شدد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في كلمة له خلال احياء يوم العاشر من محرم في الضاحية الجنوبية لبيروت على أن فلسطين هي القضية المركزية للحزب، وستبقى كذلك، مشيراً إلى أنه ليس هناك شيء يمكن ان يحول بين الانسان وايمانه. وأكد أن هناك من يسعى من خلال اثارة الفتن الى وضع الحواجز النفسية بين غير العرب والعرب وبين الشيعة والسنة وبين الشعوب العربية وفلسطين، وقال السيد حسن "ان فلسطين جزء من ايماننا ومسؤوليتنا ولا يمكن ان يحول بيننا وبينها شيء على الاطلاق". "اسرائيل" واقعا أوهن من بيت العنكبوت وفيما جدد السيد حسن نصر الله التبريك للمقاومة في غزة بكامل فصائلها في الانتصار الذي تحقق في غزة، لفت إلى أن ما جرى هو "انتصار حقيقي مهما حاول بعض الكتبة المرتزقة عند أسياد اسرائيل أن يطعنوا فيه، كما فعلوا في انتصار تموز 2006 وانتصار غزة 2009"، ووجه نداء إلى الحكومات العربية والإسلامية ولو لإقامة الحجة، "أن غزةوفلسطين لا تحتاج فقط إلى تعاطفكم وزياراتكم، وانما تحتاج إلى سلاحكم وأموالكم وإلى دعمكم وإلى مساندتكم الحقيقة، وغزة لائقة وجديرة بكل دعمكم، لانها صنعت الانتصار تلو الانتصار. وشدد أنه ومن خلال المواجهة الأخيرة في غزة، تأكد أيضاً أن "اسرائيل" واقعا أوهن من بيت العنكبوت. وأضاف السيد نصر الله أن "ايران عندما تدعم حركات المقاومة تقوم بواجبها من موقعها العقائدي والايماني والاستراتجي ولا تطلب مقابل من أحد"، وحذر من محاولة تحويل الاعداء الى اصدقاء و"هناك من يعمل في العالم العربي والاسلامي ليقدم اسرائيل صديقا ويقدم ايران عدوا، لكن اسرائيل لا تساعدهم بسبب طبيعتها الاجرامية والعدوانية وهي تحرجهم من خلال اعتداءتها في كل مرة، ويقف هؤلاء ليجدوا ان كل ما فعلوه خلال سنوات يذهب أدراج الرياح وأنا أقول لهم ان كل مشاريعهم ستفشل". وقال "يوم بعد يوم يتأكد للشعوب العربية والاسلامية أن ايران داعمة لهم وصديقة لهم وهذا ما تأكد خلال المواجهة الاخيرة في قطاع غزة وقبلها في لبنان". ما يميز حراك البحرينيين هو سلميته وفي العاشر من محرم، جدد الأمين العام لحزب الله الوقوف الى جانب شعب البحرين وحراكه السلمي، ودعا السلطات البحرينية الى الاستجابة للمطالب المحقة لهذا الشعب الذي استطاع ان يحافظ على أعصابه وقلبه وعقله في مواجهة كل الظلم والقمع الذي يتعرض له، وأشار إلى أن ما يميز الحراك في البحرين هو أن الشعب هناك لم يحمل سلاحا ولا بندقية برغم ما يصيبه كل يوم، وتوجه الى الدول الاقليمية التي تمنع اي حل في البحرين، ورأى أن هؤلاء يخافون من أن تنتقل هذه المطالبة الاصلاحية الى الدول المجاورة. نحن مع سورية كل سورية وبالنسبة إلى سورية، أكد السيد حسن نصر الله أن العنوان العريض هو نصرة المظلوم، "نعم نحن ننصر المظلوم في كل بلد، ويجب ان لا نشتبه في تحديد المظلوم، المظلوم اليوم في سورية هو كل سورية، وكل شعبها وكل جيشها وكل وجودها، لأن سورية مستهدفة على أكثر من صعيد"، و"قلنا في العام الماضي ان هناك حقوقاً مشروعة في الاصلاح، وهناك من يقبل بهذا الحق، اليوم نصرة المظلوم في سوريا تتمثل بالدعوة الى وقف القتال، ووقف نزيف الدم ووقف ما يجري هناك لتبقى سورية موحدة وتستعيد عافيتها حتى لا تضيع من أيدي الجميع". نحن مع الحوار ومن يتكبر علينا سنتكبر عليه وأكد الأمين العام لحزب الله الحرص على الامن والاستقرار والسلم الاهلي والعيش الواحد بين كل مكونات الشعب اللبناني، وأكد أن ما "يلقى علينا من اتهامات هي ظالمة وكاذبة ولا تستند الى أي دليل بل تكمل أهداف الاغتيال"، وشدد على أن الحزب يبتعد عن كل فتنة ويصبر على أي تهمة وأي اعتداء، وأن عدوه الوحيد هو اسرائيل وليس له اعداء في لبنان، وأشار إلى وجود انقسامات سياسية وخصومات سياسية، "لكن لا ننظر الى أي فريق سياسي لبناني على انه عدو". وقال السيد حسن نصر الله إننا "كنا نؤمن وما زلنا نؤمن بان الحوار السياسي والعمل السياسي هو الطريق لمعالجة الازمات في لبنان، ولم نرفض في أي يوم الذهاب الى الحوار، "لكن لا نقبل ان يفرض علينا أحد شروطا بالحوار أو أن يتكبر علينا أحد بالحوار"، "انا اليوم أقول نحن مع الحوار والتلاقي والحل السياسي لكن من تكبر علينا سنتكبر عليه". وأضاف "لم نستجد طلب الحوار من أحد ومن يحب أن يأتي الى الحوار أهلا وسهلا ومن لا يريد الله معه"، ولفت إلى أنه وفي الاسابيع الماضية هناك من وقف وقال انه لا يريد الحوار مع حزب الله وهناك من أعلن مقاطعة الحوار. المعركة معنا شعاعها طول فلسطينالمحتلة وكشف السيد حسن نصر الله أن المقاومة قادرة على استهداف كامل الأراضي المحتلة، "من الحدود اللبنانية إلى الاردنية إلى البحر الأحمر، من كريات شمونة إلى ايلات"، وأضاف أن الزمن الذي كان يهول فيه علينا بإسرائيل انتهى، وهذه اسرائيل المخيفة انتهت. وقال إن كيان العدو الذي هزه الصواريخ التي سقطت على تل أبيب من غزة والتي لا تتجاوز عدد أصابع اليد، كيف سيتحمل آلاف الصواريخ التي ستتساقط على تل ابيب وغيرها من المدن. واعتبر السيد حسن نصر الله أن المشروع الاميركي-الصهيوني هو الذي يهدد شعوبنا ومقدساتنا وكرامتنا وادياننا وستبقى هذه المواجهة بالنسبة لنا هي اولويتنا المطلقة"، إلى ما شهدناه في الأشهر الماضية من إساءة إلى النبي الأكرم (صلى الله عليه وعلى آله وسلم)، وأضاف "نحن اليوم في يوم تقديم التضحيات دفاعا عن رسول الله نقف لنقول إلى كل العالم الذين يسيئون الى نبينا أو يفكرون بذلك، نحن امة لن نسكت عن أي اساءة ونحن حاضرون للدفاع عن نبينا وكرامته واليوم نردد مع الحسين نداء الدفاع عن رسول الله وليسمع العالم نداء لبيك يا رسول الله".