مازال الاحتلال الصهيوني يبعث برسائل البغي والعدوان المنطوية على الإساءة والاستفزاز لمشاعر المسلمين قاطبة، ومن أبرزها وأكثرها استفزازا لمشاعر المسلمين المساس بحرمة المسجد الأقصى المبارك، ما بين صلوات ودعوات لدى الهيكل المزعوم، أو تجريف وحفريات تحت المسجد الأسير، أو شغب سافر من متطرفين، إلى غيرها من أشكال الحقد الصهيوني الدفين. ومن ثم لم يكن غريبا أن تكون الحلقة الجديدة في سلسلة البغي صورة من التواصل المزدوج مع شريك الحقد الفاتيكاني؛ ياستضافته في البقاع الشريفة المغتصبة، والاحتفاء به في جولة داخلها، منع من أجلها المسلمون من صلاة الفجر بالمسجد المبارك. وكانت قوات خاصة من الشرطة والمخابرات الصهيونية دخلت الأقصى في وقت مبكر من صباح اليوم لتغلق بواباته الرئيسية أمام المُصلين وتخلي ساحاته تمهيداً لزيارة البابا. المجاملة على حساب الأمة لم يكن غريبا والحال كذلك، واللقاء بين قطبين تجعهما أحقاد مشتركة على الإسلام والمسلمين، أن يتم إطلاق تصريحات المجاملات على حساب أمة الإسلام، دون اكتراث بمشاعر ملايينها المنتشرة في أرجاء المعمورة؛ فبعد جولة بابا الفاتيكان فرانسيس الأول صباح اليوم الإثنين بالمسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة، بادر زعيم النصارى بمنحة لا يملك ثمنها، وهي زعم حق الكيان الصهيوني في الوجود.. الذي يعلم أنه يقوم على أرض مغتصبة؛ فكان كمن يقرّ لقاطع طريق بعد سلبه بيت إنسان بحقه في الوجود! ولم تقف المجاملات النصرانية عند هذا الحد، بل أضاف لها "فرانسيس" زيارته "نصب ياد فاشيم" لتكريم ما يزعمون أنه "ضحايا محرقة اليهود" ولم ينس كذلك زيارة قبر مؤسس الصهيونية " تيودور هرتزل" ووضع الزهور على قبره. علماء يستحثون غيرة المسلمين الاستفزازات السافرة كانت سببا في غضب إسلامي متصاعد، شمل الدعاة وجماهير المسلمين، ومن أبرزها موقف الداعية الشيخ محمد بن صالح المنجد الذي أعلنه فور الزيارة الفاتيكانية على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" مستنكرا منع الفلسطينيين من صلاة الفجر بالمسجد الأقصى المبارك بسبب زيارة بابا الفاتيكان، حيث قال: "يهود يمنعون الموحدين من صلاة الفجر في المسجد الأقصى ليدخله زعيم الشرك.. متوقع من إخوان القردة والخنازير". ولم يكتف الشيخ بالاستنكار، بل استحث المشاعر المسلمة لمواجهة الصلف الصهيوني، مضيفا "لعلهم يوقظون الحمية في قلوب المسلمين". وما بين استفزازات المحتل.. وغيرة الدعاة.. وغضب المسلمين؛ يبقى المسجد الأقصى شامخا وسط الأراضي المحتلة، له رب يحميه، ويوم موعود لفكاك أسره من قبضة يهود!