في الثامن من كانون الأول/ديسمبر عام 1987 انطلقت شرارة الانتفاضة الأولى "انتفاضة الحجارة"، التي اندلعت من قطاع غزة ثم انطلقت إلى باقي مدن ومخيمات الضفة المحتلة. وأتت الانتفاضة كرد فعل عقب قيام سائق شاحنة صهيوني بدهس مجموعة من العمال الفلسطينيين على حاجز بيت حانون «إيرز»، الذي يفصل قطاع غزة عن أراضي فلسطينالمحتلة عام 1948.
وأطلق اسم "انتفاضة الحجارة" على الاحتجاجات الفلسطينية كون الحجارة كانت الأداة الرئيسية فيها، كما عرف الصغار من رماة الحجارة بأطفال الحجارة.
وجاءت الانتفاضة أيضاً كشكل من أشكال الاحتجاج العفوي الشعبي على الوضع العام المزري بالمخيمات وعلى انتشار البطالة وإهانة الشعور القومي والقمع اليومي من قبل قوات الاحتلال الصهيوني.
وبعد بضعة أشهر على انطلاقتها طرحت انتفاضة الحجارة فكرة جلاء قوات الاحتلال من أرض فلسطين وشهدت تكون فصائل عسكرية مسلحة عملت بشكل علني ككتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الاسلامية حماس وكتائب قسم الذراع المسلح لحركة الجهاد الاسلامي، بينما نشطت مجموعات مسلحة لحركة التحرير الوطني فتح والجبهتين الشعبية والديمقراطية لتحرير فلسطين.
ومن أبرز الفعاليات السلمية التي كانت تشهدها توزيع المنشورات السياسية وكتابة الشعارات على الجدران والمظاهرات والاعتصامات والاضرابات واقامة الحواجز واحراق الاطارات ورفع الاعلام الفلسطينية والهتافات والاناشيد.
وشهدت الانتفاضة التي تطورت من الحجر للسكين للرصاص للعمليات الاستشهادية، استشهاد 1300 مواطن فلسطيني في الضفة المحتلة وقطاع غزة والقدس بينما قتل 160 صهيونياً خلالها.
أخيراً/حققت الانتفاضة الأولى نتائج سياسية غير مسبوقة إذ تم الاعتراف بوجود الشعب الفلسطيني عبر الاعتراف الصهيوني والأمريكي بسكان الضفة والقدس والقطاع على أنهم جزء من الشعب الفلسطيني وليسوا أردنيين، كما بدأ الصهاينة بالبحث عن حل سياسي هرباً من الانفجار الشعبي الفلسطيني في وجه الاحتلال.