أصدر المكتب التنفيذي لحزب العمل بيانا بشأن زيارة نتنياهو للقاهرة أكد فيه أن استقبال مبارك لرئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو ليس فيه شئا جديدا، ولكنه يؤكد إصرار نظام مبارك على السير في غيه، وأداء الدور المطلوب منه. فمنذ نجاح نتنياهو وتعيينه ليبرمان - الذي دعا مراراً إلى ضرب السد العالي بالقنابل النووية - وزيراً للخارجية، دأب الإعلام الرسمي المصري على شن حملة كلامية ضد الحكومة الصهيونية الجديدة ، وها هو النظام المصري يعود إلى الانحناء أمام ما يسميه اليمين المتطرف الإسرائيلي (الصهيوني)، وقد تعودنا على هذه الحملات الإعلامية الفارغة التي لم تؤد أبداً رغم تكرارها بين الفينة والأخرى ، إلى تغيير السياسة المصرية تجاه الكيان الصهيوني.
يؤكد نظام مبارك بهذه الخطوة الجديدة أنه يصر على العلاقات الاستراتيجية مع هذا الكيان الصهيوني مهما قام بمذابح في فلسطين، أو أهان مصر، في مقابل تقلب العلاقات المصرية مع مختلف الأطراف العربية والإسلامية ، فالعلاقات متردية مع سوريا وإيران ومع مختلف الأطراف المقاومة في فلسطين ولبنان والعراق.
العلاقات مع الكيان الصهيوني والولايات المتحدة هي التي لا تهزها الأعاصير، فعندما تقتل القوات الإسرائيلية أفراد الشرطة المصرية على الحدود يقبل النظام المصري اعتذار الصهاينة، وعندما تذبح الآلاف في غزة فهذه مجرد نقطة لعتاب المحبين. ويتواصل تقديم الغاز الطبيعي للصهاينة بخسارة تصل إلى 8 مليارات سنوياً، ويتوسع التطبيع في مختلف المجالات.
مبارك لايمكن أن يلتقي بخالد مشعل أو أي من قادة حماس ، ولكنه يلتقي بأي مجرم صهيوني منتخب أو غير منتخب. وليس صحيحاً أن نظام مبارك وسيط بين الفلسطينيين والصهاينة - وهي كارثة في حد ذاتها – ولكن الصحيح أنه منحاز للصهاينة ضد الفلسطينيين، ويضغط عليهم من أجل الاعتراف بالكيان الصهيوني حتى أنه شن هجوماً على المقاومة في خطاب عيد العمال. وقد تحول مؤتمر إعمار غزة إلى صفر كبير، لأن نظام مبارك يستخدم إعمار غزة كورقة ضغط جديدة على حماس . ويمنع دخول أي مواد بناء – بالتنسيق مع الصهاينة والأمريكان – إلى غزة لاعادة بناء ما تهدم ، حتى لقد أعلنت حماس بداية اعمار غزة بالحجارة و بالطوب اللبن، وهذا موقف رائع لمجاهدي غزة وموقف مخز لنظام مبارك.
وإذا قيل أن مبارك يستقبل عباس أبو مازن وهو الرئيس الفلسطيني المنتخب ، نقول أنه قد فاز بدون منافسة لمقاطعة حماس الانتخابات ، كما أنه هو الوكيل الصهيوني في الساحة الفلسطينية، كما أن انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني لاحقة لانتخابات الرئاسة وقد حصلت فيها حماس على 60 % من الأصوات . ومبارك وأبو مازن لا يعترضان على اعتقال الصهاينة لعشرات النواب الحمساويين في السجون الاسرائيلية لأن ذلك يزيد من قوة أبي مازن.
إن استقبال مبارك لنتنياهو دون اسماعيل هنية يعني أنه يحترم إرادة الناخب الصهيوني ولا يقيم وزناً لإرادة الناخب الفلسطيني، والمسألة ليست مجرد لقاءات بل هناك تكثيف لعلاقات التعاون مع الصهاينة واصرار على غلق معبر رفح للبضائع ، عملا باتفاقية 2005 التي لم تعد موجودة على أرض الواقع، ولم تكن مصر طرفاً فيها، بينما تتواصل عملية هدم الأنفاق التي هي شريان الحياة والمواد الغذائية لغزة من أرض مصر في مجهود تكميلي للقصف الصهيوني المتواصل لهذه الأنفاق من الجو!
أما ما أعلن عن الخلاف حول الاستيطان ومسألة الدولتين ، فموقف نظام مبارك هو نفسه الموقف الأمريكي ، الذي يرفض الاستيطان منذ عام 1967 بمجرد كلمات في الهواء، أما مسألة الدولة الفلسطينية المزعومة فهي دولة بلا سيادة ، منزوعة السلاح ، تابعة للكيان الصهيوني، وبها قوات أمريكية لضمان هذه الشروط .ولن يحرر شبر من فلسطين عبر هذه المفاوضات البائسة ولكن عبر استمرار وتصعيد المقاومة.
إننا نطالب القوى الوطنية والشعبية بمواصلة تحركها لكسر الحصار المفروض على غزة من جانب النظام المصري فهذه مسئولية أمام الله، وسنسأل يوم القيامة إذا نحن تخاذلنا عن أداء هذا الواجب الديني والقومي والوطني. إننا نحيي الموقف البطولي للشعب الفلسطيني في غزة والمواقف الجهادية التي أعلنها مؤخراً اسماعيل هنية ومحمود الزهار بعدم الاعتراف بالكيان الصهيوني حتى نهاية الزمان.
إن الشعب المصري مسئول عن دعم هذا الموقف البطولي، لأن فك الحصار عن غزة لايمكن عملياً إلا من جانب الحدود المصرية.
ونؤكد من جديد أن غزة محررة ولا يوجد بها صهيوني واحد منذ عام 2005 حتى الآن وأن كل القوات التي اجتاحت غزة في الحرب الأخيرة انسحبت إلى حدود 4 يونيو، والحصار المصري وحده – بالاتفاق مع الصهاينة – هو الذي يضفي طابع الاحتلال على غزة، لأن غزة محتلة من الخارج بالحصار وهو وضع لامثيل له في التاريخ.
إن تحرير معبر رفح، وتحويله إلى منفذ جمركي طبيعي، واجب مقدس في عنق كل مصري ومصرية، وكل مسلم ومسلمة.