أعد تسيفي مازائيل السفير الصهيونى السابق في مصر، ورقة بحثية نشرها المركز الأورشاليمي للشئون العامة في الكيان الصهيونى، وعرض خلالها وجهة النظر الصهيونية بشأن التصعيد السياسي الذي تشهده مصر بين السلطة وبين جماعة الإخوان المسلمين مؤخرا. كما تناولت الورقة توتر الحديث عن احتمالات إجراء انتخابات رئاسية، واختيار رئيس جديد. وأشارت الورقة الي هذه الأحداث تثير فضول تل أبيب بسبب تداعياتها المباشرة علي مستقبل اتفاق السلام بين مصر والكيان الصهيونى. ويعد »مازائيل« أحد كبار محللي الشئون المصرية في مراكز الأبحاث الصهيونية نظرا لخبرته الطويلة التي اكتسبها نتيجة الفترة التي قضاها في القاهرة سفيرا للكيان الصهيونى، وشارك بعد انتهاء عمله، بوزارة الخارجية الإسرائيلية في إعداد دراسات وتقارير. كما شارك في الندوات والمؤتمرات الخاصة بمتابعة الشأن المصري. واستهل ورقته البحثية بالقول »ان الرئيس مبارك والذي مازال يشغل مهام منصبه منذ فترة طويلة، علي ما يبدو أنه يستعد لإنهاء مهمته، وهو ما جعله يفكر في اتخاذ عدة خطوات قانونية يسعي من خلالها لتمهيد الطريق أمام نجله »جمال« للوصول الي سدة الحكم، الأمر الذي يثير حفيظة قوي المعارضة المصرية، ومعظم الأوساط المصرية. كما أن تلك الخطوات من شأنها أن تزيد الأمر سخونة، ومن الممكن أن يصل الأمر الي حد المواجهة العلنية بين المعارضة والنظام. ويري مازائيل أن المعارضة المصرية تستعد لاتخاذ خطوات قانونية غير عادية استعدادا لأي محاولة من قبل الرئيس لنقل السلطات الرئاسية لنجله »جمال« عبر القيام بخطوات من بينها حل مجلس الشعب، وإجراء انتخابات جديدة خلال الأسابيع القادمة، والقيام بإجراء انتخابات رئاسية جديدة، علي حد قوله. كما يري السفير الصهيونى السابق في القاهرة، أن قرار تقديم موعد انتخابات مجلس الشعب والانتخابات الرئاسية ينبع من قرار الرئيس مبارك الساعي لنقل السلطة لنجله »جمال« واستغلال تمتعه بصحة جيدة وإدراكه لما حوله من أمور. وقال مازائيل: علي ما يبدو فإن الرئيس مبارك لديه النية في تشكيل مجلس الشعب، ويكون لديه القدرة علي منح نجله جمال التأييد اللازم للفوز بمنصب الرئيس«. واستعرض »مازائيل« في الورقة البحثية التوتر القائم الآن بين الرئيس مبارك وبين جماعة الإخوان المسلمين. وقال ان سعي الرئيس مبارك لحشد الدعم والتأييد لنجله لن يتأتي إلا إذا ما نجح في إقصاء جماعة الإخوان المسلمين عن مجلس الشعب. وأشار الي أنهم يمتلكون الآن نحو ثلث مقاعد مجلس الشعب عبر 88 مقعدا من مقاعد المجلس واصفا الإخوان بأنهم »يشكلون ظاهرة معارضة قوية و نشطة وفعالة داخل المجلس، ولا يألون جهدا للدخول في معارك مع النظام المصري، ويدعون دون توقف لقطع العلاقات مع إسرائيل. وأشار السفير السابق في القاهرة الي أن قرار حل مجلس الشعب أمر مازال يكتنفه الكثير من الغموض، ويبقي في يد الرئيس وحده، وأكده أكثر من مسئول مصري، كما تناولته مصادر صحفية مصرية مقربة من الرئاسة المصرية بالقول: ان أحدا لا يعلم ما يضمره الرئيس مبارك من نوايا. وقال: مازائيل: ان هناك بعض