كشفت المملكة العربية السعودية أنها تجري حاليا مباحثات لزراعة 250 ألف فدان بالقمح والذرة والأرز وفول الصويا، في مصر والسودان وتركيا وباكستان وأوكرانيا، لتأمين احتياجات مواطنيها من الغذاء. وقال وزير الزراعة السعودي عبدالله العبيدي لصحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية إن هذه الخطوة تهدف أيضا إلي تأمين احتياطي استراتيجي للمملكة من هذه الحبوب، في ظل تضاعف أسعار المواد الغذائية خلال العامين الماضيين، وهو ما تسبب في أزمة للسعودية. وذكرت الصحيفة البريطانية في تقرير نشرته أمس أن لعنة ارتفاع أسعار المحاصيل الغذائية مثل القمح والأرز طالت عددا من الدول العربية، وقفزت بمعدلات التضخم إلي أرقام كبيرة، مشيرة إلي أن السعودية صاحبة أكبر اقتصاد في المنطقة وتشتري معظم احتياجاتها الغذائية. وتضيف الصحيفة أن القمح يمثل حالة استثنائية في السعودية، إذ حققت اكتفاءً ذاتيا في هذا المجال وبلغ إنتاجها السنوي 2.5 مليون طن، بعد حوالي 30 عاما من دعمها زراعات القمح في تجارب كلفت المملكة مليارات الدولارات. وطبقا لتصريحات العبيدي فإن الاتفاقيات الجاري بحثها تنص في جزء منها علي أن يعاد تصدير نسبة محددة من المحاصيل إلي المملكة، وسيكون القطاع الخاص السعودي هو المستثمر الرئيسي وسيكون دور الحكومة هو تسهيل ومنح غطاء للاستثمارات والمساهمة في إعداد البنية التحتية للمشروعات المختلفة.