لا شك أن إشارة رابعة صارت أيقونة الأحرار والشرفاء منذ مذبحة فض ميدانى رابعة والنهضة (14 أغسطس) لا سيما ومحبى الشارة ومؤيديها فى تزايد مستمر كل ساعة وكل دقيقة خصماً من رصيد الانقلابيين وعبيدهم من لاعقى البيادة وممسوحى أو ممسوخى الأدمغة وحملة مباخر السلطة العسكرية ومنافقيها. فزع وهلع الانقلابيين ومؤيديهم دليلٌ دامغ على فشل هذا الانقلاب فى تسويق نفسه كسلطة شرعية وضعف حجته فى إقناع حتى مؤيديه ( من أنصاف العقول) بجدارته بالسلطة المختارة شعبيا( على حد زعمهم) ، ذلك أن النظام الذى يغضب كل هذا الغضب ويفزع كل هذا الفزع وكأنه رأى عفريتاً فى المنام لمجرد التلويح بإشارة أيّاً كانت لا يستحق إلاّ أن يوصف باللص الذى يُصاب بالهلع والفزع عندما يرى أداة جريمته مُلَوّحاً بها فى وجهه. ما حدث مع لاعب النادى الأهلى "أحمد عبد الظاهر" عندما أشار بعلامة (رابعة) عقب تسجيله هدف الفوز فى نهائى أبطال أفريقيا (10 نوفمبر) يمثل استمراراً لمسلسل هيستيريا (فوبيا شارة رابعة) أى الرعب من رابعة إن صح التعبير بعد اللاعبين محمد يوسف وهشام عبد الحميد بطلى مصر فى لعبة( الكونغوفو) فى حملة إعلامية مسعورة يديرها الحاكم العسكرى عبر صبيانه من اعلاميّى وصحفيّى البيادة ، وسمعنا أحد هؤلاء الإعلاميين من مخبرى أمن الدولة يصف اللاعب أحمد عبد الظاهر بالخروف ضمن آلاف الخرفان من الإخوان الإرهابيين والذى لا يستحق الجنسية المصرية (هكذا فى خطابٍ إعلامىٍّ عنصرىٍّ فاشىّ ) ويطالب بشطبه من اللعبة وربما من الحياة عموماً ، إذ أُجزم بأن موقفه العنصرى كان سيتغير إلى النقيض تماماً من التطبيل والتزمير والتحية فيما لو لوّح أحد هؤلاء اللاعبون بصورة زعيم الانقلاب وربما طالبوا بمنحه قلادة النيل أو جائزة نوبل جزاء لعقه البيادة وفى هذه الحالة لا يسمى الأمر خلط الرياضة بالسياسة كما يدّعون ذلك أنهم يقومون باستدعاء السياسة عندما تخدم مصالحهم ويخلطونها بالرياضة عند الطلب وفى المقابل يُقيمون الدنيا ولا يُقعدوها عندما يتم استدعاء شارة رابعة الشاهدة على عوراتهم وجرائمهم لاسيما وأن هذه الشارة ليست ضمن الشارات المحرمة دولياً ورياضياً. المثير فى ظاهرة ( فوبيا رابعة) أمرين غاية فى الأهمية أولها الضجة المثارة والحملات الإعلامية المسعورة الرافضة والمنددة بالإشارة كلما يتم التلويح بشارة رابعة مما لفت الأنظار لتلك الظاهرة بشدة ذلك أن الشارة قد نالت صيتاً عالمياً نتيجة لهذا الرعب وهذا الفزع العجيب بمجرد التلويح بهذه الشارة مما أكسبها زخماً شعبياً داخلياً وخارجياً أيضاً لاسيما بعد التضييق على كل مؤيد أو متعاطف معها سواء فى الرياضة أو فى مختلف مؤسسات الدولة وكان أبرزها المؤسسة التعليمية بمراحلها المختلفة فى التعليم العام والجامعى ، وثانيها أن من يرفع إشارة رابعة هم المتميزون أو المتفوقون فقط الذين يحققون الإنجاز فى مجالاتهم أو بالأحرى الأحرار وأصحاب الرأى الحر والشريف فى هذا البلد المنكوب بحكم البيادة وعبيدها الذين لا يجيدون أى شىء سوى القتل والكذب ولم يفلحوا فى تحقيق أى انجاز اللهم إلاّ (الفشل) ذلك أن من رفع شارة رابعة هو من أحرز الهدف وحصل على الميدالية وأسعد الملايين من المشجعين بينما لم يحقق الآخرون سوى الفشل وتفرغوا لمراقبة أصابع البشر فى وطنٍ صارت أصابع اليد الأربعة أخطر من حيازة القنبلة الذرية وأصبح سب الدين علانية والعيب فى الذات الإلهية أهون من رفع شعار رابعة.