بدأت كل الفرق فى التحرك لتدعيم صفوفها، استعدادا للموسم الجديد، وكان الأهلى والزمالك هما أكثر الفرق ضما للاعبين المميزين فى إطار سعى كل منهما لحصد بطولات الموسم المقبل، وإن كان الزمالك بقيادة المستشار مرتضى منصور قد أظهر تفوقا كبيرا فى حصد الصفقات المميزة للأبيض، فنجح فى ضم 15 لاعبا من أصحاب الأسماء الكبيرة ليتفوق على الأهلى لأول مرة منذ فترة طويلة فى صراع الصفقات الجديدة، حيث ضم الأحمر أسماء أقل لمعانا وشهرة، فى ظل الهجرة الجماعية للاعبى الدورى الممتاز فى اتجاه الزمالك. نجح الزمالك فى ضم كل من أحمد الشناوى حارس المصرى، وأيمن حفنى نجم طلائع الجيش، وباسم مرسى مهاجم الانتاج الحربى، وأحمد دويدار وخالد قمر ومعروف يوسف لاعبى اتحاد الشرطة، بالإضافة إلى إبراهيم صلاح، أحمد سمير، رضا العزب، صالح موسى، محمد شعبان، بازوكا، وعلى جبر، ومحمد كوفى، بخلاف الثنائى الذى جدد مؤخراً أحمد عيد عبد الملك، وإسلام عوض. بينما نجح الأهلى فى ضم ثلاثى المقاولون، باسم على ومحمد رزق ومحمد فاروق، ومن المنيا إسلام رشدى، ومن وادى دجلة صلاح الدين الإثيوبى، واستعاد ثنائى ليرس البلجيكى حسام غالى ولؤى وائل. ضم الزمالك خالد قمر مهاجم اتحاد الشرطة بعد تألقه اللافت الموسم الماضى وقبل الماضى مع الفريق الشرطى، ونجاحه فى تصدر هدافى الدورى وإحراز العديد من الأهداف الحاسمة ساعدت فريقه على أن يكون الحصان الأسود فى مسابقة الدورى العام الموسم الماضى، بالإضافة لانضمامه لصفوف المنتخب الوطنى وتسجيله، ليكون فرسا رابحا يراهن عليه الزمالك الموسم المقبل لبث الرعب فى قلوب المنافسين. فى المقابل ضم الأهلى إسلام رشدى مهاجم المنيا الذى لم يخض مع ناديه إلا 5 أو 6 مباريات، ولم يكن له حضورا قويا خلالها، بالإضافة لعدم قدرته على مساعده ناديه فى البقاء بالدورى الممتاز وهبوطه لدورى الدرجة الأولى، ليكون التعاقد معه علامة استفهام كبيرة تصيب جماهير الأهلى بالدهشة نتيجة الضجة الكبيرة التى صاحبت انتقاله من النادى الصعيدى للأحمر. كان انضمام اللاعب أحمد دويدار مدافع فريق اتحاد الشرطة للزمالك ضربة قوية للأبيض فى صراعه مع الأهلى على الصفقات الجديدة، خاصة فى ظل رغبة الأحمر السابقة فى ضم اللاعب بعد تألقه مع ناديه الشرطى، إلا أن الزمالك نجح فى خطفه ليكون دعما قويا لخط دفاع الأبيض الموسم المقبل خاصة بعد المعاناة التى عانتها الجماهير بسبب سوء حالة الدفاع وهبوط مستوى المدافعين فى المواسم السابقة. فى المقابل تعاقد الأهلى مع لاعبه السابق لؤى وائل لترميم دفاعاته بعد اعتزال وائل جمعة وفقدان خط الدفاع العمود الأساسى له طوال السنوات السابقة، وكان الأهلى استغنى عن لؤى بدون مقابل، لنادى ليرس البلجيكى، ثم طالبه بالعودة لقيادة دفاع الأحمر فى ظل النقص العددى فى صفوف المدافعين. أخيرا وبعد طول انتظار نجح الزمالك فى ضم أيمن حفنى نجم طلائع الجيش وأهلى طرابلس السابق لمدة 3 سنوات، ليصبح اللاعب ضمن كتيبة النجوم البيضاء ابتداء من الموسم المقبل، ويعتبر اللاعب من أصحاب المهارات الخاصة، ومايسترو فى وسط الملعب، صال وجال فى الدورى العام مع مصر المقاصة قبل أن ينتقل لطلائع الجيش ثم يعار إلى أهلى طرابلس ليعود إلى مصر من خلال الزمالك، وهو يمثل صفقة كبيرة سعى إليها الأبيض منذ سنوات. فى الأهلى نجح مسئولوا الأحمر فى إعادة حسام غالى من نادى ليرس البلجيكى لقيادة خط وسط الفريق فى الموسم المقبل، واللاعب يبلغ من العمر 33 عاما، وهو يعتبر كبير السن بالمقارنة بمركزه كخط وسط، وقد لا يستفيد كثيرا الأحمر منه بالشكل المطلوب، بالإضافة لأنه لاعب هوائى كثير الترحال. مقارنة بنجوم الزمالك الجدد بنظرائهم فى الأهلى تعطى التفوق الواضح للأبيض فى العدد وفى الأسماء اللامعة، وذلك فى إطار سعى القلعة البيضاء للعودة للبطولات، ومحاولة جادة لاستعادة ثقة الجماهير وكسر التفوق الأحمر الذى استمر طول السنوات السبع الماضية، وهو ما يبعث على تفاؤل الجماهير البيضاء فى أن يكون الموسم المقبل زملكاويا. فى المقابل فشل الأهلى فى حسم صفقات عديدة فاز بها الأبيض فى النهاية، إما بناء على رغبة اللاعبين أو اتفاق بين الأندية خاصة الشرطة والجيش والإنتاج الحربى، على بيع اللاعبين للزمالك، فلم يجد الأحمر أمامه إلا الاعتماد على أسماء أقل شهرة وأقل لمعانا، فى محاولة للحاق بصفقات الأبيض، وإن كان رهان مسئولو الأهلى فى هذه الصفقات سيكون على روح الفانلة الحمراء وحماس هؤلاء اللاعبين الجدد، ورغبتهم فى الحصول على النجومية وتحقيق الذات واللعب بشكل أساسى مع الفريق. فبعد اعتزال وائل جمعة وأبوتريكة وبركات ورحيل أحمد فتحى والاستغناء عن سيد معوض وأحمد شكرى وشهاب وأحمد شديد قناوى، ورحيل رامى ربيعة، انفرط عقد جيل البطولات فى الأهلى، وأصبح هناك صعوبة كبيرة فى تعويض غياب هذه الأسماء الثقيلة وبناء فريق آخر يستطيع الحفاظ على مسيرة البطولات الحمراء، خاصة أن صفقات الأبيض الضخمة أعطت انطباعا بأن الزمالك يبدو أنه “قادم” هذه المرة. ميزان القوى بين الأهلى الزمالك الموسم المقبل سيصيبه نوع من التغيير، هذا ما تؤكده الأرقام ومعطيات الفريقين قبل انطلاق منافسات الموسم الجديد، المنطق يقول أن المنافسة ستكون فى صالح الزمالك، بسبب فارق الخبرة الكبير، وإن كان الأهلى سيراهن على لاعبيه الأساسيين ليساندوا الجدد، ويمنحوهم الخبرة مع استغلال رغبتهم فى إثبات الذات وتحقيق النجومية من خلال الفانلة الحمراء التى صنعت نجوم عظماء.