أجمعت اثنان من أبرز المنظمات الدولية على كارثية الوضع الإنساني في العراق في تقريرين صدرا الاثنين رسما صورة قاتمة للأوضاع هناك، وفي الغضون قالت السيناتور هيلاري كلينتون إنها المرشح الوحيد الذي يتحلى بروح القيادة اللازمة لإنهاء الحرب. وجاء في تقرير منظمة العفو الدولية أمنستي تحت عنوان المذبحة واليأس رغم مزاعم تحسن الوضع الأمني خلال الأشهر الأخيرة، إلا أن الوضع الإنساني كارثي. وأوردت أمنستي في تقريرها المكون من 24 صفحة أنه بسبب فقدان الأمن فإن القانون والنظام والانتعاش الاقتصادي أصبحوا أموراً بعيدة المنال، حيث السواد الأعظم من العراقيين يعانون الفقر ونقص الغذاء والماء الصالح للشرب، فضلا عن ارتفاع نسبة البطالة. ولفت التقرير إلى أن أكثر من أربعة عراقيين من بين كل عشرة يعيشون تحت خط الفقر، في وقت شارف فيه النظام الصحي والتعليمي في البلاد على الانهيار، فضلا عما تعانيه الفتيات والنساء من مخاطر على حياتهن بسبب التشدد. ومضى التقرير إلى القول إن الفشل في التحقيق بمزاعم انتهاك حقوق الإنسان في العراق يعد واحداً من أهم ما يستدعي القلق مستقبلاً. وذكر التقرير أنه على الرغم من أن ما يتداول من تحسن الأمن في الأشهر الأخيرة فإن وضع حقوق الإنسان ما زال كارثياً. أزمة إنسانية وبدورها، وصفت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في تقريرها الصادر تحت عنوان: العراق: أزمة إنسانية لا تلين جاء فيه أنه رغم التقدم المحدود على صعيد الأمن في بعض أنحاء العراق، إلا أن للعنف المسلح تأثيراً كارثياً.. ومازال المدنيون يذهبون ضحية العمليات القتالية. ورغم مزاعم التحسن الأمني المحدود في بعض المناطق ما زال العنف المسلح يخلف أثراً كارثياً. ومازال المدنيون يذهبون ضحية العمليات القتالية. أما الجرحى فلا يتلقون في غالب الأحيان ما يكفي من الرعاية الطبية.، وفق المنظمة الدولية. وذكرت اللجنة أنه بعد خمس سنوات على اندلاع الحرب في العراق ظل الوضع الإنساني في معظم أنحاء البلاد من بين الأوضاع الأكثر خطورة في العالم. وقد حرم النزاع ملايين العراقيين من الحصول على ما يكفي من المياه وخدمات الصرف الصحي والرعاية الصحية. وتأتي التقارير فيما دأبت إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش، والعديد من النواب الجمهوريين من بينهم المرشح الرئاسي المحتمل جون ماكين، على الإشادة بالنجاحات المحرزة في العراق خلال الشهور القليلة الماضية، تحديداً الوضع الأمني في المناطق الرئيسية. وعزيت تلك الإنجازات إلى تعزيز القوات الأمريكية التي ضخت إدارة واشنطن المزيد منها في مطلع الشهر الماضي. وقال نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني، الذي توقف بالعراق الاثنين في زيارة غير معلنة، خلال مؤتمر صحفي: هذا الأسبوع يصادف الذكرى الخامسة.. رغم التحديات والمشاق إلا أن المسعى كان ناجحاً. سياسة فاشلة ويقول الديمقراطيون، ومن بينهم المتنافسان على ترشيح الحزب لخوض الانتخابات الرئاسية السيناتور باراك أوباما والسيناتور هيلاري كلينتون، إن إدارة واشنطن أخفقت في استثمار تراجع العنف لتحقيق خطوات كانت ستجعل من النجاح أمراً ممكناً. هذا وقد أشار كلينتون الاثنين إلى أنها المرشح الوحيد الذي يتحلى بروح القيادة التي يحتاجها إنهاء حرب العراق. وأضافت قائلة خلال كلمة أمام جامعة جورج واشنطن: السيناتور أوباما يتمسك بمعارضته الأصلية لحرب العراق خلال الحملة، إلا أنه لم يبدأ العمل الفعلي لإنهائها حتى بعد دخوله السباق الرئاسي، وعندما تتاح له الفرصة خلال خطاباته، يختار التزام الصمت. وأردفت: الرئيس بوش مصمم على مواصلة سياسته الفاشلة في العراق وحتى مغادرة المنصب، والسيناتور ماكين سيقبل وبغبطة الاستمرار على خطاه، وبالسماح ببقاء القوات في العراق إلى مائة عام، إن اقتضت الضرورة.