قالت مصادر مطلعة ان القاضى رالف كولمان الكولونيل فى سلاح مشاة البحرية الامريكية "المارينز" بدا فى مرات كثيرة محتارا امام مداخلات المتهمين المباغتة احيانا مثل سؤال وليد بن عطاش "هل سندفن فى غوانتانامو ام ستعاد جثثنا الى بلادنا؟" بعد اعدامهم، او سؤال خالد شيخ محمد "هل من الصحيح انه يحق لنا الا نحضر اى جلسة بعد الان بشكل نهائي؟" دون ان يوضح ما اذا كان يعتزم استخدام هذا الحق. وجلس هؤلاء المتهمين صباح الخميس قبيل الساعة التاسعة فى قاعة المحكمة وبدوا مرتاحين وبصحة جيدة نسبيا، وقد ظهر عليهم قدر من السرور لتمكنهم من الجلوس معا فى القاعة والتحدث الى بعضهم البعض للمرة الاولى على ما يبدو منذ اعتقالهم قبل اكثر من خمس سنوات. ويمثل خالد شيخ محمد ورمزى بن الشيبة وعلى عبد العزيز على ووليد بن عطاش ومصطفى الحوساوى امام القضاء بتهمة التخطيط للهجمات الاكثر إثارة فى التاريخ حيث يواجهون عقوبة الاعدام، غير انهم بالرغم من جسامة الموقف يتصرفون بخفة الاحداث فينادون بعضهم البعض على هامش المناقشات والمداولات ويتكلمون متى يشاؤون بالانجليزية او بالعربية كما يحلو لهم. وحذا المتهمون الاربعة الاخرون حذوه الواحد تلو الاخر فعرضوا الموقف ذاته بدرجات متفاوتة من الاستعراضية وبعضهم بقدر اقل من التصميم والثقة. وفى كل مرة، كان القاضى كولمان يتلو السلسلة الطويلة ذاتها من الاسئلة ساعيا لحملهم على تبديل رأيهم، دون ان ينجح فى ذلك. وكل فترة من الوقت كان احد محامى الدفاع ينهض ليندد بالطابع المتسرع للاجراءات بعد سنوات من اعتقال المتهمين فى سجون سرية او ينتقد السماح لخالد شيخ محمد بالتحدث الى المتهمين الاربعة الاخرين على هامش المناقشات فيتبادلون كلاما سريا قد يؤثر على سير المحاكمة. وفى مواجهتهم، ورغم أن القاضى كولمان يبدو مصمما على الاضطلاع على افضل وجه بمهمته فإنه لم يبد كثيرا من الصبر حيالهم فسألهم احيانا بسخرية "اى قسم من كلمة "لا" تجد صعوبة فى فهمها؟"، وامرهم مرارا بالجلوس. واصطدمت محاولته لإضفاء طابع من العقلانية والانتظام الى المحاكمة منذ البداية بسلوك خالد شيخ محمد الذى تبنى بحسب وزارة الدفاع الامريكية "البنتاغون" المسؤولية الكاملة عن اعتداءات 11 ايلول/ سبتمبر، حيث وقف مطلقا لحيته ومنهمكا باستمرار فى احكام العمامة حول رأسه وكان يتلو آيات قرآنية يحرص بعد ذلك على ترجمتها بنفسه الى الانجليزية. وشن المتهم متكلما بانجليزية صحيحة، حملة عشوائية على المحكمة التى يمثل امامها وعمليات التعذيب التى قال انه تعرض لها، والقوانين الامريكية "الشيطانية" التى تجيز زواج مثليى الجنس، ليعلن فى نهاية المطاف توكله على الله ورفض محامى الدفاع، مبديا رغبته فى ان يتم اعدامه ليموت شهيدا.