أوضحت نتائج الانتخابات البرلمانية الإيرانية أن المحافظين يتجهون للحفاظ على هيمنتهم على مجلس الشورى (البرلمان)، إلا أن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ربما يواجه تحديات في البرلمان الجديد قبل انتخابات الرئاسة المقرر إجراؤها العام المقبل. ونقلت قناة برس تيفي التلفزيونية الإيرانية عن وزارة الداخلية قولها إن التيار المحافظ بقائمتيه الجبهة المتحدة للمحافظين (جبهة متحدي أصولي كران) الموالية للرئيس أحمدي نجاد والائتلاف الجامع للمحافظين (حزب مؤتلفة إسلامي) حصل على 120 مقعدا من مقاعد البرلمان المؤلف من 290 مقعدا مقابل 46 مقعدا للإصلاحيين حتى الآن. وقد توقع قادة التيار الإصلاحي الحصول على نحو ثمانين مقعدا، استنادا إلى احتمال وقوف بعض المستقلين الفائزين إلى جانب التيار الإصلاحي، الذي يقوده الرئيسان السابقان للجمهورية الإسلامية هاشمي أكبر رفسنجاني ومحمد خاتمي. وذكرت وسائل إعلامية أن المحافظين يتقدمون أيضا في السباق للفوز بمقاعد طهران الثلاثين في البرلمان مع استمرار عملية فرز الأصوات. فمع فرز نحو ثلثي البطاقات تبين أن المرشحين ال14 الذين انتخبوا من الدورة الأولى هم جميعا من المحافظين. وسيخوض 32 مرشحا لم تحسم نتيجتهم الدورة الثانية التي ستجرى في 18 أو 25 أبريل القادم، مما يترك فرصة أخرى أمام الإصلاحيين لتحقيق اختراق. ويبدو أنه من المرجح أن يحتفظ الإصلاحيون على الأقل بكتلتهم الصغيرة التي كانت لديهم في البرلمان السابق، إن لم يكونوا سيزيدونها فعلا، الأمر الذي حدا بقادة الحركة إلى وصف الانتخابات انتصارا رغم رفض معظم مرشحيهم من الترشح في الانتخابات. وقال محمد علي أبطحي وهو حليف مقرب من الرئيس الإصلاحي السابق محمد خاتمي إن الرئيس أحمدي نجاد سيواجه تحديات في البرلمان الجديد أكثر من التي واجهها مع البرلمان الحالي. في هذه الأثناء قالت وزارة الداخلية التي أشرفت على الانتخابات التي جرت يوم الجمعة إن النتيجة النهائية قد لا تظهر قبل غد الاثنين، مشيرة إلى أن نسبة الإقبال على الانتخابات بلغت نحو 60% من إجمالي الناخبين المسجلين في البلاد ومجموعهم 44 مليون ناخب، مقارنة مع نسبة المشاركة التي بلغت 51% عام 2004. وصمة عار ووجه المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي الشكر للشعب على مشاركته في الانتخابات، وقال إن حضوركم القوي والملحمي قهر حيل الأعداء وأفشل خططهم لعرقلة الإقبال على التصويت. أما الرئيس محمود أحمدي نجاد فقد وصف هذه المشاركة بأنها وضعت ما سماها وصمة عار في جبين الأعداء. من جهته قال الناطق باسم وزارة الخارجية محمد علي حسيني إن الولاياتالمتحدة هي الخاسر الحقيقي والإيرانيون هم المنتصرون. تشكيك غربي وفي المقابل شككت الولاياتالمتحدة على لسان الناطق باسم وزارة الخارجية شون ماكورماك في نزاهة الانتخابات الإيرانية، وقالت إن النتائج تم تلفيقها بعد ما وصفته بحرمان الشعب الإيراني من التصويت على العديد من المرشحين. وحث ماكورماك قادة إيران على وقف التدخل في الانتخابات في المستقبل، ومنها الانتخابات الرئاسية. وفي بروكسل اعتبرت رئاسة الاتحاد الأوروبي التي تتولاها سلوفينيا حاليا في بيان أن الانتخابات التشريعية التي نظمت في إيران لم تكن لا حرة ولا نزيهة ودعت السلطات الإيرانية إلى التعهد بأن يتمكن الشعب الإيراني من الاختيار بين تشكيلة كاملة من المرشحين في أي انتخابات مقبلة. إيران تستنكر من جانبها أدانت إيران الحكم غير المقبول الذي أصدره الاتحاد الأوروبي على الانتخابات التشريعية الإيرانية التي وصفتها بروكسل بأنها لم تكن لا حرة ولا عادلة. ونقلت وكالة أنباء الطلبة عن الناطق باسم الخارجية الإيرانية محمد علي حسيني قوله إن البيان الصادر عن رئاسة الاتحاد الأوروبي متسرع ومنحاز سياسيا وغير مقبول ومدان. واعتبرت الوزارة أنه كان من الأفضل للاتحاد الأوروبي أن يدرس انعكاسات الانتخابات الديمقراطية للأمة الإيرانية العظيمة على أوروبا بدلا من النطق بهذا النوع من الأحكام المتسرعة والمنحازة. وأضافت من الأفضل لرئاسة الاتحاد الأوروبي أن تحترم تصويت الشعب الإيراني وتتجنب المبادرات السيئة النية.