كشفت مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية، صباح اليوم الأربعاء (13/2)، النقاب وبالصور الفوتوغرافية عن قيام سلطات الاحتلال الصهيوني بحفر نفق جديد ملاصق للجدار الغربي للمسجد الأقصى المبارك يمتد إلى مسافة 200 متر فيما قرر الكيان بناء 20 برجاً سكنياً في محاولة لتهويد المدينة، مشيرة إلى أن مخططات بناء الأبراج باتت جاهزة. ويبدأ النفق وفق المؤسسة من أيسر ساحة البراق متجهاً إلى داخل البلدة القديمة، ماراً بأسفل البيوت المقدسية. وأكدت مؤسسة الأقصى من خلال رصدها المتواصل والدقيق أن هذا النفق والحفريات الجدية تشكّل خطراً كبيراً على المسجد الأقصى، وتهدد عشرات بيوت أهل القدس في البلدة القديمة بالتهدم والانهيار. أنفاق متشابكة وجاء الكشف هذا الصباح والموثق بالصور بعد رصد متواصل وتوثيق لما تقوم به سلطات الاحتلال من حفريات في محيط المسجد الأقصى القريب، حيث أكدت مؤسسة الأقصى أن هذا النفق هو عبارة عن عدة أنفاق متشابكة تحت الأرض، وبعضها يعتبر فراغات أرضية لأبنية إسلامية من العهود الإسلامية المتعاقبة. وقالت المؤسسة في تقرير، تلقى المركز الفلسطيني للإعلام نسخة منه، إن أحد الأنفاق يبدأ أيسر ساحة البراق ملاصقاً للجدار الغربي للمسجد الأقصى، حيث تتم عملية الحفر بشكل سريع يرافقها إخراج كميات كبيرة من الأتربة. ويتجه هذا النفق باتجاه الشمال إلى داخل البلدة القديمة ويمر من تحت عشرات البيوت المقدسية ويصل إلى منطقة شارع الواد حي حمام العين، حيث توجد منطقة حفرية كشفت عنها مؤسسة الأقصى قبل أكثر من عام تحت منطقة حمام العين حيث تقوم سلطات الاحتلال ببناء كنيس يهودي على بعد 50 متراً عن الأقصى. تعميق الحفريات أما الجديد، بحسب ما يفيد به تقرير مؤسسة الأقصى؛ فهو تعميق الحفريات وتوجيهها نحو باب السلسة، وقد ترددت أنباء عن وصول هذه الحفريات إلى ما تحت المدرسة الشرعية داخل حدود المسجد الأقصى بالقرب من باب السلسلة، أحد أبواب المسجد الأقصى المبارك، كما تتجه الحفريات عكسياً من منطقة حمام العين جنوباً نحو ساحة البراق لربط طرفي النفق وإيصال ساحة البراق ومنطقة باب المغاربة بالكنيس اليهودي عند حمام العين. وأكد شهود عيان للمؤسسة خلال زياراتها المتكررة إلى منطقة البراق وشارع الواد في منطقة حمام العين أن الحفريات تجري بشكل متسارع يتم خلالها إخراج كميات كبيرة من الأتربة، وتحاول المؤسسة الصهيونية التستر على هذه الحفريات. واعتبرت مؤسسة الأقصى في بيان لها، تضمن تفاصيل كشفها عن النفق الجديد، أن هذه الحفريات تشكل خطراً كبيراً على المسجد الأقصى من حيث قربها وعمقها وملاصقتها للمسجد الأقصى، ناهيك أن هناك أبواباً مغلقة وسواتر تحجب رؤية حفريات إضافية تقوم سلطات الاحتلال بتنفيذها ويتعذر حتى الآن الكشف عنها. وأكدت المؤسسة في بيانها أن هذه الحفريات تهدد عشرات بيوت المقدسيين بالتهدم والانهيار، حيث شكا العشرات من أهل القدس من تصدعات شديدة في بيوتهم، مشيرة إلى أن حفر هذا النفق الجديد لا يقل خطورة عن نفق البراق أو ما اصطلح على تسميته نفق الجدار الغربي والذي افتتحه رئيس الحكومة الصهيونية السابق بنيامين نتنياهو عام 1996م. إنقاذ الأقصى ووجهت مؤسسة الأقصى نداء للحاضر الإسلامي والعربي لنصرة وإنقاذ المسجد الأقصى، وقالت مكررة: أنقذوا القدس قبل الضياع وأنقذوا المسجد الأقصى قبل