فلا عجب إذا ما النصر ابطا !!! اجمع العلماء على أنه من شروط صحة الصلاة العلم اليقيني بدخول الوقت على الرغم من أن كثيراً من العلماء منذ عشرات السنين قالوا إن المصريين يصلون الفجر قبل وقته الصحيح بقرابة عشرين دقيقة. ومن هؤلاء العلماء الذين قالوا بذلك الشيخ رشيد رضا والأستاذ سيد قطب في تفسيرهما والشيخ ناصر الدين الألباني في السلسلة الصحيحة إلا أن علماء وأئمة المسلمين الحاليين شغلتهم السياسية عن الدين فجعلتهم لا يهتمون بهذا الأمر الخطير الذي ينبني عليه صحة الصلاة من عدمه ويستهينون به بحجة انه ما الذي سيضير الحكام الظالمين إذا صلى المصلون في الوقت الصحيح؟ ويغفلون عن ان من مصلحة الحكام الظالمين أن يظل المسلمون مختلفين حتى في صلاتهم. وقد رأينا بأعيننا وسمعنا بأذاننا ما كان يفعله هؤلاء الحكام بنا.فلا يخفى على أحد أن القذافي طاغوت ليبيا عليه من الله ما يستحقه كان يخالف المملكة العربية السعودية حتى في وقفة عرفات وهنا في مصر عندما كان هناك خلاف بين مبارك طاغوت مصر السابق وحكام المملكة السعودية كنا نختلف معهم في تحديد أول شهر رمضان وعيد الفطر. فأذكر ونحن في سجون مبارك في عام من الأعوام أيقظنا جنوده من النوم قبل الفجر لنتسحرلان السعودية أعلنت أن غدا المتمم لشهر شعبان وهكذا كانت السياسةالخبيثه تدخل في الدين لتفسده ثم يستخف الحكام المجرمون بشعوبهم ويقولون (لادين في السياسة ولا سياسة فى الدين) وللأسف حتى بعد قيام ثورة 25 يناير سنة 2011 المجيدة ما زلنا مختلفين. ففى شهر رمضان الحالي وبعد انقلاب 30يونيه 2013حدث خلاف بين الثوار المحتجين على الانقلاب والمعتصمين امام مسجد رابعه العدوية لان صلاة الفجر يقام لها على المنصة بعد عشر دقائق من الاذان فيترك الكثيرون الصلاة مع المنصة ويعملون جماعات متفرقة بعد انتهاء المنصة من الصلاة او يذهبون يصلون في مسجد (عبير الإسلام) القريب من الميدان لان الصلاة تقام فيه بعد 30دقيقة من الأذان. والحمد لله إن حزب النور لم يشارك في هذا الإعتصام لان الخلاف كان سيزداد لان قادته يتمسكون بما قاله العلماء من أن أذان الفجر يسبق موعده الصحيح بعشرين دقيقة ولذلك هم يؤذنون في مساجدهم بالاسكندرية وغيرها بعد مساجد الاوقاف بعشرين دقيقة. وقد عقد المعهد القومي للبحوث الفلكية في 29/3/2000ندوةبعنوان (تحقيق مواقيت صلاتى الفجر والعشاء) تحت رعاية الدكتور مفيد شهاب وزير الدولة للتعليم والبحث العلمي وقتها وقد شارك في هذه الندوة نخبة ممتازة من علماء الفلك أكدوا فيها جميعا أن المواقيت المعمول بها حالياً لصلاة الفجر خاطئة خطئا كبيراً يجب عدم السكوت عليه.ومن هؤلاء العلماء الذين قالوا بذلك الدكتور محمد أحمد سليمان والدكتورعيسى على عيسى والدكتور أمير حسن حسين أساتذة الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية. وقد أكدوا فى هذه الندوة على أن خطأ المواعيد المدونة للفجر فى التقاويم الرسمية واضح جدا وهى مبكرة جدا عن المواعيد المشاهدة فى الواقع وقد نشرت كلامهم هذا صحيفة عقيدتى فى عددها الصادر فى 4/4/2000 كما نشرت فى نفس العدد قول الشيخ جاد الحق على جاد الحق شيخ الأزهر الأسبق (ان هناك قضية في غاية الأهمية قد ماتت ويجب أن تحيا لحلها وهى صحة مواقيت الصلاة).وقبل ذلك نشرت صحيفة اللواء الإسلامى في 9/12/1988 بالخط العريض (أبحاثا استمرت عامين تحت إشراف شيخ الأزهر تثبت ان ميعاد صلاتى الفجر والعشاء الحالية غير دقيقة) ومع ذلك لم تحسم هذه القضية حتى الآن لان الدكتور نصر فريد واصل سامحه الله الذي كان يشغل منصب مفتى الجمهورية وقتها طالب بغلق باب المناقشة في هذا الموضوع وترك البحث فيه منعا للفتنة بين المسلمين وتشكيكهم في عباداتهم الدينية وأنا قلت وما زلت أقول للدكتور نصر فريد واصل ان مطالبتك بغلق باب النقاش في هذا الامر هو الذي زاد من الفتنة وكان يجب عليك ان تغتنم فرصة وجودك بين علماء الفلك وتحسموا هذا الأمر الخطير حتى ترفعوا الحرج عن المسلمين ولا تشككوهم في صحة صلاتهم. وقد نشرت صحيفة الميدان في 28/12/2009بحثاللشيخ محمد حسان حول هذا الموضوع قال فيه (ان المصريين يصلون الفجر قبل دخول وقته مما يجعل صلاتهم عرضة للبطلان لان العلماء اتفقوا على ان الصلاة قبل دخول وقتها لا تجوز) وحمل في نهاية بحثه شيخ الأزهر والمفتي و علماء الفلك المسئولية فى تصحيح هذا الخطأ واقترح إننا إذا أردنا أن نحتاط لصلاتنا ان نؤخر إقامة صلاة الفجر من35:40 دقيقة كحل مؤقت حتى يعقد علماء الفلك والشريعة ندوة أخرى يحسموا فيها الخلاف حول هذا الأمر الخطير. ونحن نرجو أن يكون هذا في القريب العاجل بحيث لا يأتي علينا رمضان القادم إلا ونحن متحدون متفقون على موعد صلاتنا في وقتها الصحيح حتى ينصرنا الله لان عدم اتحادنا واختلافنا حتى في صلاتنا من أسباب تأخر النصر كما قال الشاعر: فلاعجب إذا ما النصر ابطا ففينا عن تداركه قصور