بدأت سيراليون إجلاء قواتها المتمركزة في مناطق جوبا بعد أن رفضت تبديل جنودها نتيجة المخاوف من انتشار مرض إيبولا في الأراضي الصومالية، لا سيما أن هذا الوباء قضى على حياة الآلاف من سكان سيراليون ولا يزال تهديده قائما حتى الآن. وشرعت طائرات شحن مملوكة للأمم المتحدة بنقل قوات سيراليون من مطار كيسمايو الدولي، وفق تصريح وزير الداخلية في جوبالاند الجنرال محمد ورسمة درويش، الذي أشار إلى نشر قوات إثيوبية وكينية في مواقع قوات سيراليون إثر استكمال إجلائها خلال وقت قصير. وباء إيبولا وأوقفت بعثة الاتحاد الأفريقي تبديل قوات سيراليون في أغسطس/آب الماضي بسبب تفشي وباء إيبولا. وقد أعلن وزير الدفاع الجنرال صامويل عمر في وقت سابق 'أن الجنود الموجودين في الصومال ستتم إعادتهم إلى فريتاون ولن يتم استبدالهم'، وتم تطبيق هذا القرار اليوم. من جانبه، قال الرائد ديفد الشباك إن قواته قامت بواجبها، معربا عن أمله أن تستعيد الصومال السلام الكامل ومكانتها في المجتمع الدولي. يشار إلى أنه تم عام 2013 توزيع قوات سيراليون المؤلفة من 850 عنصرا في أربع مناطق بولاية جوبا السفلى، وهي كيسمايو وتابتو وقوقاني ووطوبلي، ومن المفترض أن تحل محلها قوات كينية وأخرى إثيوبية. وكانت قوات سيراليون مشهورة باصطياد القردة والخنازير في محيط بلدة جوبوين الواقعة في الضاحية الشمالية لمدينة كيسمايو، وفق روايات السكان المحليين، وهي عادة تتناقض مع عادات أهل المنطقة. لا أجندة سياسية من جانبه، أثنى الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود -أثناء حفل وداع لجنود سيرالون منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي بكيسمايو- على كتيبة بعثة الاتحاد الأفريقي لشجاعتهم وتفانيهم أثناء أداء مهمتهم. وقال حسن شيخ إن قوات سيراليون ليست لديها أجندة سياسية أو اقتصادية في الصومال، وإن هدفها الوحيد هو تحقيق الاستقرار في البلاد. ويرى مراقبون صوماليون أن ثناء الرئيس الصومالي في الحفلة على قوات سيراليون يبعث رسالة غير مباشرة إلى كينيا المهتمة بتحقيق أغراض اقتصادية وسياسية في المناطق الساحلية الصومالية المجاورة لكينيا. بدوره، أشاد رئيس إدارة جوبالاندالصومالية أحمد محمد الإسلام (أحمد مدوبي) بما وصفه بالأعمال البطولية لقوات سيراليون في مناطق جوبا، وقال إنهم قدموا أفضل انضباط لقواعد السلوك، حيث كانت علاقتهم مع السكان المحليين جيدة، وفق تعبيره. هجمات ودفاع وأطلقت حركة الشباب المجاهدين حملات ليلية، ونصبت كمائن للقوات السيراليونية العاملة ضمن بعثة الاتحاد الأفريقي منذ انتشارها في الصومال في أبريل 2013، خاصة الكتيبة المتمركزة في بلدتي تابتو وقوقاني بولاية جوبا السفلى، معلنة أكثر من مرة وقوع خسائر في صفوف قوات سيراليون، إلا أن قيادة هذه القوات اعترفت بمقتل جندي واحد وجرح ستة آخرين. ولم تخض قوات سيراليون معارك شرسة ضد حركة الشباب المجاهدين أثناء وجودها في ولاية جوباالصومالية، إلا أنها كانت تصد هجمات مقاتلي الحركة التي لم تتمكن من تنفيذ عمليات عسكرية نوعية تستهدف قوات سيراليون، خلافا لهجماتها المتكررة على القوات الأوغندية والكينية والإثيوبية. ويرى مراقبون صوماليون أن نشر قوات إثيوبية في ولاية جوبا السفلى سيسهل تحرك قوات 'أميسوم' (القوات التابعة لبعثة الاتحاد الأفريقي) نحو آخر معاقل حركة الشباب المجاهدين في ولاية جوبا الوسطى، وأجزاء من ولايتي جوبا السفلى وجدو