خطة أمريكية عراقية مشتركة للتدخل العسكري الأمريكي من "نافذة" محاربة "الدولة الإسلامية”- - زيارة رئيس الأركان الأمريكي للأماكن الخطرة في نينوى والأنبار، عرض هزيل رفضه رئيس الوزراء. - تصريحات العبادي حول رفض التواجد الأمريكي، مسرحية هزلية؛ للتغطية على اتفاق جرى تنفيذه. - "طبخة" أمريكية يجري إعدادها للمنطقة، عنوانها عودة الأمريكان للعراق" تحت ذريعة حماية المنطقة من الخطر، أكد عبد الباري عطوان أن رئيس أوباما يتدخل كثيرا في شؤون سورياوالعراق؛ حتى يحولهما إلى محميتين طبيعيتين تدين له بالولاء. وقال عطوان في مقالة له: " إن أوباما قد اتخذ قراره بإرسال قوات أمريكية إلى العراق وسورية وينتظر الذريعة؛ ليدخل على مرحلة التنفيذ ". وكشف "عطوان" عن تصريحات السيد العبادي حول رفض أي قوات أرضية أمريكية، ربما تأتي للتغطية على اتفاق جرى التوصل إليه فعلا أثناء زيارة الجنرال ديمبسي الخاطفة إلى بغداد بإرسال المزيد من القوات الأرضية الأمريكية؛ لأن نفيه لا معنى له عمليا، ويعكس تناقضا غير مفهوم. *** وفيما يلي نص المقال : من يعش في الغرب، ويتابع أساليب الحكومات في التمهيد التدريجي، أو تسويق مواقف سياسية وعسكرية معينة للرأي العام، يدرك جيدا أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما عندما، يقول في مؤتمر صحافي، عقده على هامش قمة العشرين الاقتصادية في مدينة بريزبين الاسترالية، اليوم الأحد: " لن نتردد في إرسال وحدات برية إلى المنطقة في حال سيطرة قوات "الدولة الإسلامية" على سلاح نووي مثلا؛ لكننا نريد أن تتولى قوات الأمن العراقية مهامها "، فإن هذا يعني، وللوهلة الأولى، أن القرار بإرسال قوات أمريكية إلى العراق وسورية، ربما جرى اتخاذه مبكرا وينتظر الذريعة، وأننا على أبواب مرحلة التنفيذ. وأكد أن جيش المستشارين المرسل للعراق، هو بداية لخطة أمريكية عراقية مشتركة؛ لعودة قوية للتدخل العسكري الأمريكي في العراق وسورية، ولكن من "نافذة" محاربة "الدولة الإسلامية". الرئيس أوباما ضاعف عدد القوات الأمريكية البرية في العراق إلى 3100 جندي، وأكد قبل أسبوع، أن العدد سيرتفع، وأن قوات أخرى في الطريق، وبرر إرسال هذه القوات، قديمها وجديدها؛ لتدريب الجيش العراقي، وإعادة تأهيله عسكريا، حتى يتمكن من التصدي لقوات "الدولة الإسلامية". *** لا نعتقد أن تدريب القوات العراقية يحتاج إلى هذا العدد الضخم من المدربين والمستشارين، إلا إذا كان تعداد هذا الجيش سيصل إلى الملايين من الضباط والجنود، ونرجح أن هناك خطة أمريكية عراقية مشتركة؛ لعودة قوية للتدخل العسكري الأمريكي في العراق وسورية، ولكن من "نافذة" محاربة "الدولة الإسلامية"؛ أي أنها لن تكون قوات غازية، وإنما صديقة، ولكن ما الثمن الذي تنتظره واشنطن ؟ ما يجعلنا نميل إلى هذا الاعتقاد عدة مؤشرات على درجة كبيرة من الأهمية، نلخصها في النقاط التالية : أولا : هناك إجماع في أوساط معظم المحللين العسكريين الأمريكيين بأن القصف الجوي الأمريكي لتجمعات "الدولة الاسلامية" في العراق وسورية لم يحقق إلا القليل من النجاح في إضعافها، والحد من قوتها، وأنه لا بديل عن وجود قوات على الأرض. ثانيا : توارد أنباء كثيرة، ذات مصداقية، من مصادر غربية عن قيام المستشارين الأمريكيين بمرافقة القوات العراقية في حربها؛ لاستعادة مدن وبلدات في إقليم الأنبار، وكذلك فك الحصار عن مدينة بيجي؛ حيث توجد مصفاة النفط التي توفر ستين في المئة من احتياجات البلاد من المشتقات النفطية الضرورية، مثل : البنزين، والمازوت. ثالثا : زيارة الجنرال مارتن ديمبسي، رئيس هيئة أركان الجيوش الأمريكية فجأة إلى العراق، وتقدمه بعرض لإشراك قوات أمريكية في المعارك التي قد تنطلق في الأماكن الخطرة (نينوى، والحدود العراقية السورية) ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وهو العرض الذي قال السيد حيدر العبادي، رئيس الوزراء العراقي إنه رفضه. رابعا : رفض معظم أعضاء التحالف من العرب، مثل : المملكة العربية السعودية، والأردن، والإمارات، وقطر؛ علاوة على تركيا، إرسال قوات برية إلى العراق وسورية، ورفض السيد العبادي في المقابل وجودها على أرض بلاده؛ لأنه يعتقد أن " العراق لا يحتاج إلى أي قوات أجنبية برية، وأن الجيش العراقي، مدعوم بالحشد الشعبي، وأبناء العشائر قادرة على إنجاز مهامه دون تدخل خارجي ". تصريحات السيد العبادي حول رفض أي قوات أرضية أمريكية؛ ربما تأتي للتغطية على اتفاق جرى التوصل إليه فعلا أثناء زيارة الجنرال ديمبسي الخاطفة إلى بغداد بإرسال المزيد من القوات الأرضية الأمريكية؛ لأن نفيه لا معنى له عمليا، ويعكس تناقضا غير مفهوم؛ فالقوات الأمريكية الأرضية موجودة فعلا وتتزايد، وهذا أولا، وثانيا لا نرى أي فرق بين قوات أرضية أو جوية؛ فالاستعانة بقوات أجنبية قد تمت من حيث المبدأ والباقي تفاصيل. نقطة أخرى لا يمكن تجاهلها، وتتلخص في قول الرئيس أوباما، إنه لن يتردد في إرسال وحدات برية أمريكية إلى المنطقة؛ إذا سيطرت "الدولة الإسلامية" على سلاح نووي، فأين يوجد هذا السلاح النووي؛ حتى تسيطر عليه هذه الدولة في العراق أم سورية أم إيران ؟ الدولة الوحيدة في المنطقة التي تملك أسلحة نووية، هي إسرائيل، فهل تملك "الدولة الإسلامية"، وقواتها، القدرة في الوقت الراهن للوصول إلى مفاعل ديمونا، أو مخازن الرؤوس النووية الإسرائيلية والاستيلاء عليها وكيف؟ *** لا بد أن هناك "طبخة" أمريكية يجري إعدادها للمنطقة بأسرها، عنوانها عودة القوات الأمريكية إلى العراق، ولكن تحت ذريعة حماية المنطقة من خطر "الدولة الإسلامية"، وترددت أنباء في أكثر من عاصمة غربية، أن هناك خطة مطروحة فعلا لإرسال ثمانين ألف جندي، أي نصف عدد القوات التي احتلت العراق عام 2003. وربما لم يكن من قبيل الصدفة إقدام "الدولة الإسلامية" على إعدام الجندي الأمريكي السابق، الذي كان رهينة لديها (بيتر كاسيغ) أمام الكاميرات في منطقة "دابق"، وقول متحدث باسمها إنه "أول صليبي" يدفن فيها، وأنها تنتظر (أي الدولة) بلهفة باقي الجنود الأمريكيين؛ لدفنهم في المنطقة نفسها. الرئيس باراك أوباما، قال في حديث لمحطة تلفزيونية أمريكية: " إن بلاده ستنتقل إلى مرحلة الهجوم في حربها ضد "الدولة الإسلامية". فهل حمل الجنرال ديمبسي هذه الخطة الهجومية وتفاصيلها إلى نظرائه العراقيين ؟! وهل نحن أمام احتلال أمريكي جديد للعراق وربما سورية أيضا ؟ وهل ستكرر أمريكا الأخطاء نفسها أم ستتعلم منها في المرة المقبلة ؟ احتمالات غرق أمريكا في المستنقع الدموي العراقي السوري مرة أخرى، وبعد ثلاث سنوات من انسحابها، كبيرة، بل كبيرة جدا، وسيكون تدخلها مكلفا لها ولأهل المنطقة، قلنا هذا أثناء غزو عام 2003، ونكرره الآن دون تردد، والأيام والأشهر المقبلة مليئة بالمفاجآت. "انتهى المقال"