قال مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" إن إيرن تطوّر تكنولوجيا نووية وتريد امتلاك أسلحة نووية، قائلا أن العراق في عهد الرئيس الراحل صدام حسين سُحق لأنه لم يمتلك سلاحاً نووياً. وقال البرادعي إن الدول التي تمتلك أسلحة نووية "تحظى بمعاملة مختلفة عن الدول التي لا تملك مثل هذه الأسلحة"، مشيراً إلى "أن كورياً الشمالية دُعيت إلى طاولة التفاوض لأنها تمتلك سلاحاً نووياً في حين تم سحق العراق في عهد صدام حسين لأنه لم يكن يمتلك هذا السلاح". ودعا البرادعي "67 عاماً"، الذي سيتقاعد في نوفمبر المقبل بعد أن عمل 11 مديراً للوكالة الذرية، المجتمع الدولي إلى الإنخراط مع إيران لإزالة الدافع وراء توجهها لتطوير أسلحة نووية "لقناعته بأنها تريد امتلاك التقنية المطلوبة لتمكينها من تطوير أسلحة نووية". واضاف "أن الإيرانيين يريدون من وراء ذلك توجيه رسالة إلى الدول المجاورة وبقية دول العالم تحذرها من التلاعب معها، لكن الهدف المطلق في اعتقادي هو أن الإيرانيين يريدون الإعتراف بهم كقوة كبرى في منطقة الشرق الأوسط وأن الخيار النووي هو الطريق الذي سيضمن لهم الحصول على هذا الإعتراف ويحبط أي محاولة لتغيير النظام في طهران كما تردد من قبل". وحذّر البرادعي من أن الخطر الأكبر الذي يواجهه العالم هو "وقوع السلاح النووي في أيدي جماعة متطرفة"، مشدداً على أن السبيل الوحيد لضمان مستقبل آمن هو "نزع الأسلحة النووية وعلى نطاق واسعة بقيادة الدول النووية التي تمتلك مجتمعة 27 ألف رأس نووي". وكان البرادعي حذّر من أن عدد الدول النووية سيزداد بمعدل الضعف خلال سنوات في العالم وخاصة في منطقة الشرق الأوسط والتي وصفها ب "القنبلة الموقوتة" ما لم تعمد القوى الكبرى إلى اتخاذ خطوات راسخة في مجال نزع الأسلحة النووية. وانتقد مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية النظام الدولي الراهن المقيّد لانتشار الأسلحة النووية، واعتبره "غير منصف ويفتقد إلى النزاهة والعدالة".