أكدت د. نادية مصطفي أستاذ العلوم السياسية جامعة القاهرة ومدير مركز الحضارة للدراسات السياسية , أن محاكمة قادة الانقلاب العسكري للرئيس المختطف محمد مرسي ليس لكونه خائنًا أو فاسدًا أو فاشلاً, موضحة ان الدوافع الحقيقة من وراء المحاكمة هي إرادة قادة الانقلاب العسكري–بعد 60 عامًا- تجديد الدماء في نظام 23 يوليو 1952 الذي تردّى، وقام الشعب بثورة ضده في 25 يناير 2011، ليكشفوا بانقلابهم عن عدم إيمانهم بنتائج أي انتخابات قادمة: فإما التحصين وإما التدخل بانقلاب من جديد. وأشارت إلي أن تسريبات السيسي أكدت للجميع لماذا تم اختطاف أول رئيس جمهورية شرعي ؟ ولماذا يحاكموه الآن؟ ولماذا كان الانقلاب عليه وعلى الديمقراطية الوليدة؛ كي يحكموا سيطرتهم في اطار شبكة الدولة العميقة التي أرساها نظام يوليو 1952, مشدده علي ان التسريبات تؤكد خيانة قادة الانقلاب وحملة الابادة البشرية التي قادوه للمعارضين لقمع مؤيدي الرئيس ومؤيدي الشرعية ورافضي الانقلاب. وحذرت مصطفي من الخطر الحقيقي على ثورة 25 يناير؛ والذي يتمثل في استعادة العسكر لقيادة الأمور، ولو في ظل ديموقراطية شكلية، بعد ان سمّموا العقول والقلوب بأحاديث الفشل والخيانة والفساد لأول رئيس مدني منتخب بعد ثورة شعبية. وتوجهت برسالة حادة للنخب قالت فيها " ما بالكم يا نخبة مصر الانقلابية تثقون في العسكر من جديد؟ ليس بالطبع من أجل "المدنية" ولكن للقضاء على الإخوان؟ ألا تفصح تسريبات السيسي المتلاحقة لكم عن شيء؟ وألا تتدبر النخب الانقلابية من حديث السيسي المسرب، أنه أيًّا كان التيار السياسي والفكري، لأي رئيس مدني منتخب فلابد أن يمثل- في نظر السيسي- تهديدًا للمؤسسة العسكرية، لا يؤمن جانبه؟ ولذا وجب تحصين المؤسسة العسكرية بزعم أنها العمود الفقري للدولة المصرية؟. ووصفت محاكمة الرئيس محمد مرسي بانها محاكمة هزلية غير شرعية –بإجراءات أمنية غير مسبوقة، يقوم عليها من خانوا القَسَم على حماية الدستور والنظام، يقوم عليها من تباهوا بإعلان انهم قرروا أن رئاستك لا تتفق مع مصالح وأمن مصر فأعطوا لأنفسهم الحق ألا ينفذوا أوامرك، بل أن يتآمروا ضدك فلا يحمونك ولا يحمون أمن البلاد. واضافت " نعم عرفنا يار ريس وتأكدنا أنهم –حين اختطفوك بانقلاب 3/7 واختطفوا الديمقراطية الوليدة -لم يكونوا يستجيبون لإرادة شعبية تريد اقالتك - كما يدعون- ولكنهم التحفوا برداء هذه المظاهرات الشعبية لينفذوا مخططهم الذي بدأ منذ 11فبراير 2011.