قال الجيش الباكستاني إن جنوده يخوضون معارك شوارع بمدينة مينغورا بوادي سوات شمال غرب البلاد، وإن المعركة تدور من بيت لبيت متوقعا تأمينها في غضون أسبوع. في حين أسفرت المعارك عن تشريد نحو 2.5 مليون خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة. ووفقا للمتحدث باسم الجيش الجنرال أطهر عباس فإن القتال في بلدة مينغورا "قد يستغرق على الأقل أسبوعا نظرا لحجم المدينة وعدد المتشددين الموجودين هنا وعدد المنازل التي يتعين تفتيشها". وأعلن الجيش بوقت سابق أن عملية الاستيلاء على مينغورا ستكون "بطيئة بشكل مؤلم" حيث تم إخبار الجنود بأن يتجنبوا التسبب في أضرار جماعية حتى إذا تعرضوا لمخاطر. هدنة إنسانية ويتزايد القلق بسبب آلاف المدنيين الموجودين بالبلدة، وقال مسؤول بارز بالأممالمتحدة إن طلبا من أجل "هدنة إنسانية" تتم دراسته. وأعلن الجيش الحكومي أن قواته تمكنت من طرد مسلحي حركة طالبان باكستان من منتجع مالام جابا بالجزء الشمالي من وادي سوات "بعد مقاومة عنيفة". وتسببت المعارك المتصاعدة بوادي سوات والمناطق المجاورة في تشريد زهاء 2.38 مليون شخص خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة 48% منهم أطفال، وفق آخر إحصائيات لمفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة ومصادر حكومية باكستانية. وتحذر الأممالمتحدة مما تصفها بأزمة إنسانية طويلة الأمد بهذا البلد. وقال مراسل الجزيرة في باكستان إن موجة النزوح تتواصل من مدن وقرى وادي سوات ودير، وإن مدنا بأكملها باتت شبه خالية. ويشير الجيش إلى أن العمليات العسكرية التي بدأها في سوات منذ 8 مايو الجاري، وفي منطقة دير السفلى وبونير على التوالي يومي 26 و28 أبريل الماضي، أسفرت عن مقتل 1100 مسلح و66 جنديا، دون أن يأتي على ذكر الضحايا المدنيين. ولم تؤكد هذه الأرقام من مصادر مستقلة. وقد نفى المتحدث باسم طالبان باكستان انسحاب المسلحين من مدينة مينغورا، لكنه أشار إلى أن المقاتلين لن يهاجموا قوات الجيش بالمدينة لتلافي "رده الذي يوقع قتلى مدنيين". بيد أن المتحدث باسم الجيش اعتبر ذلك خدعة. ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن المتحدث باسم المسلحين مسلم خان من مكان مجهول بوادي سوات أن الحركة ستستمر بالقتال حتى تطبيق الشريعة الإسلامية، مشيرا إلى أن "هذه الحرب طويلة الأمد وسنخوضها بمنظور إستراتيجي". مظاهرات وفي سياق متصل تظاهر المئات من أنصار الجماعة الإسلامية أمام البرلمان احتجاجا على العمليات في سوات. وطالب المتظاهرون بخروج القوات الأميركية من أفغانستان، ورددوا هتافات وصفوا فيها الولاياتالمتحدة بأنها عدو للإسلام والمسلمين. وألقى زعيم الجماعة كلمة قال فيها إن العمليات العسكرية لن تؤدي إلى حل، وطالب الحكومة بإيقاف هجماتها في الوادي وفي مقاطعة وزيرستان.