قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إن عملية الاجتياح البري ضد قطاع غزة، تخلق تحديات ومخاطر كبيرة لإسرائيل، نظرًا لاحتمالية ارتفاع عدد قتلى جنود جيش الاحتلال في الصراع الحالي، الذي أودى بحياة أكثر من 200 فلسطيني في مقابل مقتل إسرائيلي واحد، حتى الآن، لأن الاجتياح البري يضع الجنود عرضة لحرب عصابات في قطاع غزة المكتظ بالسكان. وأوضحت الصحيفة أن حركة حماس عززت ترسانتها الصاروخية منذ سيطرتها على غزة عام 2007، فعلى مدى الأيام العشرة الماضية، أظهرت الحركة أن لديها القدرة على استهداف إسرائيل بصواريخ ذات مدى أطول، حتى في الوقت التي تعرضت فيه للقصف الجوي الكثيف من جانب الاحتلال. وقد حذر فوزي برهوم، المتحدث الرسمي باسم حماس، من أن "العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة خطوة خطيرة وغير محسوبة"، مؤكدًا أن "إسرائيل ستدفع الثمن غاليًا، وحماس مستعدة للمواجهة". وقال خالد البطش، عضو القيادة السياسية لحركة الجهاد في فلسطين، إن الفصائل المسلحة مجهزة لمواصلة القتال، حتى يتم استيفاء شروط وقف إطلاق النار، مشيرًا إلى أن "الهدنة يجب أن تتضمن مكافأة للشعب الفلسطيني". وجاء قرار العملية البرية بعد عشرة أيام من ضربات جوية مكثفة من الجانب الإسرائيلي وهجمات صاروخية من قبل المسلحين الفلسطينيين. وتقول إسرائيل، إن الهدف من شن عملية عسكرية برية على قطاع غزة، ضمن عملية "الجرف الصامد"، هو تدمير الأنفاق والبنية التحتية لحركة حماس ووقف إطلاق الصواريخ من غزة على مدن إسرائيل. وقد توغلت الدبابات الإسرائيلية بعمق كيلومتر واحد في بلدة بيت حانون، واستولت على أسطح البنايات العالية وطالبت السكان، عبر مكبرات الصوت، بإخلاء المناطق الحدودية والتوجه للجنوب. وفي تطور آخر، أعطت الحكومة الإسرائيلية، الضوء الأخضر لتجنيد 18 ألف جندي احتياطي إضافي في الجيش الإسرائيلي. وتقول إسرائيل، إنها شنت نحو 1960 غارة جوية على غزة منذ 8 من يوليو الجاري، وفي المقابل أطلق الناشطون الفلسطينيون 1380 صاروخًا باتجاه البلدات الإسرائيلية، فيما تشير الأمم المتحدة إلى أن 1370 منزلاً على الأقل دمر جراء الغارات الإسرائيلية، التي تسببت أيضًا في نزوح أكثر من 18 ألف شخص. وتأتي العملية البرية في غزة بعد رفض حركتي حماس والجهاد الإسلامي مبادرة مصرية، من أجل وقف إطلاق النار، لأنها "لا تلبي شروط الفلسطينيين والمقاومة". وانتقدت مصر، حركة حماس، لعدم قبولها المبادرة، حيث قال وزير الخارجية سامح شكري، إنه "لو كانت حماس قبلت المبادرة المصرية، لأنقذت حياة 40 فلسطينيًا على الأقل"، واتهم حماس بالتآمر مع قطر وتركيا من أجل "تقويض دور مصر الإقليمي".