أثارت تصريحات للسفير الصهيوني بالقاهرة شالوم كوهين طالب فيها بإدخال العبرية ضمن اللغات الأجنبية بمراحل التعليم المصري ردود أفعال غاضبة بين الأوساط المصرية, إلى حد المطالبة بعدم التوسع في تدريسها بالجامعات أيضا. وتقدم نواب مستقلون ومعارضون ببيانات عاجلة للحكومة لمطالبتها بالإعلان رسميا رفضها هذا المطلب الذي وصفوه بأنه يخرج عن حدود اللياقة، ويمس سيادة البلاد. وفي تعليقه على الطلب الصهيوني, قال د. عبد الوهاب المسيري المنسق العام لحركة كفاية إن دعوة كوهين تمثل إهانة جديدة لمصر نظاماً وشعباً، وأوضح أن العبرية لغة مصطنعة وآخذة في الانقراض حتى أن الكتاب الصهاينة يعانون من عدم الاهتمام بأعمالهم العبرية إذا لم تترجم للغات أخرى. وطالب المسيري وهو أستاذ الأدب الإنجليزي وصاحب موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية، بمنع تدريس العبرية على نطاق واسع في الكليات والمعاهد العليا وقصرها فقط على طلاب الدراسات العليا. حصر العبرية وأضاف الرجل لا نريد أن نجعل لهذه اللغة قدراً لا تستحقه، يكفينا أن يتعلمها دارسو الماجستير والدكتوراه في العلوم الاجتماعية للتعرف عن قرب على المجتمع الصهيوني من باب اعرف عدوك. وأيد المسيري تجاهل المسئولين الرد الرسمي على دعوة السفير الصهيوني قائلا خيراً فعلوا هذا، إسرائيل ربما أرادت جرنا إلى جدل يسلط الأضواء على هذه اللغة المغمورة واصفا تجاهل الدعوة بالتصرف الحكيم. وتقول أحدث الإحصائيات إن هناك أكثر من 1400 طالب مصري يدرسون العبرية كتخصص أساسي، بالإضافة إلي وصول عدد الجامعات المصرية التي تقوم بتدريسها إلي عشر جامعات كجزء من الدورات التعليمية لكليات اللغات. دعوة مستهجنة واتفق مدير مركز أبحاث الشرق الأوسط مع المسيري في ضرورة عدم التوسع في تدريس العبرية بالجامعات. وقال هم يريدون زيادة عدد المصريين الدارسين للغتهم ليوحوا لنا بأن هناك إمكانية لحوار بين الشعبين، وربما للتلميح بإمكانية توفير فرص عمل للشباب المصريين في إسرائيل. واعتبر د. عمار على حسن الدعوة بأنها مستهجنة لأن العبرية لغة غير عالمية كالإنجليزية أو الفرنسية حتى نجد ما يبرر تدريسها لطلاب الإعدادية والثانوية، مما يعني أن هدف الدعوة هو محاولة اكتشاف مدى التطبيع الذي يمكن أن تقدمه القاهرة فى المرحلة الراهنة. وعن دلالة توقيت إطلاق الدعوة، أوضح حسن أنها ربما تكون رسالة إسرائيلية لمصر في لحظة التوتر القائمة بين القاهرة وحماس بأن مصالحهما مشتركة في مواجهة هذه الحركة، واستدرك قائلا: لكن الإدارة المصرية لا تريد الدخول في توتر جديد مع إسرائيل بإعلان رفضها أو استنكارها رسميا للدعوة فآثرت السكوت. وزعم كوهين أن اتفاقية السلام مع مصر (كامب ديفد) تتضمن من بين بنودها إدخال العبرية إلى مناهج التعليم المصري، لكن الدكتور حسام عيسى نائب رئيس الحزب العربي الناصري وأستاذ القانون بجامعة عين شمس نفى تضمن الاتفاقية أو ملحقاتها أية إشارة نحو إدخال العبرية ضمن اللغات الأجنبية بمراحل التعليم المصري.