40 شهيدة.. و500 معتقلة منذ بداية الانقلاب فجر حكم حبس البنات 11 عاما بتهمة التظاهر وتوزيع «بالونات» عليها شعار رابعة -موجة عاتية من الغضب فى المجتمع نظرا إلى استهزاء الانقلابيين بمشاعر المواطنين وأحاسيسهم التى لم تراع حرمة البنات والسيدات فى الخصومات السياسية؛ فهن لم يرتكبن أية جريمة جنائية كما يدرك الجميع. ومن ثم لم تؤثر كلمات قوادى الانقلاب فى الإعلام والذين قالوا إن المرأة متساوية فى الحقوق والواجبات مع الرجل وأمام القانون، وفى الآونة نفسها صدرت أحكام إدانة فى قضايا دعارة بالسجن سنة واحدة، وأفرجت النيابة عن فنانات متلبسات فى أوضاع جنسية فى أماكن علنية مع تعاطى المخدرات بدون دفع كفالة!! (3 قضايا مختلفة). الانقلاب كما ذكرنا مرارا يخوض فى مناطق محرمة لم يخضها أحد من قبل حتى فى أسوأ العصور: - الاستسهال فى القتل (تعترف وزارة الصحة ب1100 شهيد فى رابعة يوم الفض) ويكفينا هذا الرقم الرسمى. هذه الواقعة لا مثيل لها فى تاريخ مصر. - حرق جثث القتلى قبل أو بعد القتل: رابعة – النهضة – أبو زعبل. - تجريف جثث القتلى بالجرافات، وشحنها للدفن فى أماكن مجهولة. - اقتحام الحرم الجامعى بقوات مسلحة وبالرصاص، ومقتل أول طالب فى التاريخ بالرصاص داخل الحرم. - حبس طلاب الأزهر 17 عاما بتهمة التظاهر وفى محكمة جنح أقصى صلاحيتها 3 سنوات. - حبس البنات 11 عاما بتهمة التظاهر ومنهن قاصرات فى محكمة جنح أيضا. - اقتحام المساجد وحرقها وتحطيمها وقصفها وتشميعها، وإغلاق المساجد ومنع الصلاة فيها، ولم يجرؤ أى احتلال على ذلك. - تدمير بيوت المعارضين وحرقها، وحرق الممتلكات والسيارات الخاصة. - استخدام الإعلام المكتوب والمرئى فى سب الدين، واستخدام أقذر الألفاظ والحركات باليدين. - استخدام الطائرات الهليكوبتر فى ضرب المظاهرات السلمية. - قتل جنود وضباط الجيش والشرطة ونسبة ذلك إلى الإخوان المسلمين بدون أى دليل أو اتهام رسمى حتى الآن. - التعاون مع الأمن الإسرائيلى (الشاباك والموساد) لقتل أهلنا فى سيناء وتدمير قراهم، وضرب أسوأ حصار على أهلنا فى غزة وقطع كل أشكال الإمداد لهم، خاصة فى الطاقة والمواد التموينية، ما أدى إلى انقطاع شبه دائم للكهرباء، ودفع غزة دفعا إلى التعاون مع «إسرائيل» فى كل شىء والخضوع التام للاحتلال. - حبس المواطنين وعقابهم لأتفه الأسباب والتى لا تشكل جريمة قانونية، كشعار رابعة الذى أصابهم بالجنون. - اختطاف أول رئيس مصرى منتخب وكل مساعديه. - اختطاف المواطنين واعتقالهم، ثم البحث عن تهم لهم بعد ذلك. - غرائب حكم العسكر كثيرة ومنها قبل الانقلاب: كشف العذرية، وبعد الانقلاب: كشف الحمل. (وهى أيضا أمور غير مسبوقة فى تاريخ مصر). - المرأة تشكل عقدة غير مفهومة عند العسكر؛ قالوا إن الإسلاميين والصعايدة لا يحترمون المرأة، واتضح أنهم أكثر الناس احتراما للمرأة. وأن العسكر يشعرون بالدونية أمام المرأة المجاهدة ولديهم رغبة جامحة فى إذلالها. يشعرون بالمتعة وهم يخلعون ملابسها فى ميدان التحرير (فى عهد طنطاوى) وهم يجرجرونها من شعرها ويضعونها فى القسم أو السجن. فاسدو الشرطة عندهم العقدة نفسها من المرأة (هل رأيتم