أظهرت نتائج جديدة لاستطلاعات رأي أُجريت من قبل شركة محلية رائدة في مجال المسح التجاري في المملكة العربية السعودية والكويتوالإمارات العربية المتحدة وبتكليف من معهد واشنطن في سبتمبر،عن تأييد 31 في المائة من السعوديين، و34 في المائة من الكويتيين، و29 في المائة من الإماراتيين لجماعة الإخوان المسلمين، بالرغم من عداء هذه الدول المعلن للتنظيم. وعقب ديفيد بولوك، وهو زميل في معهد واشنطن ومدير منتدى "فكرة"، على النتائج بإشارة إلى أن هذا المستوى هو أعلى بكثير مما كان متوقعا، نظرًا لأن الحكومتين السعودية والإماراتية كانتا قد صنّفتا جماعة "الإخوان" على أنها "منظمة إرهابية"، وشنّتا حملة عنيفة جدا ضدها، في وقت سابق من هذا العام. وتستند استطلاعات المعهد على مقابلات شخصية أجريت مع عينة احتمالية جغرافية تمثيلية على الصعيد الوطني، شملت 1000 مشارك من كل دولة، ما يعني أنها تتضمن هامش خطأ إحصائي يبلغ حوالي 3 في المائة زيادة أو نقصانا. وشمل الاستطلاع المواطنين فقط في كل بلد؛ أما العمال الأجانب، الذين يفوق عددهم عن عدد المواطنين باثنين إلى واحد في الكويت وأربعة إلى واحد في الإمارات، فقد تم استثناؤهم من العينات. وعلق الناشط الخليجي عبدالخالق عبدالله، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الإمارات العربية المتحدة والمشرف العام على التقرير الإستراتيجي الخليجي، على نتائج الاستطلاع في حسابه ب"تويتر"، بالقول: "أن تكون نسبة التأييد للإخوان 29% في الإمارات بعد كل الحملة الإعلامية والرسمية والشعبية المكثفة ضدهم؛ نسبة تستحق وقفة وقراءة متأنية". ولفت التقرير الذي نشر اليوم إلى أن استمرار الدعم الشعبي غير المتوقع ل "جماعة الإخوان"، التي هي حركة إسلامية معارضة، يساعد على تفسير سبب القلق الكبير الذي تشعر به هذه الحكومات من هذا التأييد، ولماذا تستمر في حملاتها الشديدة جدا ضدها. كما أنه يساعد على تفسير سبب الدعم القوي الذي توفره هذه الحكومات للحكومة المصرية الحالية، ولماذا تحاول هذه البلدان الضغط على قطر بكل السبل للحد من دعمها ل "الإخوان" على الصعيد الدولي. كما أن ذلك يساعد على تفسير المسارات المتباينة التي تتخذها دول "مجلس التعاون الخليجي" المنقسمة بينها في جهودها المنفصلة لدعم المعارضة السورية. "حماس" ومؤيدوها يحصلون على نسب تأييد أكبر وعلاوة على ذلك، ومقارنة مع "الإخوان المسلمين"، تحصل "حماس"، الفرع الفلسطيني ل"الجماعة"، على تأييد أكبر من قبل مواطني هذه الدول حيث يدعمها: 52 في المائة من السعوديين، و53 في المائة من الكويتيين، و44 في المائة من الإماراتيين.. (بالمقارنة، تحصل السلطة الفلسطينية في رام الله على نسبة أقل إلى حد ما، حوالي 40 في المائة في البلدان الثلاثة التي شملها الاستطلاع).
ولكن نظرا إلى خيار الدروس المستفادة من حرب غزة التي دارت في الصيف الأخير، فإن أقل من نصف الذين شملهم الاستطلاع في كل بلد يقولون إنه من المرجح أن تؤدي التكتيكات العسكرية التي استخدمتها "حماس" إلى هزيمة "إسرائيل" بشكل حاسم في المستقبل. ويظهر الاستطلاع أن هناك أقلية كبيرة جدا في كل بلد (40-45 في المائة) توافق على أن سياسة "حماس" تؤدي إلى الإضرار بالفلسطينيين أكثر من جلب المنفعة لهم. وتنعكس هذه المواقف المختلطة لعموم السكان في وجهات نظرهم حول مختلف القوى الإقليمية.
وينقسم الكويتيون بالتساوي تقريبا في تقييماتهم الإيجابية أو السلبية لسياسات الحكومة المصرية في الآونة الأخيرة - التي تعارض كلا من "الإخوان المسلمين" و"حماس"؛ كما أنهم منقسمون على نحو مماثل حول حكومتي تركياوقطر، اللتين تدعمان كلا المنظمتين. فلدى الإماراتيين آراء تنقسم فيما بينها بالتساوي حول تركياوقطر، ولكنها تتعاطف بصورة أكثر إيجابية مع مصر: 60 في المائة إيجابية مقابل 37 في المائة سلبية. وينقسم السعوديون حول تركيا، حيث إن لديهم آراء سلبية بصورة محدودة تجاه قطر (45 في المائة مقابل 53 في المائة)، بينما هم أكثر تعاطفا تجاه مصر، بهامش اثنين إلى واحد: 64 في المائة لذوي الآراء الإيجابية مقابل 33 في المائة للآراء السلبية.