نرفض زرع الفتن الطائفية والمذهبية لتمزيق وحدة الأمة العربية والإسلامية من أهداف المهرجان إيجاد خطاب موحد لمواجهة المؤامرة الكبرى التى تحاك ضد وحدة المسلمين حقق مهرجان «الغدير» العالمى إنجازا إعلاميا بنجاح فعالياته التى أقيمت فى مدينة النجف العراقية من الفترة (26-28) الشهر الماضى، فأعرب الإعلاميون الذين شاركوا فى المهرجان عن ابتهاجهم بالمساهمة فى فعالياته التى جاءت تعبيرا صادقا عن إصرار إدارة المهرجان على دحر الهجمة الظلامية التى تواجه الإعلام العربى والأمة العربية والإسلامية. وحرصت جميع القنوات الفضائية العراقية والعربية والصديقة وعدد كبير من الصحف العراقية والعربية على حضور المهرجان ونشر متابعاته ونشاطاته اليومية، كما شهدت أجنحة الوفود المشاركة إقبالا كبيرا من المواطنين العراقيين الذين أعربوا عن تمسكهم بفكرة المهرجان وأهدافة السامية التى تترجم معنى الوحدة نهجا عروبيا مستقلا ومقاوما. وكانت جريدة «الشعب» من المشاركين فى هذا المهرجان، وقد التقت مدير قناة «الغدير» الفضائية الدكتور «مضر البكاء» فى حوار عن المهرجان وتطلعاته وآماله فى المستقبل: * كيف تنظرون إلى مهرجان الغدير الدولى؟ - اعتبر حضور الإعلاميين فى المهرجان فرصة ثمينة لكل المشاركين للإفادة من تجربته الفنية الواسعة. كما إنها إضافة نوعية من شأنها إغناء فعاليات المهرجان بالكثير من المزايا والأفكار والتجارب الهائلة والمبتكرة التى يتمتع بها الإعلاميون من كل العالم العربى والدول الصديقة فى إطار نهج التوحيد ووحدة الأمم، خاصة الأمة العربية التى تعانى التمزق. بالإضافة إلى ذلك فإننى اعتبر حضور الإعلامين المهرجان فى ظل تشويه الإعلام عن الوضع الأمنى فى العراق خطوة شجاعة تدلل على بسالة الإعلاميين وإصرارهم على تخطى كل المصاعب لإيصال رسالتهم إلى كل أصقاع العالم وتعبر عن إيمانهم بعدالة موقفهم الرافض أى حرب ضد إرادة الشعوب وخياراتها. * وماذا عن تأمين ضيوف المهرجان من الاختراقات الأمنية؟ - النجف هى أكثر المدن العراقية أمنا، ونادرا ما يحدث فيها اختراقات أمنية، كما أن جهود الدوائر الخدمية والأمنية تضافرت فى إنجاح زيارة وتأمين وفود المشاركين فى المهرجان منذ وصولهم إلى مطار بغداد الدولى مرورا بمراسيم زياراتهم الأماكن المقدسة بكل عناية وهدوء حتى سفرهم من النجف الأشرف إلى أوطانهم بسلام دون حدوث أى خرق أمنى. * ماذا تنتظرون من مهرجان الغدير الدولى؟ - أمام هذا المهرجان مسئولية كبيرة فى خلق الأسس للتصدى إلى مخططات الأعداء فى زرع الفتنة الطائفية لتمزيق وحدة الشعب، وأدعو وسائل الإعلام إلى التنافس الشريف بدلا من التنافس السياسى الذى يجعل من الإعلام منبرا لطرح السلبيات فحسب والتغطية على الإيجابيات. كما يتحتم على وسائل الإعلام أن تسعى بكل الجهود لترسيخ ونشر ثقافة التسامح. * هل يختلف مهرجان العام عن الأعوام السابقة؟ - إن نسخة هذا العام تختلف عن السنوات الماضية بالمشاركة الدولية والعراقية النوعية الواسعة وبزيادة واضحة من جانب جهات عراقية ودولية من المؤسسات التى لها باع طويل فى العمل الإعلامى والإنتاج الفنى والصحفى. واستعرض «البكاء» الإحصائية العامة للمهرجان بقوله: شاركت فى المهرجان 75 جهة من خارج العراق و129 جهة من داخله، ليصبح إجمالى الجهات المشاركة 204، وتم فرز 576 عملا من تركيا وروسيا وإيران وتونس ومصر والأردن والكويت وسوريا ولبنان واليمن والجزائر فضلا عن البلد المضيف العراق فى مختلف الاختصاصات للمشاركة فى مسابقة المهرجان، وتوزعت على الأعمال التلفزيونية والإذاعية والصحفية والمواقع الإلكترونية منها 285 عملا تلفزيونيا و207 إذاعيا و34 صحيفة و50 موقعا إلكترونيا. كما شارك بالمهرجان 165 مؤسسة إعلامية فضلا عن دوائر الدولة ومؤسسات المجتمع المدنى والنخب السياسية. * وماذا يعنى لكم شعار المهرجان هذا العام (الإعلام مسئولية ورسالة)؟ - نقيم مهرجان هذا العام تحت شعار «الإعلام.. مسئولية ورسالة» ليكون عنوان مهرجان هذا العام لنبذ الخطاب الإعلامى المؤجج الذى يوجه المجتمعات إلى حالات من الصراعات الطائفية والمجتمعية؛ فالمسئولية دوما تلقى على الإنسان الرشيد والعاقل الحكيم؛ لذا فما أحوجنا إلى مثل هؤلاء الحكماء والعقلاء اليوم لإنقاذ أرواح الأبرياء التى تسيل دماؤهم فى شوارع الوطن العربى التى تزرعها الفتن هنا وهناك! والمسئولية أيضا تفرض علينا الدقة والحذر من الوقوع فى الفتن بين شعوب الأمة ومختلف طوائفها ومذاهبها؛ وأيضا دقة المرحلة التى تعيشها أمتنا العربية -تحتم علينا جميعا الرؤية الشاملة والمثالية لمختلف قضايا الأمة، وتفرض علينا رؤية التوحيد لا رؤية التمزق التى تريد أن تغرقنا فيها الصهيونية العالمية. فمنذ أسابيع نشرت «نيويورك تايمز» الأمريكية خريطة لتقسيم بعض من الدول، وهذا ما يدل على التخطيط الأمريكى للعالم العربى بداية من حرب العراق ومرورا بثورات الربيع العربى فى مصر وتونس وليبيا وسوريا. ويؤكد أن أمريكا تحاول إعادة رسم الخريطة السياسية فى بلدان الثورات، بصورة تفضى إلى تقسيمها إلى عدة دوليات؛ إذ تنقسم سوريا إلى 3 دول (علوية وسنية وكردية)، وكذلك العراق (شيعية وسنية وكردية)، وليبيا نالت التقسيم نفسه (واحدة فى الشمال الغربى عاصمتها طرابلس، وأخرى فى الشرق تتبع بنى غازى، بالإضافة إلى دولة «فزان» التابعة لسبها)، واليمن يصبح يمنين (يمنا شماليا، وآخر جنوبيا). أما الرسالة التى رفعها شعار المهرجان فهى رسالة التوحيد والوحدة التى تحتم علينا جميعا فى اللحظة التاريخية الدقيقة التى يمر بها وطننا إفشال المخطط الأمريكى، وتجاوز الصراعات الداخلية لنقطع الطريق على كل المتآمرين عليه. وأضاف مدير قناة الغدير الفضائية: إننا نرفض التلاعب فى الخطاب الإعلامى ومحاولة الاتجاه بالرأى العام إلى صراعات داخلية، معتبرا أن هذا يؤثر فى مصداقية الإعلام؛ لذا علينا أن نكرس الجهود من أجل النهوض بالعمل الإعلامى المعتدل والدفاع عن القضايا العربية والإسلامية المهمة وبشكل يعتمد على المصداقية فى نقل الأحداث والابتعاد عن الازدواجية فى التعامل مع الحدث، خصوصا ما تشهده الساحة العربية من صحوات إسلامية. ودعا إلى مواجهة الحرب الإعلامية الشرسة التى يقوم بها الغرب ضد الدول العربية والإسلامية، مؤكدا ضرورة أن تقوم وسائل الإعلام العربية والإسلامية بواجبها على أكمل وجه فى مواجهة الإعلام الغربى. وأضاف: كما أنه من أهداف المهرجان إيجاد خطاب موحد لمواجهة المؤامرة الكبرى التى تحاك ضد وحدة المسلمين فى المنطقة والعالم. مبينا: إننا نسعى لنشر الوعى بعيدا عن التهويل الإعلامى والاحتراب والمؤامرات لتجنيب الأمة ما يراد لها أن تقع فيه من البغضاء والكراهية. واختتم الدكتور «مضر البكاء» حواره مع جريدة «الشعب» بتحية شعب مصر العظيم ورئيس حزب «الاستقلال» ورئيس تحرير «الشعب» مجدى أحمد حسين فى نضاله من أجل الحرية منذ نعومة أظافره داعيا الله أن يوفقه دوما فى كل خطواته.