عاد وليته ما عاد؛ جرف الحياة السياسية، ودمرها بعد أن لوثها بانتخابات مزورة وبرلمان سيء السمعة؛ لتجني المحروسة من ورائه الخراب والدمار؛ فقد أحد أسباب اندلاع الثورة على مبارك ونظامه واقتلاعه من جذوره؛ ليذهبا معا من ذاكرة الشعوب. في عصر الانقلاب توارى الثوار والأحرار خلف القضبان، وخرج علينا أحمد عز، صاحب منظومة الفساد التي يخجل منها الشيطان بكل جرأة، وهو يتحدث عن برلمان يحمي مصالحه, برلمان يحقق طموحه في الصعود إلى القمة بعد أن هوى بشعبه إلى القاع؛ ليصبح 50% منهم تحت خط الفقر.. لم يخجل مما فعله في شعبه، الذي ثار عليه، ورفضه، وقام بثورة اقتلعت جذور الفساد. أحمد عز الذي التقى بعدد من نواب الحزب الوطني المنحل في سرية، في محاولة لدخول البرلمان، من خلال دائرته الانتخابية السابقة في محافظة المنوفية، وذلك من خلال اجتماع موسع عقد في أحد الفنادق الكبرى الخميس الماضي مع أعضاء بارزين من الحزب المنحل؛ بشأن التنسيق فيما بينهم على خوض الانتخابات البرلمانية المقبلة. المصادر التي حضرت الاجتماع مع عز، قالت: "إن الاجتماع ضم 230 نائبا سابقا من الوجه البحري والصعيد، من ذوي الكتل التصويتية على مدى 3 ساعات متواصلة، مساء الخميس الماضي، وتم خلالها الاتفاق على خوض الانتخابات البرلمانية بشكل مستقل على أن يتم إدراجهم معا بعد الفوز بالمقاعد في جبهة موحدة تحت اسم «ائتلاف المستقلين»، و يتولى إدارة الائتلاف أمين التنظيم السابق من خارج البرلمان". لم ييأس نزيل طرة، بل وقع أسيرا لشهواته الشيطانية، وبدأ يتحرك بملياراته من وراء ستار, يحرك رجاله من الفلول وشلة جمال مبارك من خلف الستار، وهم يلهثون حوله؛ أملا في دعمه المادي وتكفله بصرف المليارات على برلمان يحميه، وينقذ أسياده من حبل المشنقة. أحمد عز، الذي خرج من السجون بدون كفالة على ذمة قضايا احتكار وفساد - رغم بيعه لمصر دون مقابل.. تاجر في كل شيء مع صديقيه علاء وجمال حتى ديون مصر باعوها وجنوا من ورائها الملايين. ولا يألوا جهدا في تجميع ما فرقته الثورة من رجال حزبه ونوابه السابقين؛ للحصول على أغلبية برلمانية تمكنه من تشكيل الحكومة وفق الدستور المصري الجديد. ويرجح نشطاء وسياسيون أن "فلول مبارك" سوف يسيطرون على البرلمان المقبل، في ظل قمع النظام الحالي لغالبية القوى الإسلامية؛ لتعود دولة مبارك من جديد. إن عودة عز للمشهد السياسي، تعني أن الانقلاب على ثورة يناير يمضي في طريقه المرسوم سلفا؛ وأن رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي "جزء من نظام مبارك، فهو يسعى للقضاء على الثورة التي كادت تطيح بهذا النظام، لولا تمكنه من الالتفاف عليه. فالنظام الحالي لا يلقي بالا لغضب الشعب أو لثورة الشباب، بل يتعمد إلى عمل كل ما من شأنه استفزازهم؛ لإثبات أنه ماض في طريقه مهما كانت .الاعتراضات، وهو ما يشعل ثورة أخرى قادمة "وإن غدًا لناظره قريب".