أن يهدم. من جهته؛ قال الشيخ كمال خطيب، نائب رئيس الحركة الإسلامية في داخل الأراضي الفلسطينيةالمحتلة سنة 1948، معقباً على اكتشاف النفق الجديد: إنّ الكشف عن هذا النفق الجديد إنما يزيدنا قناعة بكل ما سبق وقلناه وحذرنا منه، من أنّ أعمال الحفر لم تتوقف ولو في لحظة واحدة، والزعم أنه تجري فقط أعمال ترميم في باب المغاربة فهي مجرد فرية يراد من خلالها التخفيف من عظم الجريمة التي ترتكب سواء كان في طريق باب المغاربة أو تحت المسجد الأقصى. مخطط للهدم من جهته أكد الدكتور صالح الرقب، وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في حكومة إسماعيل هنية، أن الحفريات التي كشف عنها الأربعاء (13/2)، تحت أساسات المسجد الأقصى، هي جزء من مخطط هدم المسجد الأقصى الذي وضعته حكومة الاحتلال بتمويل من رؤوس أموال صهاينة أستراليين وأمريكان. وأوضح الرقب في تصريح صحفي لصحيفة فلسطين اليومية نشرته اليوم الخميس (14/2)، أن المخطط الصهيوني يهدف إلى خلق فراغات تحت المسجد الأقصى لخلخلة أساساته، من خلال تفريغ الأتربة وإذابة الصخور بمواد كيماوية، لإخراجها من تحت الأقصى بواسطة قنوات مخصصة لذلك. وأكد الرقب على أن الحكومة نبهت العالم أجمع لما تخطط له حكومة الاحتلال الصهيوني، منذ سنوات، وقال: ما يجري الآن يضاف لسلسلة الحفريات السابقة، وتابع بقوله: الأجواء الرسمية متعاطفة معهم، خاصة في ظل الصمت العربي والدعم الأمريكي اللامتناهي. ولم يستبعد أن تنفذ الخطة الصهيونية قبل رحيل الرئيس الأمريكي جورج بوش عن البيت الأبيض نظرا لكونه مسيحياً صهيونياً يدعم باتجاه الخطط الصهيونية. تهويد المدينة من ناحية أخرى كشفت مصادر عبرية النقاب عن مخطط صهيوني جديد لتهويد مدينة القدسالمحتلة، يتمثل في بناء 20 برجاً، مشيرة إلى أن مخططات بناء الأبراج باتت جاهزة. ويأتي الكشف عن هذه المخططات الاستيطانية الصهيونية، وسط تحذيرات فلسطينية من تسارع متواصل، من جانب الحكومة الصهيونية والجماعات الاستيطانية، بهدف تهويد المدينة التي تعتبر لب الصراع بين الجانبين الفلسطينيين أصحاب الأرض والصهاينة المغتصبين لها. تغيير حاد وكانت وزارة الإسكان الصهيونية قد أعلنت أن الاستعدادات جارية لبناء ما يصل إلى 1100 منزل جديد في القدسالشرقية. ومن شأن بناء هذه الأبراج أن يجري تغييراً حاداً في السنين القريبة على شكل مدينة القدس، حيث كان ارتفاع المباني في المدينة المقدسة قد حدد من قبل رئيس بلديتها الأسبق الصهيوني تيدي كولك، ولكن خليفته إيهود أولمرت الذي شغل منصب رئيس بلدية القدس عام 1993، سمح ببناء الأبراج. وقد بني أول برج في القدس قبل نحو 12 سنة فقط، وأطلق عليها أبراج القدس، التي اشتملت على 19 طابقاً، بالقياس إلى 32 طابقاً في (كول بو شالوم). ويشار إلى أن مالكي هذه الشقق في تلك الفترة كانوا صهاينة جميعاً، في حين منع السكان الفلسطينيون والمستثمرون الأجانب من شراء شقق في هذه الأبراج، ولم يتحمس المستوطنون الصهاينة الذين استوطنوا داخل المدينة بعد احتلالها في البدء للبناء العالي، لكن بحسب الادعاءات الصهيونية، فإن عنصر الأرض التي ارتفع سعرها جداً وطلب الممتلكات بمستوى عالٍ رجح الكفة. وقالت المصادر العبرية: إن هذه الأبراج ستخدم بالدرجة الأولى المتدينين اليهود، حيث ستشتمل الشقق على مطبخ مزدوج وشرفة مطلة، ومصاعد سبت وغير ذلك.