الشهيد عمر رفعت بركات طالب بالفرقة الثانية بكلية التجارة جامعة دمياط فى العشرينيات من عمره، وهو من أبناء قرية البراشية مركز فارسكور بمحافظة دمياط، عرف بين أقرانه بشجاعته وحسن خلقه، شارك في حملات خدمية تطوعية عديدة لخدمة زملائه الطلاب. مع إعلان الانقلاب العسكري في الثالث من يوليو أصر عمر على المشاركة في اعتصام رابعة طوال أيامه الثمانية والأربعين حتى استشهد في مذبحة فض الاعتصام تاركا بصمة يعرفها كل من عايشه. واذا كانت آثار فض اعتصام رابعة قد أزيلت من على الأرض لكنها ما زالت عالقة في أذهان وقلوب أهالي الشهداء والمصابين و ستظل أرض رابعة التي اختلط ترابها بدماء عمر واخوانه الشهداء شاهدة علي مذبحة لا يمكن أن تصفها الكلمات فعليها قتل عمر وغيره آلاف الشهداء برصاص الغدر والخيانة ليلقي ربه شهيداً وفرحاً ومستبشراً بإذن الله. يقول محمد حبيب -مهندس خال الشهيد عمر - رافقت الشهيد فى اعتصام رابعة العدوية والله لم ار في وجهه الا نور الشهادة كان أحرص الناس علي المشاركة في المسيرات وخدمة اخوانه المعتصمين مشيرا الى انه كان اذا طلب تجهيز الطعام يكون عمر أول المبادرين واذا طلب الخروج لتأمين مسيرة يكون عمر في اوائل الصفوف حتي قال أحد المسئولين عن لجنة الحماية "اتمني ابني يبقي زي عمر" . ويضيف قائلا "استشهد عمر برصاصتين من طائرة لقوات الانقلاب أصابت ظهره فلقي الله شهيدا بعد عصر يوم الفض" مؤكدا أن: "عمر ظل ينزف دماً أكثر من 30 ساعة متواصلة حتى وضع في قبره ليلة الجمعة 16 أغسطس وهذه علامة من علامات الشهادة تقبله الله في الشهداء". "أرواحنا وأرواح أبنائنا نبذلها رخيصة في سبيل الله " هكذا عبرت الأم الصامدة والدة الشهيد عمر عن مصابها في فقد فلذة كبدها وكيف لا تصبر تلك الأم وهي التي لازمته في الاعتصام وشهدت مجزرة الفض وحملت جثمانه بين يديها ولسان حالها يقول "اللهم خذ من دمائنا حتي ترضي " تحكي عن صمود ولدها بكل فخر ولا يخفي ثباتها حبها الشديد لبطلها الشهيد وصبرها العجيب علي فراقه . وتؤكد أم الشهيد عمر أنها شاركت في اعتصام رابعة هي وزوجها وأولادها وتضيف :" كنت احب ابني عمر حباً شديداً حتي اني قلت في نفسي ان عمر سيموت شهيداً ليختبرني الله فيه فدعوت الله أن يرزقني الصبر والرضا وقد كان" . وتابعت قائلة : "عرفت خبر استشهاد عمر من ابني اسامة بعد ان حاولنا الاتصال به من عصر يوم الفض حتي الساعة الثانية صباحاً وعرف اسامة الخبر وقال لي يا ماما افرحي عمر مات شهيدا ولم اتمالك نفسي من الفرحة وحمدت الله واسترجعت وكلمت جدته قلت لها سنزف عمر الي الحور العين فرح عمر النهاردة". وتضيف ام الشهيد عمر :"كانت هناك علامات لقبول الله عز وجل عمر شهيداً منها رائحته العطرة ودمه الذي ظل ينزف كما أني دعوت الله أن يطمئني على ابني برؤيا، فتقبل الله دعائي ورزقني برؤيا مبشرة له، وأكد أكثر من شخص من أصدقاء عمر أنهم شموا رائحة المسك تخرج من قبره بعد دفنه بثلاثة أيام". جدته العجوز غلبت دموعها الكلمات وهي تتذكر حفيدها عمر تصفه بالبطولة والرجوله وطيبة القلب رجته كثيراً أن يترك الاعتصام في عيد الفطر حتي تراه وتطمئن عليه لكنه أبي أن يترك ساحة رابعة إلا إلي السماء تذكر طفولته وشبابه وتقول " عمر كان بطلا شجاعا يفيض حنانا على كل أهله". فيما يؤكد ماهر بركات عم الشهيد ان خبر استشهاد عمر جاء كالصاعقة عليه وعلي افراد الاسرة لما للشهيد من حب ومكانة في عائلته ويقول :"توجهت الي رابعة لاستلام جثمان عمر من مسجد الايمان وجدت سهولة ويسر في استخراج التصريح والسيارة والقدوم بها لم تتغير رائحته ووجدته مبتسماً كأنه نائم نوم راحة". ويقول زملاء عمر في الكلية ان أحد أساتذة الكلية لاحظ عدم تنظيف المسجد فنادي علي العامل ونهره وساله لما لم تنظف مسجد الكلية كعادتك فقال العامل للاستاذ : "عمر اللي كان بينضف المسجد مات وكون أصدقاءه في الكلية أسرة طلابية سميت باسمه تخليداً لذكري الشهيد الحي.