كشفت وثائق رسمية عن مدى العقلية الدموية التي كانت تتعامل بها قيادات التيار الخياني في حركة فتح مع قيادات حركة حماس بعد أن فازت في الانتخابات التشريعية الأخيرة وشكلت الحكومة العاشرة، حيث تؤكد هذه الوثائق أنهم باتوا يتعاملون مع حركة حماس كأنهم أعداء ويصفون كل من يتعامل معهم من حركة فتح بأنهم جواسيس وعملاء. هذا التيار الذي يقوده دحلان الذي خطف قرار شرفاء فتح بالابتزاز وبالمال والدعم "الصهيوأمريكي" حاك المؤامرة تلو المؤامرة مع أسياده الأمريكان والصهاينة من أجل إسقاط حماس عن الحكم، فأصبح قرار فتح المخطوف يؤكد على أن التعاون مع وزراء ونواب حماس تهمة يستحق عليها المحاسبة بل أصبحت لديهم أفظع من تهمة العمالة أو الفساد. "شبكة فلسطين الآن" حصلت على وثائق رسمية تكشف سر عزوف سفراء فلسطين بالخارج عن القيام بواجباتهم تجاه قيادات الشعب الفلسطيني من بينهم نواب ووزراء حماس، ومن أهمها : قيام دحلان بشراء ذمم قيادات السفراء وعدد من قيادات فتح بالخارج، حيث أصبحوا ضباط مباحث له من خلال إرسال تقارير ومعلومات عن كل ما يتعلق بالجالية الفلسطينية خارج فلسطين، وكان ذلك واضحا في مراسلة عدلي صادق "السفير الفلسطيني في رومانيا" لدحلان حول اختلاس قريع لثلاثة ملاين دولار. أما السبب الثاني هو أن هذا التيار الذي خطف قرار السلطة هدد كل من يتعامل مع نواب ووزراء حماس بأن يتم وضعه تحت الأرض "في إشارة إلى تصفيته"، إضافة إلى أنه قد يعتبر من المفسدين ويمكن أن يتهم بالعمالة والتجسس. وتفصح إحدى الوثائق التي حصلت عليها شبكة فلسطين الآن أن السلطة الفلسطينية التي خطفت من دحلان قامت بإقصاء القنصل العام لدولة فلسطين بمدينة جدة السعودية "معين جودت السوافيري" من منصبه بتهمة استقباله لنواب ووزراء حماس. وجاء في الوثيقة التي هي عبارة عن مراسلة بين المدعو محمد حمدان أحد مخبري دحلان في السعودية وهو ( محمد حمدان ) يقول فيها : أخي وعزيزي أبو فادي لنا أمل ورجاء لديكم وهو عدم عودة الفاسدين "في إشارة إلى القنصل السوافيري" الذين تم تنحيتهم من الأماكن التي لا تليق إلا للشرفاء والمخلصين لحركتنا، وليس المتسلقين الذين يطعنونا في الظهر ويتآمرون على قادتنا فهؤلاء يجب أن يكون مكانهم الوحيد تحت الأرض فقط ألا وهو معين جودت السوافيري الذي استمعنا اليوم بعرض كتابه على الأخ الرئيس محمود عباس لإعادة المذكور إلى مكان عمله في جدة". وأردف في المراسلة "هذا سوف يشجع أبناء حماس علينا وكذلك سيعيد الذي تورثه عن السفير السابق ولقد أرسلت لمعاليكم خطاب بتجاوزات المذكور وكان أملنا أن يطلب للتحقيق معه وليس مكافئته على المجالس الذي يشارك فيها مع قيادات حماس في المملكة". وجاء في المراسلة " أخي وعزيزي أبو فادي هذا الرجل لايمت لفتح ولا السلطة بأي صلة وهذا الشخص حمساوي متعصب ولا يهمه إلا مصالحة الذاتية وهذا الإنسان خطر على الجالية الفلسطينية في المملكة فلرجائنا الحار بإيقاف القرار الذي تقدم به السيد روحي فتوح لإرجاء المذكور إلى مكان عمله". ومن خلا ما تم استعراضه في الأسطر السابقة يؤكد أن هذه السفارات فئوية ولا تمثل الشعب الفلسطيني وهذا ما أكد عليه وزير الخارجية الفلسطيني الدكتور محمود الزهار بضرورة إجراء إصلاحات على السفارات الفلسطينية بالخارج، حيث كشفت مؤخرا فئوية هذه السفارات من خلال الانتقائية في التعامل مع جرحى محرقة غزة. سفارات تنظيمية وتعقيبا على ممارسة السفارة الفلسطينية في مصر مؤخرا بحق جرحى المحرقة، قال المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور إبراهيم حمامي : "إن ما يسمى بسفارة فلسطين في السعودية لا تختلف عن معظم السفارات في الخارج"، مضيفا: "لا نريد القول أن جميعها تحول فعلاً إلى سفارات تنظيمية وسفارات فصائلية تتعامل مع طرف واحد في الساحة الفلسطينية في الخارج دون الأطراف الأخرى بل بعضها تحول إلى مندوب رسمي للترويج إلى حكومة رام الله بقيادة فياض وهي حكومة غير شرعية". وأشار الى أن هذا التمييز ليس جديد ولكن هذا التمييز هو استئصال وإقصاء لكل الأطراف التي تختلف معها، لافتا الى انه بهذا الأمر تحولت فعلاً هذه السفارات إلى شيء مخجل حقيقة من خلال تصرفها مع أبناء الشعب الفلسطيني في الخارج". وقال: " كلنا يعلم أن ما يسمى بالسفارة الفلسطينية في مصر تحولت إلى وكر حقيقي لضرب المقاومة ورأس المقاومة والحكومة الشرعية في قطاع غزة" وأوضح أن نبيل عمرو الذي استلم هذه السفارة، يقوم بدور سيء جداً؟، وقال: "على الحكومة المصرية حقيقةً أن تتخذ موقفاً متوازناً مما يجري وأن تتعامل مع الحكومة الشرعية في قطاع غزة وأن تتعامل بموقف متوازن وبشكل منصف للقضية الفلسطينية، ولا أن تجانب طرف دون طرف آخر". ولفت إلى أنه يجب أن تكون هناك حملة لفضح ما يجري في السفارات الفلسطينية في الخارج، وتوضح الحقائق على الأرض، مطالبا أبناء الشعب الفلسطيني في الخارج بمقاطعة هذه الأوكار التي تضر بالقضية الفلسطينية ولا تخدمها على الإطلاق
