كشف مراسل صحيفة “القدس العربي” في تركيا، نقلا عما وصفه “مصادر خاصة” عن توافق تركي قطري على دعم مطالب الفلسطينيين في قطاع غزة، والعمل المشترك سعياً لبلورة مبادرة جديدة للتهدئة تضمن رفع الحصار الإسرائيلي عن القطاع، في ظل عدم رضا الجانبين عن المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة. وبحسب المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه، كما أورد تقرير الصحيفة، فإن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، عقدا اجتماعا مغلقاً وغير معلن ظهر أمس الأربعاء، وذلك بعد ساعات من اجتماع آخر بين الزعيمين عقد في مقر رئاسة الوزراء التركية في العاصمة أنقرة. ويتزامن ذلك مع إعلان الناطق الرسمي باسم حركة حماس سامي أبو زهري، أن حركته أبلغت القيادة المصرية رسمياً رفض الحركة المبادرة المصرية، مع دخول العدوان الإسرائيلي يومه التاسع وارتفاع عدد الضحايا إلى 209 شهداء، و1570 جريحا، بالإضافة إلى تدمير مئات المنازل. وأوضح المصدر المقرب من رئاسة الوزراء في تركيا، أن الاجتماع كان مغلقاً وتم بعيداً عن وسائل الإعلام، حيث تركز على بحث آلية لتقديم مبادرة جديدة لإنهاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، في ظل التوافق الكامل برؤية الطرفين لحل الأزمة. ونوه المصدر، وفقا للتقرير نفسه، إلى أن الطرفين لا ينظران بإيجابية للورقة التي تقدمت بها مصر من أجل الوصول إلى وقف لإطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية وحكومة الاحتلال الإسرائيلي، ويبديان دعماً مشتركاً للمطالب الفلسطينية بضرورة وقف العدوان الإسرائيلي ورفح الحصار عن قطاع غزة بشكل كامل. واضطر أردوغان إلى تغيير العديد من مواعيده باعتبار أن اللقاء الثاني لم يكن مدرجاً على جدول الأعمال، بحسب المصدر الذي أوضح أن عددا من كبار المستشارين يشاركون في الاجتماع بجانب وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو ورئيس هيئة الاستخبارات هاكان فيدان. مصادر أخرى قالت إن وزيري خارجية البلدين عقدا أيضاً اجتماعاً ثنائياً مغلقاً في أنقرة، بالإضافة إلى الاجتماع الذي ضم الأمير تميم والرئيس التركي عبد الله غُل. وذكرت الاجتماع الذي ضم أردوغان وأمير قطر، انتهى في ساعة متأخرة من ليل الثلاثاء، في مقر رئاسة الوزراء التركية، بالعاصمة أنقرة. وشارك في الاجتماع من الجانب التركي كل من وزير الخارجية «أحمد داود أوغلو»، ووزير الطاقة والموارد الطبيعية «طانر يلدز»، ومستشار وزارة الخارجية «فريدون سينيرلي أوغلو»، ورئيس هيئة الاستخبارات «حقان فيدان»، ومستشار رئاسة الوزراء «إبراهيم قالين»، حيث استمر اللقاء بين الطرفين ساعتين ونصف الساعة تقريبا، ولم تصدر أي جهة معلومات عن الموضوعات التي تناولها الجانبان خلال اللقاء. من جهته، كشف المفكر الفلسطيني عزمي بشارة، في حوار مع قناة الجزيرة القطرية، عن اتصالات تجري حاليًا بين القطريين والأتراك من جهة مع واشنطن وأطراف إقليمية وعربية أخرى لتقديم مبادرة جدية للتهدئة. وأوضح أن أهم بنود هذه المبادرة إطلاق سراح أسرى صفقة «شاليط»، ورفع الحصار عن غزة من خلال وضع آليات واضحة سواء لمعابر البضائع أو الأفراد، وكذلك البحث في إمكانية إنشاء ميناء بحري بغزة تحت إشراف دولي.