أكد الدكتور محمد الجوادي المؤرخ السياسي أن المجلس العسكري يجهز للانقلاب منذ فترة لافتاً إلى أن ما جرى في الثالث من يوليو لم يكن الانقلاب العسكري الأول على الرئيس الشرعي محمد مرسي. وأوضح من خلال برنامج " في العمق " الذى بثته الجزيرة الإخبارية مساء أمس أن المجلس العسكري حينما تأكد من وصول مرسي للحكم قبل إعلان نتيجة الانتخابات رسميا أصدر الإعلان الدستوري المكبل و الذى منح المجلس العسكري صلاحيات فوق الرئيس و لكن الدكتور مرسي نجح يوم 12 أغسطس في إجهاض هذا الانقلاب و إلغاء الإعلان الدستوري و نزع كافة صلاحياته و لكن بعض القوى السياسية هاجمته و ادعت أنه يصنع من نفسه فرعونا و يستحوذ على كافة السلطات بينما كانت حقيقة الأمر هي أن مرسي ينتزع الحقوق السياسية من أنياب العسكر لتكون مدنية خالصة. واستدرك قائلا: أول حزب حقيقي شهدته مصر كان الحزب العسكري أيام أحمد عرابي و الذى تسبب في ابتلاء مصر بالاستعمار الإنجليزي و من يومها ابتلى الله مصر بالحكم العسكري وظهور التيار الليبرالي والإسلامي فيما بعد كانت محاولات مدنية لتخليص البلاد من ويلات حكم العسكر. و قال حينما جاءت ثورة 1952 كرست للحكم العسكري في مصر لأنها لم تقم ضد الملك الذى غادر البلاد معززا مكرما في توديع رسمي له لكنها قامت ضد الأسس التي من الممكن أن تقود حكم مدني كحزب الوفد و جماعة الإخوان المسلمين اللذان ذاقا الويلات في هذه الحقبة الهامة من تاريخ مصر ؛ فطوال ال18 عاما التي حكم خلالها عبدالناصر تكالب العسكريون على كل الوزارات عدا وزارتي الأشغال والعدل في تأسيس واضح للدولة العسكرية كي تسود و تحكم لعقود وهو ما حدث بالفعل.