تناولت الصحف السورية التحركات الدولية والإقليمية من أجل السلام، ووصفتها بأنها غير جدية. وانتقدت السياسة الأميركية في مكافحة ما تسميه الإرهاب، كما عرضت اكتشافات نفطية تركية قريبة جدا من حقول النفط السورية شمال شرق البلاد. رأت تشرين الرسمية أن الحركة الدؤوب التي تشهدها المنطقة بعد العدوان الإسرائيلي على لبنان تهدف بالدرجة الأولى للحفاظ على أمن إسرائيل، في حين يتراجع الحديث عن السلام بتلك التحركات التي تفتقر إلى الحد الأدنى من الجدية.
وأكدت الصحيفة أن تلك الحال يستوي فيها الأميركيون الداعم التقليدي لإسرائيل مع الأوروبيين السائرين وراء إدارة بوش والحريصين على الموافقة الإسرائيلية المسبقة على كل خطوة يخطونها بهذا المجال.
أما تحركات العرب من حلفاء أميركا فهي، حسب الصحيفة، لا تحمل إلا "غباء سياسيا واستفزازا أرعن".
ورأت تشرين بمقال افتتاحي أن كل تلك التحركات سببها الهزيمة الإسرائيلية في لبنان، وخاصة من جانب الإدارة الأميركية الحالية الليكودية التي تريد محو أثر الهزيمة بأقصى سرعة ممكنة ومحاصرة عوامل القوة العربية ممثلة بالمقاومات الوطنية.
وقالت إن واشنطن لا تخفي رفضها للسلام العادل، وبالتالي الإبقاء على الصراع العربي الإسرائيلي الذي يهدد بإشعال المنطقة كل لحظة.
وانتقدت الثورة شبه الرسمية سياسة الإدارة الأميركية بعد مرور خمس سنوات على تفجير برجي التجارة العالمية، ورأت أن "العالم بات أقل أمنا والولاياتالمتحدة ذاتها أقل أمنا 400 مرة بالسنوات الخمس الأخيرة" حسب ما قاله زعيم الديمقراطيين بمجلس الشيوخ.
وقالت الصحيفة بافتتاحية كتبها رئيس تحريرها عبد الفتاح العوض إن إدارة الرئيس بوش تصرفت بحماقة طوال تلك السنوات، وخلقت توترا بالعالم لم يشهد مثله من قبل مع وجود قوات أميركية في 135 بلداً بالعالم.
وأكد الكاتب أن محاربة الإرهاب تحولت إلى محاربة العرب والإسلام, والديمقراطية حسب رؤية الإدارة الحالية تحولت إلى فتن طائفية.
وبعدما استعرضت الثورة الفشل الأميركي بأفغانستان والعراق ونتائج السياسة الأميركية بأميركا الجنوبية حيث انتصرت الأحزاب التي لا تكن لإدارة بوش أي احترام، دعت العرب أيضا إلى تقييم علاقاتهم مع الولاياتالمتحدة.
وتوقعت الصحيفة قيام بعض المسؤولين الأميركيين السابقين بالتخلي عن الصمت والحديث عن أخطاء بوش القاتلة بالعالم، وفي الشرق الأوسط تحديدا.
ورأت أن القبول بالشروط الأميركية عار وأن الذين رفضوا هذا العار حققوا من الإنجازات أكثر مما حققته كل آلة القوة الأمريكية، وهذا أحد أهم الدروس من قراءة نتائج الأعوام الخمسة الماضية.
كما أن الدرس الثاني، حسب الثورة، هو أن الولاياتالمتحدة تتحدث مع نفسها وعن نفسها مع الذين يرددون ببغائيا كل ما تراه, وهذا من أكبر أخطائها "لأن الحديث مع من يوافقونك الرأي إما خوفاً أو جهلا لا يقدم إلا الدفع باتجاه الخطأ".
أما أكبر الأخطاء الأميركية على الإطلاق فهو، كما ترى الصحيفة، الانحياز الأعمى والتبني المجنون لإسرائيل.
وخلصت الصحيفة إلى أن من سخريات السياسة أن أكثر من استفاد من أحداث سبتمبر هو إسرائيل، وأن أكثر من تأذى منه بالمقابل هم العرب والولاياتالمتحدة ذاتها.
وأوردت سيريا نيوز أنباء عن اكتشاف السلطات التركية سبع آبار نفط على الحدود مع سوريا، تتفوق طاقتها الإنتاجية على جميع الآبار بتركيا.
ونقلت الصحيفة عن وزير النفط الأسبق مطانيوس حبيب أن الاكتشاف التركي ليس من الضروري أن يؤدي إلى نشوب نزاع بين الدولتين، لأنه من الممكن أن يكون ضمن الأراضي التركية.
وأضاف حبيب أن النفط مادة لا تعرف الحدود السياسية بين الدول "فنصف هذه الآبار من الممكن أن يكون ضمن الأراضي السورية ونصفها الآخر بالأراضي التركية، وكل دولة لها الحق في استثمار النفط الموجود ضمن أراضيها".
ونبه إلى وجود تقنية "الحفر الأفقي" التي تسمح بالوصول إلى المخزون النفطي للدول الأخرى، مؤكدا أن دمشق وأنقرة ستتفقان على عدم استعمال هذه التقنية والتقيد بالنسب الموجودة لدى كل منهما.
ونقلت الصحيفة الإلكترونية عن محللين اقتصاديين إمكانية العثور على النفط أيضا خاصة وأن الحقول المكتشفة قريبة جدا من الحقول السورية "وبالتالي وجود حقل مشترك يشجع على التنقيب".
وأوضح المحللون أن الاتفاق بين الدولتين على استخراج النفط من حقل مشترك أمر ليس سهلا لأن الحقول تحت الأرض وهي ممتدة عدة كيلومترات "وبالتالي فالمعلومات المتوفرة هي مجرد تقديرات لا أكثر".
وقالت سيريا نيوز إن الإنتاج النفطي في البلاد لا يتجاوز الآن 450 ألف برميل يوميا، وهو يتراجع عاما بعد عام مع توقعات بأن تصبح سوريا مستوردا للنفط قبل العام 2015 في حال ما إذا لم تكن هناك اكتشافات نفطية جديدة.