إن دعوتنا ماضية في طريقها المرسومة، وخطتها الموفقة، غير عابئة بالتحديات والعقبات، ولا متراجعة أمام العوائق والمثبطات» بهذه الكلمات حاولت جماعة الإخوان المسلمين تهدئة قواعدها بعد الضربة الأمنية الأخيرة التي وجهها لها النظام باعتقال الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح - عضو مكتب الإرشاد - وذلك في رسالة مهدي عاكف الأسبوعية، التي حملت عنوان «الدعوة ماضية حتي النصر». وأوضح مرشد الجماعة - الأكثر تنظيما في مصر - أن الإخوان المسلمين يدركون طريق الدعوات لهداية الناس بأنهم سيواجهون الصعوبات التي واجهها الأنبياء والصالحون، ووصف عاكف الأنظمة المستبدة بأنها لا تري أبعد من قوائم الكرسي الذي تجلس عليه، ولا تفكر بغير العصا الأمنية التي تجتهد في تضخيمها وتقويتها، ولا تؤمن بغير البطش سبيلا للبقاء فوق العروش المغتصبة وتكديس الثروات المنهوبة، وأضاف أن هذه النظم المستبدة تقدم بني جلدتها قرابين لقوي البغي والاستكبار العالمية، وثمنًا لتسلطه علي الشعب المغلوب علي أمره في إشارة إلي ما وصفه بيان سابق وتصريحات صحفية عن الجماعة بأن النظام قدم هذه القضية المعروفة إعلاميًا بالتنظيم الدولي للإخوان للضغط علي حركة حماس لترضخ للضغوط الإسرائيلية والأمريكية. وأمام الصمت وحالة الترهل الذي تلوذ به الجماعة أمام الضربات الأمنية «المستبدة» الموجهة إليها، أبدي عاكف تعجبه في رسالته عن سكوت النخب المثقفة ودعاة حرية الرأي والفكر والتعبير علي تسلط المستبدين علي الإصلاحيين من الإسلاميين عمومًا، ومن الإخوان المسلمين خصوصًا! ومع ذلك أكد عاكف يقينه بالنصر رغم الضربات الظالمة الموجههة بالجماعة مستعينا بقصص الأنبياء الذين نشروا دعواتهم رغم ما تعرضوا له من أذي من قوي البطش، بينما لم تذكر الرسالة الجهود الإيجابية التي قام بها هؤلاء الأنبياء - صلوات الله عليهم وسلامه - لنشر دعوتهم وأنهم لم يقفوا في الموقف السلبي الذي تقف فيه الجماعة الآن وذلك إن جاز القياس من الأساس. وأنهي مرشد الجماعة رسالته بكلمات من أثر حسن البنا - مؤسس الجماعة - التي تستخدمها الجماعة في هذه الأوقات لتخدير أعضائها عن سؤال مفاده: لماذا الصمت علي هذه الضربات؟ قائلا: «ستسجنون وتعتقلون، وتنقلون وتشردون، وتصادر مصالحكم وتعطل أعمالكم وتفتش بيوتكم،ولكن الله وعدكم من بعد ذلك كله نصرة المجاهدين ومثوبة العاملين المحسنين».