اعتبر رئيس الوزراء الأسترالى أن مهمة قوات الائتلاف فى العراق لم تحقق أهدافها، وانتقد مشاركة بلاده فى الحرب هناك مشدداً على أنه يجب عدم تكرار هذا "الخطأ". ونقلت وكالة "أسوشيتد برس الأسترالية" عن رود فى جلسة برلمانية أن حزبه، "العمال"، لم يدعم أبداً حين كان فى المعارضة قرار حكومة جون هوارد بالمشاركة فى غزو العراق العام 2003. وكان هوارد قدم أربعة أسباب تدفع بلاده للمشاركة فى الغزو هى منع الهجمات الإرهابية، ووقف عمليات إمداد العراق للمجموعات الإرهابية بأسلحة الدمار الشامل، ومنع دول مارقة أخرى من تزويد الإرهابيين بأسلحة دمار شامل، ووضع حد للأزمة الإنسانية فى العراق. وفى هذا الإطار تساءل رود "هل تم منع هجمات إرهابية أخرى "غير التى حصلت قبل حرب العراق"؟ كلا لم يحصل ذلك بما أن ضحايا تفجيرات قطار مدريد يؤكدون على ذلك". وأردف "هل وجد أى دليل يربط بين أسلحة الدمار الشامل والنظام العراقى السابق والإرهابيين؟ كلا". وأضاف "هل أصبحت أفعال تقوم بها دول مارقة مثل إيران أكثر اعتدالاً؟ لا". وسأل "بعد خمس سنوات "من غزو العراق" هل تم القضاء على الأزمة الإنسانية فى العراق؟ لا لم يحصل ذلك". وأشار رود إلى أن قرار الحرب الذى اتخذه هوارد مثير للقلق، معتبراً أن الأخير استغل المعلومات الاستخبارية ولم يفصح للشعب الأسترالى عنها". وانتقد فكرة أن "حلفنا مع الولاياتالمتحدة يملى علينا مشاركتنا العسكرية فى الغزو". وشدد على أنه على أستراليا أن "لا تكرر أبداً الأخطاء عينها التى ارتكبتها حين تورطت فى النزاع "فى العراق"". وقال رود أن حكومة هوارد اتخذت قرار الحرب من دون "تقييم كامل ومناسب للعواقب"، مشيراً إلى أن الأمر كلف أستراليا أكثر من 2.3 مليار دولار أميركي. واعتبر أن قرار غزو العراق من دون موافقة الأممالمتحدة "أرسى سابقة خطيرة وقوض النظام الدولي". لكن رود أشاد بالجنود الأستراليين الذين خدموا فى العراق، مشيراً إلى أنهم أنجزوا مهماتهم فى "بيئة معقدة وخطرة ولا يمكن التنبؤ بها". وفى سياق آخر دعت المعارضة الأسترالية إلى الإبقاء على بعض القوات فى العراق من أجل تدريب الجنود العراقيين. ورأى بريندان نيلسون، زعيم المعارضة ووزير الدفاع السابق فى حكومة هوارد، أن العمل الذى تقوم به القوات الأسترالية فى العراق ضرورى لتدريب العراقيين وإتاحة المجال أمام الأميركيين للقيام بعمل آخر، وتحديداً فى العاصمة بغداد. ولفت نيلسون إلى أنه بالإضافة إلى المهمات الأمنية فى العراق فإن القوات الأسترالية قامت ببناء المدارس والجسور والعيادات البيطرية وتدريب نحو 33 ألف جندى عراقي. واعتبر أن رود اتخذ قراراً بسحب القوات من العراق من دون الأخذ بالاعتبار الأوضاع على الأرض، مضيفاً "من وجهة نظرنا نود أن نرى تواجداً مستمراً للمدربين "العسكريين الأستراليين" من أجل زيادة مستوى الوتيرة التى ندرب العراقيين على أساسها لتولى مسؤولية أمنهم". يشار إلى أن أستراليا بدأت سحب قواتها من العراق تماشياً مع قرارات رود بإنهاء تواجد هذه القوات بحلول منتصف العام الجاري، ولن يبقى فى العراق سوى حوالى 300 جندى بيتهم 110 لحماية الديبلوماسيين الاستراليين هناك.