صدق أو لا تصدق.. الجيش ببلادنا عنده أكبر شركة مقاولات فى مصر.. تراه فى كل المجالات المدنية يعمل فى مشروعات تقدر بمئات بل آلاف الملايين من الجنيهات، وآخر مشروع له توقيعه عقدا مع وزارة الإسكان المصرية؛ لتنفيذ 150 ألف وحدة سكنية ضمن مشروع الإسكان المتوسط فى أماكن عدة مثل: (السادس من أكتوبر والعبور، والقاهرة الجديدة، ومدينة السادات والعاشر من رمضان)، وغيرها. وأغرب ما فى هذا الموضوع ما صرح به رئيس الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة، اللواء عماد الألفى، بعد توقيع الاتفاق: "إن دور تلك الهيئة، هو الإشراف على المشروع الذى ستنفذه الشركات المدنية المتعاقدة معها بنسبة 100%، ولن تشارك أى شركة تابعة للقوات المسلحة فى تنفيذه".. وأتساءل: ولماذا تم حشر الجيش فى هذا المشروع، وغيره من المشروعات التى لا تمت بصلة للأمن القومى، ولا الأشغال العسكرية.. والإجابة واضحة وما نراه ثمرة مباشرة لحك العسكر، الذى أطاح بالرئيس المنتخب فى يوليو من العام الماضى، فمن الطبيعى أن يعمل على تشديد قبضته على كافة المرافق والمجالات، أو بمعنى آخر عسكرة المجتمع؛ حتى يكون له الكلمة الأولى فى بلدنا، ولا تكون مهمته فقط الدفاع عن الوطن.. و-بإذن الله- سيكون هذا الأمر إلى حين، وعندما يتم الإطاحة بالاستبداد الجاثم على أنفاسنا، ستعود البلد إلى أهلها، ويعود للجيش احترامه ما دام بعيدا عن السياسة، ولن نهتف يومها: يسقط حكم العسكر، بل سيكون له مكانته المرموقة.