تسود حالة من عدم الاستقرار الحزب العربي الناصري بعد تدهور صحة ضياء الدين داوود رئيس الحزب وتغيبه عن حضور اجتماعات الحزب وهو ما دعاه إلي ترك كافة مقاليد الأمور لأحمد حسن الأمين العام للحزب. وشهدت أروقة الحزب على مدار الأيام الماضية حالة من الغليان بسبب نشوب خلاف بين الجبهات المتصارعة والتي يسعى كل طرف فيها للسيطرة على مقاليد الأمور. وشهد المكتب السياسي في إجتماعه الأخير مشادات بين عدد من الأعضاء بسبب الطريقة التي يدير بها حسن الحزب. كما ساهمت الأوضاع التي تشهدها صحيفة العربي الناطقة بلسان الحزب في مزيد من الإحباط، حيث تراجع توزيعها بالرغم من أنها كانت قبل خمسة أعوام على رأس الصحف الأكثر تأثيراً بسبب كونها أول صحيفة تتناول موضوع التوريث . وتواجه الصحيفة أزمة مالية خانقة ويطالب عدد من الصحافيين وأعضاء الحزب بضرورة تغيير مجلس إدارتها. وقد ساهم في خلق حالة الفراغ أن سامح عاشور نقيب المحامين وأحد أبرز رموز التيار الناصري إختفى هو الآخر من الحزب بسبب إنشغاله بالصراع على مقعد نقيب المحامين والذي إحتدم منذ فترة. ويسعى أنصار عاشور في الوقت الراهن لإقناعه بالتفرغ للعمل الحزبي من أجل الحيلولة دون إنفلات الأوضاع ولضمان السيطرة على مقعد النقيب والذي يعد عاشور من أبرز المرشحين له. وقد أشار عدد من قدامى الناصريين على عاشور بأن يولي إهتماماً أكبر بالحزب على إعتبار أن صعوده السياسي مرهون بتمكنه من الوصول لمقعد رئاسة الناصري. ولا يعتبر عاشور اللاعب الوحيد أو الأقوى في الحزب الذي يواجه العديد من المشاكل التي جعلته معزولاً عن الجماهير، فمن أبرز المرشحين لخلافة ضياء الدين داوود في أي إنتخابات قادمة الكاتب الصحافي أحمد الجمال والذي يتعرض منذ أسابيع لضغوط من قبل مجموعة من جيل الوسط وتيار الشباب للدفع به من أجل القبول بخوض الإنتخابات. ويعد الجمال أحد أهم المتبرعين للحزب على مدار السنوات الماضية حيث سبق وأخرجه من ورطات تسببت فيها حالة الإفلاس التي يعيشها الحزب بسبب قلة المتبرعين وضعف الإشتراكات. ويتهم جموع الناصريين أحمد حسن الذي يدير دفة الأمور في الوقت الراهن بأنه المتسبب في الأزمة التي يعيشها الحزب منذ أعوام حيث عمد حسب شهادات العديد من الأعضاء إلى تقوية الجسور مع رموز الحزب الوطني والتي تمثلت في دعمه للحزب الوطني في العديد من المواقف. ويشير البعض إلى أنه مارس العديد من الضغوط في كثير من المواقف على ضياء الدين داوود من أجل إقناعه بعدم التطرف والعمل على إتخاذ نهج أكثر إعتدالاً ومهادنة للنظام.