الضابط الحقير الذى ضرب متظاهرة بالقلم على وجهها أمام الشورى؟) إن المرأة المناضلة تشعرهم بحقارتهم وانعدام رجولتهم فيفقدون أعصابهم ويرتكبون ما يؤكد أنهم ليسوا رجالا. بل تصل بهم الحالة إلى افتقاد الرجولة بالمعنى الحرفى الذى يشغلهم، ولذلك فأمثال هؤلاء من العسكر والشرطة تجدهم خبراء فى أنواع الفياجرا، وكل أنواع الشذوذ، بل ثبت أن أبرز الإعلاميين والسياسيين المؤيدين للانقلاب يشكلون حزبا سريا معروفا من الشواذ جنسيا سلبا، وهذا الحزب موجود طبعا من قبل الانقلاب، ولكن هذه النوعية هى الأكثر تعبيرا عن اللحظة التاريخية!! ومع ذلك أرى أن وحشية الانقلاب فى تعامله مع النساء نابعة أساسا من أن مشاركة النساء فى المقاومة السلمية من علامات الانتشار الجماهيرى للحركة الشعبية المناهضة للانقلاب، وأن نزول المرأة والبنت والأطفال يحرج الشباب والرجال، وبذلك سينزل الشعب كله. والانقلابيون يعلمون أن الثوار السلميين يعتمدون على مظاهرات النساء والأطفال لإحراج الطغاة، وهم يقولون إننا لن نحرج وسنقتل النساء والأطفال ونعتقلهم، ولن يهمنا الرأى العام الداخلى ولا الخارجى، المهم أن نحقق سيطرتنا وعندئذ سيعترف بنا الجميع فى الداخل والخارج، وهذا منطق البلطجية. ولكن هذا كلام فارغ، لأن نزول النساء والأطفال والأسر بكاملها ليس مجرد تكتيك تنظيمى، بل تعبير عن شعور جارف معاد للانقلاب وأفعاله. وإن إساءة التعامل مع الصبية والأطفال والبنات والسيدات والشيوخ يعود بالوبال على الانقلاب. نتوقف اليوم عند مسألة البنات والسيدات.. وأقول: لا بد أن ندخل معركة تكسير عظام مع الانقلاب الدموى حول هذا الموضوع ولا نحولها إلى مجرد نقطة خلافية جديدة. فقد هالنى ما رأيته على «فيسبوك»؛ فهذا يقول للبنات: «أنتن الرجال، والرجولة موقف»، وهذا يقول «شيدوا حيلكم يا بنات»، وهذا يتغزل فيهن، وهذا مليونير مصرى فى الدانمارك يعرض زواج ابنه بواحدة منهن، وهذا يقول: «أنتن أحرار ونحن المسجونون»!! وهكذا وكأننا سنتعايش مع هذا الوضع. لا، لن نتعايش مع هذا الوضع.. أنا العبد الفقير بدون أية سلطات والمعرض لكل الشرور فى أية لحظة، واعتمادا على الله، وثقة فى هذا الشعب، أوجه إنذارا إلى الانقلابيين، إذا لم يخرج بنات الإسكندرية بحد أقصى يوم 7 من ديسمبر، فسنعلن عليكم حربا لم تعرفوها من قبل؛ سندعو الجماهير إلى اقتحام السجن الذى توجد فيه بنات الإسكندرية لتحريرهن. وسنريكم وجها قاسيا لم تروه من قبل، السلمية ليس معناها البلاهة، وليس معناها انعدام الشرف، وليس معناها ترك البنات والنساء فى الأسر. نعم، هن مجاهدات ولكن الرجال هم المكلفون أولا بالجهاد، ونحن كمسلمين وشرقيين وصعايدة وبدو لدينا حساسية فى موضوع المرأة على خلاف الغربيين، ولدينا شىء اسمه «شرف»، حتى نظام مبارك لم يجرؤ على اعتقال امرأة واحدة طوال حكمه بالطوارئ، إلا مرة واحدة وتصدينا له فى حزب «العمل» (الاستقلال الآن)، وتحملنا الضريبة، ولكن حررنا الفتاتين من الأسر فورا عندما اعتصمنا فى جامع عمرو. وهذه المرة سنعتصم فى المساجد وسنحرر البنات من السجون، وسنجعل نهاركم كليلكم، ولترونّ منا ما تكرهون، ولتعلمنّ أننا الناس.