الاجراءات والتعديلات التي من شأنها أن تساعد في تحقيق ما يريده الرئيس مبارك من ضمان لأغلبية داخل المجلس لنجله مستقبلاً، وأشار الي أن أحد تلك التعديلات، وقرار منح المرأة نحو »64« مقعداً من مقاعد مجلس الشعب، وهو ما يساهم في ضمان وجود نائبات تابعات للحزب الوطني. وتابع حديثه قائلاً: »انه طبقاً للمادة »76« من الدستور المصري فان مرشحاً من قبل الحزب الوطني الديمقراطي سيكون لديه الفرصة الأكبر لتولي منصب الرئيس، وقال ان الدستور يمنح الفرصة لرؤساء الأحزاب المصرية الأخري للمشاركة في انتخابات الرئاسة، لكن هناك شروطا من اجل تحقيق ذلك، وهي وجود نسبة تأييد من أعضاء مجلس الشعب وأعضاء المجالس المحلية.. وهو الأمر الذي يحول في حقيقة الأمر دون المشاركة في الانتخابات ويجعلها أمراً يصعب تنفيذه وتحقيقه. كما أشار بقوله اذ ما نجح الرئيس مبارك في انهاء انتخابات مجلس الشعب القادمة وتشكيله دون وجود تمثيل كبير من قبل أحزاب المعارضة فان طريق نجله جمال للرئاسة سيكون ممهداً. وتحت عنوان جانبي» طريق ممهد لجمال نحو الرئاسة.. أشار »مازائيل« الي ان عملية انتقال السلطة من الرئيس مبارك لنجله »جمال« تعد الآن الشغل الشاغل لوسائل الاعلام المصرية، كما انها تأتي علي رأس قائمة القضايا السياسية المطروحة داخل مصر منذ سوات. وقال الرئيس مبارك يمكنه ان يرشح نفسه لولاية رئاسية جديدة لكن معظم المعلقين السياسيين في مصر يرون انه يفضل نقل السلطة لنجله مستغلاً تمتعه في الوقت الحالي بصحة تجعله قادرا علي المناورة من اجل اتمام عملية الانتقال الهادئ للسلطة وتسلمها الي نجله وقال: ان الرئيس مبارك ينكر نيته القيام بمثل هذا الأمر، ولكن بدأ طريق جمال نحو الرئاسة منذ القيام بخطوة تعيينه رئيساً لأهم لجان الحزب الوطني وهي لجنة السياسات، ثم بخطوة تعديل الدستور من اجل تمكينه بالفوز في انتخابات الرئاسة دون ان ينجح مرشح آخر في ذلك أو حتي يكون أي منهم خطراً عليه«. وتحدث مازائيل بعد ذلك عن رؤيته للمعارضة التي يحظي بها قرار الرئيس مبارك نقل السلطة لنجله وأشار الي أن هناك معارضة حقيقية، وقال: الشعب المصري لن يقبل بأن يكون مثل الشعب السوري أو الأردني أو الليبي خانعاً حيث لم يحرك أفراده ساكناً بعد اتمام عملية نقل السلطة بشكل تقليدي دون إزعاج. ويري مازائيل أن أحزاب المعارضة المصرية سواء العلمانية أو الاخوان المسلمين لم ينجحوا حتي الآن في التقدم بمرشحين لديهم القدرة علي الدخول في منافسة شديدة مع نجل الرئيس أو الحظي بتأييد الجماهير. وتحدث »مازائيل عن ان مصر تقف الآن علي شفا حرب سياسية من شأنها أن تزيد حدة التوتر داخل المجتمع المصري الذي يعاني من صعوبات كثيرة، وقال علي مايبدو فان نظام الرئيس مبارك القائم علي دعم أجهزة الأمن له سيكون مستقراً كما هو إذا مازادت وطأة المشاكل الناتجة عن قرار قد يتخذه الرئيس بحل مجلس الشعب وإجراء انتخابات جديدة في المجلس وللرئاسة. وأنهي السفير ورقته البحثية قائلاً: »يبقي الحديث عن أي خطوات قد تتخذ دون أن تحظي بإجماع من شأنها ان تؤدي الي نشوب مظاهرات واحتجاجات.