلا تاريخ من صفحات تاريخ أحمد موسى أيضًا- إن كان له تاريخ!! - أنه نجح في الفوز بعضوية مجلس النقابة، وإن كان للأسف بأصوات بعض ممن كانوا يسمون أنفسهم بالمعارضة، فكان على رأس دعايته صحفيين من جريدة الأحرار وغيرها بحجة إنهاء أي خدمة أمنية فورًا، وكان يوزع دعايته - للأسف - أيضًا كاتب يقال إنه ينتمي للتيار الإسلامي حتى يجلب له أصوات التيار.. وللأسف كان واضحًا وجود صفقة؛ حيث كانت المفاجأة بتعيين الصحفي المذكور بالأهرام فور نجاح موسى رغم معايير واشتراطات الأمن وتدخله بشكل مباشر في تعيين أي صحفي بالأهرام، ولكن يبدو أن أحمد موسى قال لهم إنه تمكن من ترويضه وإنه على ضمانته. حتى رسامي الكاريكاتير سخروا منه وما أن نجح أحمد موسى تولى لجنة النشاط بمجلس النقابة، وسرعان ما غلب الطبع التطبع، فمع أول رحلة نظمتها النقابة إلى قناة السويس، تحت إشراف لجنته، إذا بالصحفيين يتعرضون لمعاملة غير لائقة، وهو ما اضطرهم للشكوى للنقابة، وإذا به يسخر منهم مؤيدًا ما قابلوه من معاملة سيئة!.. فما كان من "لجنة الأداء النقابي" إلا أن شنت حملة كاسحة ضده، وأخذ فنان الكاريكاتير المبدع نبيل صادق - عضو اللجنة – في عمل رسوم كاريكاتيرية له مع كل تقرير، يصوره فيها براكب حمار وظهره لرأس الحمار وهو وضع كان يستخدم لتجريس أي شخص قديمًا ومع تجاوزات أحمد موسى المتتالية لمختلف الصحفيين، تم جمع نحو ألف توقيع لطرده من عضوية مجلس النقابة، إلا أن المجلس – والذي كان به عدد من صحفيي الأهرام – آثر السلامة حتى انتهاء مدته، وخرج غير مأسوف عليه دون أن يكرر خوضه لانتخابات النقابة. " محرر أمنجي": كلنا في خدمة الداخلية أما عن حال المذكور داخل جريدة الأهرام، فكان أفضل "محرر أمنجي" في مصر، وكان من تفوق "دقته" في الكتابة الأمنية أن كتب خبرًا عن محضر شرطة وكتب تم ضبط المتهم الساعة 30 دقيقة و 14 (!!).. ومع تدخل أجهزة الأمن في تعيينات رؤساء تحرير الصحف الحكومية، كاد بالفعل أن يتولى رئاسة تحرير "الأهرام" مع نهاية 2010، وربما لولا ثورة يناير لكان رئيسًا للتحرير، ولخرج مثل عبد المنعم السعيد على أكتاف الأمن لإنقاذه من سخط الصحفيين وتطاير.. بلاش نقول.. الصفح عن مبارك والعادلي أما عن أحمد موسى موديل 2011 فمع وضوح انتصار الثورة على مبارك وداخلية العادلي كتب بتاريخ 16 فبراير مطالبًا بالصفح وفتح صفحة جديدة للكتاب الذين كانوا في صف نظام مبارك وكانت على أعينهم غشاوة وهو من أولهم . انزعوا السكين... من يد المجنون!! واستمر المذكور كامنا حتى هبت رياح الفلول، وحصل تاجر السيراميك الذي أدانته الثورة على حق فتح قناة فضائية (!!!) فقفز بداخلها ليقدم برنامج لساعات دون أن ينتهي حتى يتعب من الكلام والتنطيط، ومع اصطناع البطولة، وتوهم أنه مادام يحرض على القتل مثل قوله الإجرامي: "تمنيت سقوط 400 قتيل، وعلى الشعب أن ينحني للشرطة.." وهي أمنية إن - لا قدر الله – تحققت، تدخل البلد في دوامة جديدة من الدماء لكل الأطراف، وللأسف يستمر في ترديد مثل هذا الكلام الخطير دون أن ينزع أحد السكين من يد هذا المجنون والميكرفون من أمام فمه الكريه، ودون أن يوجه له أحد اتهامًا بالتحريض على القتل، أما هو فلن يكون في يوم من الأيام عرضة للقتل أو بأثر رجعي من أكثر من 20 سنة.. فهو لم يتنبه إلى أنه طوال هذه المدة كان مجرد نكتة.. ويمكن استبدال التاء بالراء !