في هذا التوقيت الحيوي؛ وعقارب الساعة تمرق سريعًا؛ وكأنها تلهث في سباق مع الزمن؛ لكي يحل التاريخ المنتظر في ذكرى ثورة 25 يناير التي جعلت مصر تتنفس حرية لأول مرة في التاريخ؛ وتطيح برأس جبل الفساد الذي جثم على صدرها لثلاثة عقود خلت؛ كانت مصر فيها ميتة إكلينيكيًّا، ولم تمنحها قبلة الحياة إلا تلك الثورة الهادرة التي اختطفها العسكر والانقلاب مؤقتًا. في هذا التوقيت الصعب يذهب قائد الانقلاب لدولة يعتبرها الكثيرون المقر الثاني لاتخاذ القرارات الهامة في مسيرة الانقلاب، وخاصة وقوفها الأسطوري إلى جانب الانقلاب، وكأن الإمارات ستسقط إذا سقط الانقلاب في مصر، وتعتبر الإمارات أكثر وأكبر مكان تدار فيه عملية غسيل أموال الشعب المصري المنهوبة، وتعتبر الدولة الأم التي احتضنت كبار الفاسدين لكي يستثمروا أموال المصريين التي سرقوها لديهم، وقد قيل إن السيسي قد ذهب لحضور مؤتمر يسمى مؤتمر الطاقة!! ولا أعتقد أن مؤتمرًا كهذا يستلزم ذهاب رأس السلطة الانقلابية من أساسه؛ فضلا عن تكون الزيارة لمدة يومين كاملين، فما الأهمية القصوى لمؤتمر بلا أهمية أصلا التي ألزمت السيسي للمكث ليومين؟! هناك مؤشرات تؤكد أن قادة الانقلاب يلتقون في الإمارات بأشخاص ربما لا يستطيعون لقاءها في مصر، وكم حدثت كثيرًا مثل هذه اللقاءات بالإمارات قبيل انتخابات الرئاسة الباطلة التي جرت في مصر؛ ونصبت قائد الانقلاب على قمة السلطة. والشك الذي يسبق اليقين يؤكد أن رحلة السيسي إلى الإمارات فيها قول.. فالشك يقول إنه بما إن أرض الإمارات قد شهدت اجتماعاتٍ ومؤامراتٍ وليست مؤتمرات لإنجاح الانقلاب على الرئيس مرسي، ثم مواصلة دعم الانقلاب والتخطيط المستمر لمواصلة وجوده بشهادة الهارب أحمد شفيق نفسه بأن دوره وأدوار غيره في الإمارات في إنهاء حكم مرسي كانت أكبر ممن هم داخل مصر.. قالها متباهيا ومتفاخرا بالطبع، وهو ما زال لديه ما يقدمه لصالح الانقلاب، فشفيق الذي يعتبر مبارك أستاذه، فشفيق بالنسبة للسيسي كذلك، ولذلك فهو يخشاه ويخشي من مكره ودهائه، ويريد فقط أن يظل يستعملهما لصالحه من بعيد حتي الآن علي الأقل!! وارتباط رحلة السيسي بالتاريخ الحالي هو ارتباط وثيق في وقت تقول فيه كافة التقارير وتتنبأ بثورة هادرة في الذكرى الرابعة لثورة يناير، واحتمالية قوية بأن تحمل تلك الذكرى الرابعة ثورة يناير الثانية بكل زخمها وعنفوانها. ولا شك أنه في وقت الأزمات القصوى يحتاج من خططوا لأحداث سابقة لأن يلتقوا مع بعضهم ليواصلوا وضع الخطط التي من شأنها وأد وإنهاء الثورة المتوقعة؛ والاتفاق على أجندة عمل للتعامل مع المعطيات الثورية في الشارع المصري في التاريخ المنتظر مثل صناعة حدث معين وضخم قبل تاريخ الثورة بيوم واحد مثلا أو بيومين!! أو اتخاذ قرارات بمساعدة مليارات الإمارات لتقديم مفاجأة معينة لتنحية فئات عن المشاركة في الثورة!! وربما يدلي "شفيق" بدلوه في الموضوع لكي يتجاوز الجميع التاريخ المرتقب، ثم يتم رفع اسمه من على قوائم ترقب الوصول كحلاوة روح!! ولا تنسى أن "شفيق" أحد صناع 30 يونيه، ومن يشارك في صناعة ثورة وهمية لتمرير انقلاب عسكري فمن المؤكد أن لديه ما يدلي به لمحاولة إجهاض ثورة حقيقية، هذا فضلا عن أن الإمارات شقيقة الولايات التي تخطط بالأبيض للجميع!! والحقيقة أنه لا يعنينا تخطيطهم لأنه سيذهب أدراج الرياح لأنه دومًا تخطيط شيطاني، لذلك فكلي ثقة أنه سيتحقق فيه قوله سبحانه (وأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا).